أعلنت جبهة النصرة في القلمون السوريّة في
بيان نقلته وكالة الأناضول التركية أن “الحملة العسكرية لتحرير قرى القلمون ستبدأ
خلال أيام و أضافت أن “أي مشاركة لـ “حزب الله” في المعارك ضدنا خلال تحرير القلمون
سيضطرنا لقتل الأسرى الشيعة لدينا”.
ووجهّت جبهة النصرة رسالة إلى أهل
السنة في لبنان: “لقد قمنا بإطلاق سراح أبنائكم كعربون محبة لكم فأنتم أهلنا وأنتم
منا ونحن منكم”.
وأضافت في رسالة الى المسيحيين في لبنان: ” لقد حرم التيار الوطني الحر بأفعاله
ا?خيرة عددا من أبنائكم بأن يعودوا من ا?سر فالزموا الحياد”.
وهذا هو النص الكامل للبيان:
في هذا الزمان الذي تسير فيه الأمور على ذرى الشام الحبيبة بسرعة لا تستطيعها الجياد السابقات، وتتوالى فيه الأحداث بنسق لا تدركه عقول البسطاء من الناس، وذلك مصداقاً للحديث الذي رواه أحمد والحاكم عن أنس أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (الأمارات خرزات منظومات بسلك، فإذا انقطع السلك تبع بعضه بعضاً).
وقد استنبط أهل العلم من هذا الحديث أن الأحداث تجري في آخر الزمان كلمح البصر، وسبحان من أنزل في كتابه: (وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ).
وحتى نقطع “نحن المجاهدون في جبهة النصرة” الطريق على كل متسلق أو دعيّ، وكل من أتقن فنّ الصيد في الماء العكر، ومن ثمّ إرغاماً لأنوف حزب إيران، ومن ورائهم ولاية الفقيه وبشار وزمرته المجرمين، وتبكيتاً لقلوب صناع المؤامرات، وأرباب العمالة والخيانات، وتوضيحاً لأهل الحق الذين غابت عنهم الحقائق وأشكلت عليهم المسائل، فدارت بهم رحى الحيرة وضربتهم الشبهات ضربتها، واستقبلتهم الفتن بوجهها القبيح، وعصفت بهم ريح المحن من جراء تطبيل المطبلين، وشقشقات المرجفين، ومَنْ على صراخهم عسى أن يطمسوا معالم الهدى، أو يصرفوا وجوه الناس تلقاء معسكر أهل الشرك والبغي، فإنا نعلن هذا البيان بشأن فكّ أسر الجنود السنة الخمس من جيش لبنان الذي أصبح اليوم أداة طيّعة في يد حزب إيران يحركه ويرسم سياسته المعلنة والخفية فلا بد أن نذكر في هذا المقام بعدة رسائل دون إطالة مملّة، أو عجالة مخلّة.
الرسالة الأولى: إلى أهلنا وقرّة أعيننا ومن سكنوا سويداء قلوبنا على الدوام: أهل السنة الكرام في لبنان فإننا نتوجه إليكم بقلب ناصح لكم فقد آن للنائم أن يصحو من عميق سباته فقد عم البلاء وطم، وقد بلغ السيل الزبى، فلابد أن تعرفوا حقيقة حزب إيران ومؤامراته عليكم حصراً فإن مسعاه أن يصرفكم عن أهلكم ويحارب بأبنائكم ليحقق مصالحه ويبسط نفوذه عليكم ثم يذيقكم ما أذاق به أهل الشام من قتل وتشريد وهتكٍ للأعراض، قال تعالى: ( كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً).
فيا أهلنا في لبنان: لا تشمّتوا بنا الأعداء، فوالله ما خرجنا إلا من أجل نصرتكم ولن نكون إلا درعاً حامياً لكم ولن ندّخر جهداً لفكاك أسرانا من سجون الظلم في لبنان ليكون حصنكم منيع أمام حزبٍ يتعطش لسفك دماء أهل السنة دون حسيب أو رقيب بل بغطاء دولي ومحلي، فأصبح حامي حدود إسرائيل متفرغاً لعدوه الحقيقي ألا وهو: أنتم يا أهل السنة، فانظروا إلى أهل الباطل كيف يتبعون قادتهم على ضلالتهم كالغنم السائمة، فاحرصوا أن تكونوا جنوداً تنصرون دينكم وتحفظون حرماتكم واعلموا أن الفرص تمرّ مرّ السحاب، ولقد قمنا بإطلاق سراح أبنائكم من الأسرى لدينا كعربون محبة لكم فأنتم أهلنا وأنتم منّا ونحن منكم فكونوا بارك الله فيكم على قدر الحدث، وانظروا ما يحاك لكم في الخفاء، وتأكدوا أن حزب إيران يريد أن يجعل من أبنائكم وقوداً لمعركته ضدّ أولياء الله وقد اتخذناه عدواً وأقسمنا على استئصال شأفته، فلا تجعلوا أنفسكم وأبناءكم في خندقه من حيث تعلمون أو من حيث لا تعلمون، وقد كان أحد أهم مخططات الحزب من وراء افتعال معركة عرسال ضرب الحاضنة السنيّة التي يعوّل عليها المجاهدون بعد الله عز وجل، وأخيراً وليس آخراً، بادروا إلى النّزول إلى الشوارع وزيدوا من وتيرة الاحتجاج واعملوا على قطع الطرقات، وأثبتوا وجودكم في الميدان، وخذوا دوركم في الساحة وارفعوا الرايات من أجل إطلاق سراح أهل السنّة في السّجون، وتذكروا أنكم الرقم الصعب في معادلة الوجود على أرض الواقع، وتأكدوا أن المعركة معركة وجود فإمّا أن نّكون أو لا نكون، وتالله لقد حصحص الحق، ووالله إنه لزمن الصدق، وقد آن للفرسان أن تعتلي صهوات الخيل، وقد بان الطريق لذي عينين، وقد دقّت طبول الحرب، وأزفت ساعة الفصل، والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
الرسالة الثانية: إلى حزب إيران وجنوده: لقد علمتم ما صنعنا بكم من تنكيلٍ وتشريدٍ وتقتيلٍ، وجزٍّ للرؤوس، وكم قَلْقَلْنا سيوفنا في جماجمكم، وعلقنا أشلاءكم على حرابنا، وكانت لنا الصولة عليكم، ودارت عليكم الدائرة، على الرغم من تعاليكم على آلامكم، وعضّكم على جراحكم، وإن كنتم قد أتقنتم فنّ الكذب، وجئتم بسحركم، ومكرتم مكركم، ورقّع لكم كهنة الإعلام القذر سوآتكم، فلن يجدي كل ذلك عما قريب نفعاً، وغداً ستكشف الحقيقة المرة، ويفضحكم أتباعكم الذين ذهبتم بفلذات أكبادهم إلى معركةٍ تعلمون قبلهم أنها معركة خاسرة، وإن تشدقتم كذباً وزوراً أنها حربٌ مقدسةٌ، فإن كنتم استطعتم زجَّ الجيش اللبناني في أتون المعركة، فتلك فرحة الحزينة على أبواب المدينة، فعمّا قريبٌ ستتوالى انشقاقات شباب أهل السنّة ويتركون هذا الجيش الكافر بعد أن علموا حقيقته، وأنّ حزب إيران هو الآمر الناهي فيه والمتحكم بأجهزة مخابراته وقضاءه، وعلى طريق الانشقاقات ستسير باقي الطوائف وستلقون أنفسكم وحدكم في ساحة المعركة، وستفقدون ورقة الحرب بالوكالة، وسينقلب عندها السحر على الساحر، وستجدون أنفسكم في مواجهة مع أهل السنة الثابتين، وعندها سيأتيكم جندٌ لا قبل لكم بقتالهم، فكلما عضّتكم ناب الحرب في الساحات لجأتم إلى ورقة النازحين العزّل تحرقون خيامهم وتقتلون منهم الشيوخ والنساء والأطفال فعل الجبان وصنع الخسيس، وتذكروا أن هذا العمل لن يدوم لكم وسيأتيكم البلاء من حيث لا تعلمون.
وإنا نعلمكم أن حملتنا العسكرية من أجل تحرير قرى القلمون ستبدأ بإذن الله في الأيّام المقبلات وإن أي تواجد لأبنائكم من الرافضة في صفوف عدوّنا فمعنى ذلك أنكم قضيتم حتف أبنائكم الذي بين أيدينا وقد اعذر من أنذر.
وإنّ مع اليوم غداً وإن غداً لناظره قريب والأيام حبلى بخزيكم وعاركم.
الرسالة الثالثة: إلى نصارى لبنان: قد ساقكم الألثغ السمين إلى ساحة الحرب ودفعكم إليها دفعاً، ومكر بكم، وقد استطاع حزب إيران أن يشقّ صفكم ويخرج من بينكم من يسعى لاستعداءنا ويزجّكم بحرب لا قبل لكم بها، وهمه في ذلك تحقيق مآربه وأشباع غرائزه بأن يصل إلى كرسيّ الرئاسة حتى ولو كان على دماء أبنائكم فيسعى لجرّهم لحربٍ بالوكالة مع أهل السنة، فإنا نتوجه إلى عقلاء طائفتكم بأن ينزعوا شرارة الحرب التي يريد التيّار الوطنيّ الحرّ وزعيمه جركم إليها وقد حرم بأفعاله الأخيرة عدداً من أبنائكم بأن يعودوا إليكم من الأسر بتنفيذ ما خططه له سيده الحاكم الفعلي للبنان زعيم حزب إيران وقد نفذ ما طلب منه، ألا فالزموا الحياد وخلّوا بيننا وبين أحفاد المجوس، ثم كفّوا سفهاءكم عن سفاهتهم، وإياكم أن تتطاولوا على مقدساتنا، أو تعتدوا على ثوابتنا فخذوا على يد المعتدين من طائفتكم ولا تتركوهم ليحققوا ما يصبّ في غير مصلحتكم، فقد قيل للشقيّ هلمّ إلى السعادة فقال حسبي ما أنا فيه، فلا تتركوه يفسد دنياكم ويذهب بشبابكم وقوداً لحربٍ بالوكالة نصيبه منها أن يتربع على سدة الرئاسة ولو لساعة واحدة!
والله من وراء القصد و(لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) ، و(لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ)، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) .
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)