هل وصل «داعش» الى الشمال اللبناني ام ما نشهده مظاهر تعاطف مع «داعش» وحسب؟؟؟
ثمة تساؤلات تشغل بال الشماليين عامة والطرابلسيين خاصة عما تشهده شوارع واحياء طرابلس والمنية من شعارات «داعشية» على الجدران واستهداف للكنائس، ولعل ابرز التساؤلات تتركز عما اذا كانت هذه الشعارات اعمال صبيانية ام هي بالفعل ملامح «داعشية» بدأت تظهر في الافق الشمالي اللبناني؟
لا شك تقول مصادر شمالية ـ ان هذه الشعارات اثارت قلق الاوساط السياسية والدينية والامنية على حد سواء وردتها بعض الاوساط الى بيئة حاضنة للفكر الداعشي تمهد لاستقبال «داعش» في حال قرر هذا التنظيم التوجه الى الشمال والى طرابلس تحديدا..
وتشير هذه المصادر الى خشيتها من وجود خلايا نائمة تعتنق المنهج «الداعشي» وان هذه الخلايا باتت منتشرة في قرى وبلدات شمالية ولم يعد أمر الخلايا مجرد شائعات واحتمالات بعد تلك الشعارات التي يعثر عليها صباح كل يوم ..وان طلي بعض الجدران بالشعارات «الداعشية» يؤكد خطورة الوضع في الشمال وما يحاك للمنطقة كما يؤكد ما سبق واعلنه قائد الجيش العماد قهوجي حين قال ان معركة مواجهة الارهاب في عرسال احبطت مشروع الارهاب التكفيري الذي كان سيمتد من عرسال وصولا الى الشاطىء في عكار.
حسب المصادر ان عيون قوى الارهاب التكفيري منصبة على حاضنة لها في الشمال وتدرك ان لها بيئة جاهزة لاستقبالها في طرابلس، وان المخطط الارهابي التكفيري الذي يتمدد في المحيط الاقليمي من الموصل الى الرقة، وصولا الى جرود القلمون وجرود عرسال يتجه نحو ايجاد منفذ بحري له، على شاطئ البحر المتوسط وقد فشل في ايجاد هذا المنفذ على الشاطئ اللاذقية حيث احبط الجيش السوري المخطط فاتجهت الانظار نحو الشاطئ الشمالي ما بين طرابلس وعكار. باعتبار ان حاضنة لهم تتوفر في الشمال نتيجة وجود قوى اصولية متطرفة متعاطفة مع المنهج الداعشي، وقد ظهرت ملامح هذا المنهج مؤخرا من خلال تلك الشعارات وما يشاع عن وجود عناصر تنتشر في اكثر من منطقة شمالية.
ولعل استشهاد الرقيب علي السيد وعملية الذبح الشنيعة التي تعرض لها على ايدي «داعش» كشفت وبحسب المصادر ان لـ«داعش» خلايا في الشمال او اقله متعاطفين مع «داعش» وذلك من خلال امرين، الامر الاول شائعات تتحدث عن ان الذي ارتكب جريمة الذبح البشعة هما لبنانيان ومن الشمال التحقا بـ«داعش». والامر الثاني ان موكب التشييع مرّ بطرابلس دون اي يحظى باستقبال من قبل القوى المتطرفة. عدا عن عدم قيام هذه المجموعات بقطع الطرقات والانضمام الى اهالي العسكريين المخطوفين سواء في القلمون او في المحمرة، وقد اعتادت هذه القوى على قطع الطرقات حين يكون الامر متعلق باية شخصية تخص الجماعات التكفيرية دعما لهم. في حين ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لمجموعات تكفيرية مواقف شامتة ومتشفية بشعة جدا، حول قضية ذبح الشهيد السيد. كانت كافية لتؤشر الى وجود خلايا «داعشية» في طرابلس والشمال.
يضاف الى ذلك ان المجموعات السلفية المتطرفة في الشمال لم يصدر عنها اي بيان ادانة او استنكار لجريمة ذبح الشهيد السيد ولا ادانة واستنكار لخطف العسكريين ولا اي بيان يطالب الخاطفين بالافراج عن العسكريين المخطوفين. وقد لزموا الصمت فيما البعض الاخر اعرب عن سروره بعملية الخطف.
تتحدث مصادر شمالية عن ضرورة الانتباه الى الحالات التكفيرية في الشمال وانه من الاهمية بمكان ان تتخذ الاجراءات الاستباقية حيال هذه الحالات قبل ان تتلقى المزيد من الدعم والاحتضان السياسي من قوى وتيارات توظف هذه الحالات في مشروع سياسي خطير لا يؤدي الى تفتيت البلاد وحسب بل يؤدي الى انعاش القوى التكفيرية ويستجلب «داعش» الى المنطقة وهنا تلفت المصادر الى دور للمرجعيات الدينية الرسمية، يجب ان تلعبه في هذا الاتجاه وان تضع حدا لبعض المنابر في بعض المساجد التي تغرد خارج السرب الديني الرسمي، بل ان بعض الذين يلبسون العمامة لا زالوا يوظفون بعض المساجد في تأليب وتحريض الشارع الاسلامي السني تعاطفا نحو القوى التكفيرية سواء داعش او جبهة النصرة. على ان يكون لرجال الدين الذين يمثلون الاسلام الحنيف الدور الرئيسي في توعية الشارع الاسلامي وتنبيهه من الانجراف خلف المتطرفين الذين يعملون على تفخيخ المجتمع الشمالي وخاصة الطرابلسي.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...