بعيدا عن الصحوات اللبنانية وسجالاتها العقيمة مع ما يعتريها من انعكاسات سلبية تفاقم من هشاشة الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان، تتجه الأنظار نحو جرود عرسال ونحو بقية الحدود اللبنانية – السورية الممتدة من الشرق إلى الشمال في ظل معلومات أمنية دقيقة تتحدث على أن الغزوة الجديدة للمسلحين الإرهابيين باتجاه لبنان باتت حاضرة وجاهزة على حد قول مصادر سياسية متابعة وهي على قاب قوسين والتي ستترافق مع مناخ ضاغط من قبل خاطفي العسكريين على الأهالي من أجل حثهم نحو خطوات تصعيدية غير مسبوقة بوجه السلطة السياسية والعسكرية اللبنانية لإرباكها بمسلسل قطع الطرقات وغيرها من الخطوات التي تحمل طابع المواجهة الداخلية بين أهالي العسكريين والدولة اللبنانية وذلك بهدف إلهاء الجيش وسائر القوى الأمنية وأرهاقها بالإنشغالات الداخلية في حين أن المسلحين الإرهابيين يستعدون للقيام بغزوة فك الحصار.
ولفتت الاوساط الى ان فيديوهات انشقاق العسكريين التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية منذ فترة ليست طويلة والتي يظهر فيها جنود منشقين عن الجيش اللبناني يتحدثون بعبارات متطرفة تحريضية على المؤسسة العسكرية ليست سوى جزء من الحرب النفسية التي يشنها الملسحون الإرهابيون على الجيش اللبناني وهذه الحرب النفسية يستخدمها هؤلاء الإرهابيون ضمن سياق التمهيد والإستعداد للغزوة الكبيرة التي يتحضرون لها قبل استفحال عواصف وثلوج وصقيع فصل الشتاء الذي بات على الأبواب. وبحسب المعلومات أن حملة التحريض والتشكيك العبثي التي يقوم بها بعض النواب والسياسين على الجيش اللبناني بخلفية مذهبية مقيتة تساهم بطريقة أو بأخرى على تعميم ظاهرة الإنشقاقات في صفوف الجيش اللبناني. مشددة على أن هناك مؤشرات ميدانية عديدة تؤكد على أن هناك مشايخ أصوليين وسلفيين متطرفين يعملون بشكل منظم ودائم وثابت على الساحة الشمالية لا سيما في عكار وعاصمة الشمال طرابلس على التحريض ضد الجيش اللبناني وهم من أجل ذلك لا يوفرون وسيلة ومناسبة من أجل تعميم وتوسيع ظاهرة فكرة الإنشقاق في صفوف العسكريين السنة من الجيش اللبناني… وبطبيعة الحال فأن هذه الموجة الخطيرة التي تستخدم المنابر في خطب الجمعة من أجل ضرب عقيدة الجيش الوطنية وغرس عقيدة مذهبية متطرفة ظلامية مكانها هو أمر بات يتطلب صحوة حكومية مؤسساتية لمعالجة هذه الظاهرة واستئصالها وأن كانت لا تزال مفاعيلها محدودة ومعزولة خصوصا أن هذه العملية المشبوهة هي في نهاية المطاف تصب في مصلحة الإرهاب التكفيري الذي يستهدف لبنان وأمنه واستقراره وعيشه الوطني المشترك.
وتشير الأوساط الى أن المعلومات الأمنية عينها تؤكد بأن ما يجري في عرسال مرورا ببريتال وشبعا ودير العشائر وطرابلس وصيدا والمخيمات ليس سوى حلقة مترابطة تنذر بان المواجهة الكبيرة قادمة وباتت قريبة. مشيرة الى ان التوتير العسكري الليلي الذي يتعمد المسلحون بإفتعاله من مواقعهم المرتفعة والباردة في أعالي الجرود التي يبلغ ارتفاعها حوالي 2400 ليس سوى تمهيد لعمل كبير خصوصا أن المعلومات الإسخباراتية تؤكد أن هؤلاء المسلحين لن يكون باستطاعتهم تحمل أعباء الصقيع والبرد والثلوج والأمطار في هذه المنطقة الجردية وهم في سبيل ذلك يمهدون من خلال المناوشات الليلية للعملية الكبيرة وما يجري حاليا يقع ضمن سياق دس النبض واستطلاع مدى جهوزية الجيش لهذه المعركة التي على ما يبدو وبحسب العديد من المراقبين ستكون معركة خاسرة للمسلحين الذين باتوا معزولين ومقطوعة خطوط امدادتهم بفعل الإجراءات المشددة والمحكمة التي تنفذها نخبة الوحدات العسكرية في الجيش اللبناني بين الجرود وعرسال هذا بالإضافة إلى التعزيزات أمنها الجيش على طول خطوطه الأمامية بالعتاد والعديد ما يجعل الجيش في حالة عالية من الجهوزية القتالية لصد أي هجوم متوقع سواء من تلة الحصن وبريتال والطيبة وحورتعلا والفاكهة خصوصا أن الجيش قد أخذ العبر من غزوة بريتال التي وقعت في عيد الأضحى سيما أن هناك معلومات عديدة تشير إلى أن المسلحين قد يشنون هجومهم المتوقع خلال مناسبة مراسم عشوراء.
المصادر أكدت انه وبعيدا عن الحملة الشعواء التي تشن على حزب الله بخلفية مذهبية تصب في خانة إذكاء نيران الفتنة المذهبية فأن قيادة المقاومة تنسق مع الجيش اللبناني في كافة الإجراءات والتدابير الإحترازية الهادفة إلى مواجهة التكفيريين والتصدي لأي هجوم جديد قد يقدمون عليه قبل حلول فصل الشتاء… وضمن هذا السياق تؤكد الأوساط على أن المقاومة قد قامت بتعزيز خطوطها الأمامية على طول الحدود الشرقية وهي في حالة استنفار وجهوزية لمواجهة كل الإحتمالات، أما داخليا فقد قامت المقاومة وبالتنسيق الحثيث مع الجيش وقوى الامن الداخلي باتخاذ كافة الإجراءات الاستثنائية في الضاحية والنبطية والبقاع وحارة صيدا بمناسبة احياء مراسم عشوراء سيما أن المقاومة والجيش والقوى الأمنية تتعاطى بكل جدية مع فرضية لجوء التنظيمات الإرهابية التكفيرية إلى استهداف التجمعات البشرية المشاركة في مراسم عشوراء بعمليات ارهابية اجرامية نوعية وكبيرة.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...