مع اكتمال الأسبوع الثالث من الشغور الرئاسي طغت الهموم النقابية والمطلبية والدراسية على الحركة السياسية التي يفترض أن تدفع في اتجاه انتخاب رئيس جديد وإنهاء حالة الفراغ. لذلك بدت الجلسة البرلمانية التي دعا إلى عقدها رئيس المجلس نبيه بري الثلثاء المقبل للبحث في سلسلة الرتب والرواتب، أهم في حسابات السياسيين من جلسة الإثنين المخصصة للإنتخاب، والتي ستلقى حتماً مصير سابقاتها بعدم اكتمال النصاب بفعل استمرار مقاطعة “تكتل التغيير والإصلاح” وكتلة “الوفاء المقاومة” وبعض حلفائهما.
ولعلّ ما سيطرحه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مساء الإثنين المقبل خلال برنامج تلفزيوني – على ما علمت “النهار”- سيكون مثار بحث في الأيام المقبلة داخل الصالونات السياسية، إذ أنه سيقدم مبادرة لحل عقدة انتخاب رئيس من خلال “مد اليد” إلى فريق “8 آذار”، كما سيقترح “لقاء أقوياء” يعيد المبادرة إلى بكركي التي ما زالت مكتفية باستطلاع توجهات الأفرقاء منذ تعرضها للحملة الإعلامية – السياسية إثر زيارته للأراضي المقدسة.
إلا أن مصادر قريبة من صرح بكركي قالت لـ”النهار” إن البطريرك الماروني سيعاود مطالبته وإلحاحه لانتخاب رئيس، ولكن بلهجة أقوى في الأيام المقبلة، وإن لم تتبلور لديه بعد خطة عمل للضغط في هذا الإتجاه. خصوصا أن مختلف الأفرقاء تبلغوا رسميا وبوضوح أن لا جدوى من انتظار تدخل خارجي، لا عربيا ولا أوروبيا ولا أميركيا. كما أن رهان على انقلاب دراماتيكي في خيارات أي فريق أساسي هو مضيعة للوقت، لأن ما من فريق في وارد خوض مغامرة تبديل في الحلفاء أو انتقال من جهة إلى أخرى. مما يعني أن على المعنيين اللبنانيين التصرف عقلانيا وعلى قاعدة أن المبادرة ما زالت بين أيديهم.