بعد خطفه من منزله القائم داخل البلدة، أول هدف عرسالي للجبهة ولن يكون الأخير، إذا
لم تأخذ الأجهزة الأمنية اللبنانية كل الحيطة والحذر حيال ما تردد من معلومات عن
لائحة سوداء أعدها هذا التنظيم الإرهابي. في عرسال ليس في الأمر مفاجأة، فالجميع
يعرف أن جبهة النصرة أعدت لائحة أسماء لأشخاص، من ضمنها إسم غداده، معتبرةً أن جميع
الذين وردت أسماؤهم ضمن هذه اللائحة هم من “العملاء” و”الخونة” بحسب الأوساط
العرسالية.
المعلومات الى أن “النصرة” أصدرت أحكامها بحقهم إنطلاقاً من تهمتين أساسيتين:
الأولى أن بين هؤلاء من يتعامل مع عدوها اللبناني، حزب الله، يمده بالمعلومات عن
تحركات المجموعات المسلحة في الجرود والبلدة، ويزوده بأسماء العرساليين الذين
يدعمون مقاتلي الجبهة بوتيرة يومية بالمواد الغذائية والمساعدات
الإنسانية.
تعتبرهم من المقربين منها، بعدما وردتها معلومات عن تعاملهم مع الجيش اللبناني
ومدّه بالمعلومات اللازمة لتوقيف مناصريها وكشف حركة تنقلهم. وبحسب المعلومات، فقد
ساهم هؤلاء بالكثير من التوقيفات التي طاولت مناصري النصرة أكان داخل عرسال أو في
المناطق الأخرى. كما أن معلوماتهم ساعدت الجيش على تصفية مطلوبين حاولوا المرور على
حواجزه من دون التوقف، فكانت وحداته جاهزة للإشتباك معهم وقتل البعض منهم إضافة الى
توقيف البعض الآخر.
العرسالييين يعيشون في حال من الرعب، خصوصاً أن اللائحة السوداء لم تعمم عليهم. ما
يجعلهم يخافون أكثر فأكثر، هو معرفة إرهابيي النصرة لطرقات البلدة الفرعية، لا سيما
تلك التي تصل عرسال بجردها، أكثر من أي جهاز عسكري أو أمني، والسبب في ذلك يعود الى
السنوات الثلاث الماضية، التي كان فيها مسلحو الجبهة يسرحون ويمرحون من دون حسيب أو
رقيب، لا بل بتعاون وتنسيق مع عدد كبير من العرساليين الذين رأوا بما يقومون به
دعماً للمعارضة السورية، غير آخذين بعين الإعتبار ما يمكن أن ينتج عن تعاملهم مع
تنظيم إرهابي كجبهة النصرة.