حاولت قوى 14 آذار، باطلاقها مبادرة لاختيار رئيس توافقي، اخفاء حالتها المهترئة، والانقسامات الحادة فيما بينها، على حد قول مصادر في فريق 8 آذار، على اكثر من قضية وملف، ومن ابرز الملفات الخلافية التي تتحكم بطبيعة علاقاتها ملف رئاسة الجمهورية، وملف الارهاب بشكل عام، وتداعياته على مستقبل المسيحيين الوجودي في هذا الشرق، واشارت المصادر الى ان المبادرة هي «مناورة» عاجزة عن اخفاء التناقضات بين هذه القوى، داخل «تيار المستقبل» نفسه.
واكدت المصادر ان المبادرة «المناورة» لا تحتاج لان يتوالى على اطلاقها خمسة نواب كل منهم يمثل حزباً او تياراً في قوى 14 آذار، لولا حاجتهم الملحة للظهور على طاولة، والايحاء بأنهم متفقون وموجودن في الاتجاه والموقف، مع العلم توضح المصادر انه بعد اطلاق التيار الوطني الحر اقتراح انتخاب الرئيس من الشعب، كان بعضهم مؤيداً لهذا الاقتراح، الذي يضمن مكانة رئيس الجمهورية لا المكان في ظل انتاج الطوائف الاخرى رؤساء اقوياء.
واعتبرت المصادر السياسية، ان اطلاق المبادرة هي للهروب بالاتجاه الامامي،. للقضاء على اي امل للمسيحيين باختيار الرئيس القوي في ظل الظروف الامنية المشتعلة في المنطقة ولا توفر مسلما او مسيحيا، كان في طليعة من احرق الخرقة الصليبية التي رسم عليها الصليب وتأكيدا على المناورة في المبادرة. وتذكر المصادر قوى 14 آذار، وتحديدا «تيار المستقبل» تنازله عن كل الشروط والعقبات التي تمسك بها طيلة عشرة اشهر سبقت تشكيل حكومة الرئيس سلام، وفي طليعتها شرط عودة حزب الله من سوريا والتخلي عن سلاح المقاومة وغيرها من الشروط. وهنا تسأل المصادر النائب فؤاد السنيورة، لماذا تنازل تياره عن كل تلك الشروط، اليس من اجل تسهيل تشكيل حكومة يشارك فيها الجميع، وكل مكوّن سياسي فيها هو رئيس جمهورية؟ لان الشغور في موقع الرئاسة سيطول كثيرا، لان اميركا والغرب وبعض العرب منهمكون في اسقاط كل عناصر القوة المحيطة بالكيان الصهيوني، من خلال اطلاقهم يد الارهاب في سوريا والعراق ولبنان، مستعملين كل ادواتهم في المنطقة لتوفير الدعم لهذا الوحش الذي بات اليوم يهدد امنهم القومي بعد ان اصبح في شوارعهم وقوى 14 آذار هي من هذه الادوات، تقول المصادر، التي ساهمت بتمدد «داعش» في طرابلس وعرسال وجعلت من لبنان الخاصرة الرخوة التي يتمدد فيها الارهاب وسيتمدد اكثر فاكثر نتيجة الضغوط الميدانية العسكرية التي يتعرض لها «داعش» في سوريا والعراق.
لذلك توقعت المصادر ان يتوسع حجم الانفجار في لبنان، لان «داعش» سيحاول كل ما بوسعه وبوسع حواضنه الشعبية في لبنان للوصول الى البحر عله يصبح وجها لوجه مع اوروبا ليوزع فيها شظايا الموت والدمار، مستغلاً التردد الاميركي في اتخاذ القرار الحاسم بمواجهة «داعش» الذي خرج عن سيطرتها، وسيطرة مموليه في المنطقة من ترك وعرب.
لذلك دعت المصادر في 8 آذار قوى 14 آذار وتحديدا «تيار المستقبل» الى التعقل والكف عن المناورات التي لا تبني جماهير، بل توغل في القضاء على مؤسسات الدولة، وفي طليعتها مؤسسة الجيش اللبناني التي هي احوج ما تكون الى توفير غطاء سياسي من القوى، لكي تنتصر على الارهاب في عرسال، طرابلس وكل لبنان.
خالد عرار
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...