الديار
عندما بدأ الدكتور سمير جعجع، رئىس حزب القوات اللبنانية، بالاشارة تلميحاً او تصريحاً بأنه مرشح طبيعي الى رئاسة الجمهورية، انقسم اللبنانيون الى ثلاث فئات، الاولى، مرحبة ومشجعة ومتشوّقة الى رؤية جعجع رئىساً في قصر بعبدا، وسنداً يمكن الركون اليه لاعادة الحياة الى الدولة اللبنانية المسكونة بالشلل والتفكك والفساد واليأس القاتل، والفئة الثانية رافضة رفضاً مطلقاً مجرّد التفكير بامكانية ترشح جعجع، فكيف بامكانية وصوله، وهي لا ترى فيه خصماً سياسياً، بل عدوّا ينازعها الحكم والسلطة والسيطرة، ويقف في وجه اهدافها وطموحاتها. اما الفئة الثالثة، فهي الجماعة المسكونة بالتردد الدائم والخوف الطبيعي من اي تغيير غير محدود الافق، وبالحسابات الشخصية التي لا ترقى حتى الى مستوى مجرد التفكير بالمصلحة الوطنية، وهي في كل ظرف وزمان تعيش على قارعة الحياة السياسية وتقبل بالسهل من الحلول والتسويات.
بمعزل عن مواقف الفئات الثلاث هذه، فان سمير جعجع هو احد المسيحيين الموارنة الاربعة، الذين اعتبرهم الشعب اللبناني انهم مرشحون اقوياء، وينظر اليهم بهذه الصفة ويتعامل معهم على هذا الاساس، وتسمية «المرشح القوي» التي يحملها جعجع والثلاثة الآخرون، لم تأت من العدم او من الصدفة فهي نتاج تراكم طويل من الجهد والتعب والعمل والخبرة والتجربة، بالاضافة طبعاً الى الحيثية الشعبية مع فارق بالاوزان والحجم بين مرشح وآخر، واذا كان جعجع يصف نفسه بالمرشح الطبيعي الى رئاسة الجمهورية، فهو لا يجافي الحقيقة لانه يستند بكثير من الثقة والاعتزاز الى هذا التراكم المجبول بالتضحيات الكبيرة والشعبية الراسخة التي ضربت مثلا مؤثراً بالوفاء طول سنوات النضال والمحن التي مرّ بها شخصياً وانعكست على الالاف من انصاره سجنا وقهراً وقتلاً وتشريداً.
***
يجب الاعتراف بان المشكلة الكبيرة التي يواجهها الدكتور جعجع منذ خروجه من زنزانة اعتقاله السياسي، ان البعض ما زال يرفض ان يرى وان يلمس التغيير الكبير الذي يرافق مسيرته منذ العام 2005 حتى الآن، القائم على ثوابت النضال السلمي والانفتاح على الجميع، بمن فيهم خصوم او اعداء الامس، وفتح صفحة جديدة من العمل الحزبي الجاد، ومدّ اليد الى مصالحات تاريخية مع مكوّنين اساسيين من مكوّنات الشعب اللبناني، الدروز والسنّة، وتأكيده الدائم على لبنانية الشيعة ووطنيتهم وتاريخهم المشرّف في بناء دولة لبنان، الكبير، والمؤسف ان البعض الغارق، في احقاد الامس، والخائف على مكتسبات اليوم، يحاول جاهداً «شيطنة» سمير جعجع، وتصويره وكأنه العدو الذي يتعذّر التفاهم معه، بل يجب التصادم واياه في شكل دائم، رغم معرفته بأن جعجع بحكم تركيبته الدينية والثقافية والفكرية والسياسية، انسان مؤمن بالنظام الديمقراطي، وبأهمية وجود دولة قوية عادلة ونظيفة، وبالرأي المختلف لاي لبناني آخر، وان همّه الاول والاخير، كيف السبيل الى انقاذ لبنان من سقوطه في الهاوية التي تتسع يوماً بعد يوم.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...