اكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “ما يهمه هو وصول البرنامج الإنتخابي الذي طرحه”، لافتاً إلى انه “صادق فيما خص الموقف الذي أعلنه من بكركي عن انه مستعد للتخلي عن ترشحه للرئاسة إذا تم التوافق على مرشح آخر من قوى 14 آذار”، قائلاً: “سأكمل في هذا الاتجاه، ولكن لنفترض أنّه تبيّن بأن هناك فرصة لوصول هذا البرنامج من خلال غيري بشكلٍ أسهل، عندها لا يوجد لديّ أي مانع لنجلس ونتحدّث، وهكذا أكون قد وضعت الأمور في أوضح صورة، كي نصل إلى إنتخابات رئاسيّة جديّة، لذا أحببت أنه وفي حال كان يوجد أي أمل بشخص آخر موجود أن يتجسّد هذا الأمل”، معتبراً ان “الآخرين لا يريدون برنامجي ولا يريدون أي شخص يمثل هذا البرنامج، وليس فقط لا يريدونني كشخص للرئاسة”.
ونفى جعجع في حديث الى صحيفة “الشرق”، ان “تكون تحركات رئيس حزب “الكتائب” أمين الجميل لطرح نفسه كرئيس وفاقي”، لافتاً إلى ان “الجميل يطرح مشكلة الإستحقاق الرئاسي لنفكّر كلنا معاً كيف يكون الحلّ”، معتبراً ان “طموح الجميل ليصبح رئيساً لا يزال وارداً كما يتبيّن من تصريحات نواب حزب “الكتائب”، مضيفاً ان “بكركي لا تلعب دور فريق سياسي ولا تضع بالتالي نفسها في مواجهة أي فريق سياسي آخر، حتى عندما أرسل رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون للأسف، جماعته في التسعينات للاعتداء على الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، لم يصدر وقتها عن صفير أي كلمة، وهذا من منطلق أنّ كل بطريرك على رأس الكنيسة يعتبر أن كلّ المسيحيين أبناءه ورعيته، أما من أخطأ ومن لم يخطئ فهذا شأن يبحثه هو داخلياً”، معتبراً ان “البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيقول كلاماً قاسياً للعونيين ولكن داخل الغرف المغلقة، وموقفه واضح جداً ولكن في العلن لا يذهب إلى حدّ المواجهة مع العونيين أو مع غيرهم إذا ما اتخذوا موقفاً يجده الراعي خاطئاً، أو إذا اتخذوا موقفاً كان متفقاً على أن يتخذوا عكسه كما حدث هذه المرة”.
كما رأى جعجع ان “بسبب مقاطعة الجلسات النيابية لإنتخاب رئيس جديد، سيخسر المسيحيّون من جديد فرصة الإتيان برئيس فعلي، أو برئيس يعبّئ موقع الرئاسة، فالمقاطعة التي تحدث تشكّل خطورة العودة إلى رئيس من الأحجام التي كنا نراها سابقاً”، مشدداً على ان “لا أحد يجرؤ على طرح إعادة النظر بإتفاق الطائف، لأنّ لا أحد يملك أي بدائل عنه، وكل ما يطرح من هذا القبيل هو في سياق الضغط النفسي على الفريقين المسيحي والسني في لبنان أو على الفرقاء الآخرين”.
وأشار إلى ان “تعطيل النصاب لإنتخاب رئيس جديد يأتي من رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط في حال كان هناك مرشحان كبيران حازا على 55 أو 56 صوتاً، ورفض أن يعطي أحداً منهما، وأصر على البقاء “بالسّهلة” لأنّ لديه مرشحه وهذا المرشح يحوز 10 أو 12 صوتا، في هذه الحال فقط نستطيع أن نقول جنبلاط يعطّل”، قائلاً: “ان جنبلاط يملك من المعرفة بالصيغة اللبنانية والحسّ السياسي ما يدفعه لسحب مرشحه وإعطاء كتلته النيابية حريّة التصويت، أو أن يأخذ قراراً بالتصويت لهذا المرشح أو ذاك”، مشدداً على ان “العملية الانتخابية معطّلة الآن ومن يعطّلها فريق 8 آذار وليس جنبلاط، وهذا الأخير سيكون أمام إمتحان صعب جداً ولكنّه سيجتاز هذا الامتحان، ولن يعطّل”.
أما عن ترشح الرئيس السوري بشار الأسد للرئاسة السورية، فقال: “هيدي مزحة ما هيك”، هناك الآن داعش وجبهة النصرة والجيش السوري الحر ومن ضمن المجموعات المسلحة الموجودة على الأرض السورية مجموعة الأسد، هنا يعمل الإيرانيون ويلعبون لعبتهم، تاركين مجموعة الأسد بتسمية نظام”، مشدداً على ان “لا أحد يستطيع أن يُغيّر ثوابت التاريخ، وإيران لديها هذا الطموح على المستوى السياسي ولكن الخوف كبير جداً من الحاصل الآن في سوريا”، معتبراً ان “الخوف الأكبر في سوريا هو من الصوملة، تقسيمات مناطقية على دينية على عرقيّة، فوضى، أرض سائبة لا سلطة معيّنة فيها، كلّ منطقة لها سلطة مستقلة فيها، وحروب دائرة بين الكلّ ومع الكلّ وضدّ الكلّ”، مضيفاً: “لو بقي الإمام موسى الصدر، لم يكن هناك إمكانية ليكون هناك شيء اسمه حزب الله”.
وأشار جعجع الى ان”هناك واقعتان لم ينسهما لي الرئيس حافظ الأسد ولا الذين أتوا من بعده، الحادثة الأولى هي الاتفاق الثلاثي، كان عمر الأزمة اللبنانية قد بلغ عشر سنوات، وكلّ العالم يريد حلاً، جاء حافظ الأسد بشخصيته الكبرى ليقول لدول العالم “أنا وجدت الحلّ”، طبعاً بعدما أعدّ كلّ شيء ووصلته تقارير المخابرات ومشى إيلي حبيقة بالاتفاق الثلاثي، وليد جنبلاط لم يكن ماشياً بالاتفاق الثلاثي ، مشى معهم بالإكراه، وبلّغ الأسد كل الدول، أنا من أين كنت أعرف؟ سمعتها من السفير الأميركي بارثولوميو قال لي: “هناك حل”.. وهذا حافظ الأسد حتى يخرج شابٌ يُسقّط الاتفاق الثلاثي بعد أسبوع، في وقت كان يسوّق فيه لنفسه أنه بطل لبنان وأنه وجد الحلّ، حتى يستطيعون تبرير هذا السقوط صاروا يروّجون أن الإسرائيلي جاء بطياراته ودباباته وأسقط الاتفاق الثلاثي، وإن تسنّى لك لقاء ميشال المر فسليه ماذا كانوا يروجون عن إسقاط الاتفاق الثلاثي.. وأنا الذي أسقطته، وهذه “شغلة ما بيغفرلي ياها حافظ الأسد”، ويومها استعرضوا فعلاً إمكانية اقتحام المنطقة الشرقية كلّها، هالقد حجم القصّة و”بتقوليلي رشيد كرامي”.
الحادثة الثانية، عندما حضّر الرئيس حافظ الأسد سليمان فرنجية الجد ليكون رئيساً في العام 1988، وكان غازي كنعان قد أبلغ الرئيس الأسد أنّ النصاب مضمون وستنعقد جلسة الانتخاب، وإذ للمرة الثانية يستيقظ حافظ الأسد ليجد أنه لا نصاب لانعقاد الجلسة.”
ورداً على سؤال: “إلى متى ستبقى صامتاً في قضية إغتيال رئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي؟”، قال جعجع: “لست صامتاً، ولم أصمت عن هذا الموضوع في يوم من الأيام”، متسائلاً: “هل قضاء عهد الوصاية أصبح اليوم مقياساً للقضاء؟، بالأمس أطلّ النائب خالد الضاهر وطرح معلومات بالأسماء أنا شخصياً لا أعرف هذه المعلومات، البعض مصرون أنه يجب أن تكون أنت “المجرم”، والنظام السوري يريد أن يكون الأمر هكذا”.
الشرق