تخفيفية للوزير المشنوق من منطلق أنه مكره على الإدلاء بموقفه، ولكنه لا يريد أن
يذهب الى الحد الأقصى في عملية القطع مع حزب الله، لذا فإنه انتقى بعناية مهنته
الأصل كلمات خطابه في الأونيسكو ووسمها بمرونة ووضعها في موضع انتقاد، ليس الحزب
وحده بل مخابرات الجيش أيضا، أي أنه شاءها أن تكون قضية أمنية ذات بعد وطني.
وكان لابد له من أن يقيم توازنا في خطابه فيوزع انتقاداته بين الإرهاب
وممارساته والحزب وسلوكه، لا أن يمضي قدما في التهجم على فريق واحد، وهو أمر يجافي
مزاج القاعدة «المستقبلية» وتوجهاتها في هذه المرحلة.
ولكن التقييم السياسي
لحزب الله يعتبر أن «المستقبل» أعجز من المضي قدما نحو أي لون من ألوان العلاقة مع
الحزب لاعتبارات وحسابات أبرزها:
1- أن «المستقبل» صير الحملات ضد الحزب مادة أساسية من مواد خطابه وعنصر جذب
لجمهوره، خصوصا أن جذور الأمر تضرب لسنوات عدة خلت.
2- أن «المستقبل» ظل أسير عقدة شعار الاعتراض الذي رفعه على انخراط الحزب في
الميدان السوري واعتباره حائلا دون تطور العلاقة أو تحسينها مع الحزب.
3- أن ثمة تجاذبات خفية داخل الصف القيادي في «تيار المستقبل» تعوق أي تفاهمات
أو عمليات تهدئة قد تبادر إليها هذه الشخصية أو تلك حيال الحزب.
وفي كل الأحوال، فإن كلام المشنوق لا يعني أنه عبارة عن عاصفة في فنجان لا ينبغي
التوقف عنده، ولا يمكن اعتباره قطعا نهائيا لخيوط العلاقة بين الطرفين، بل إن
المشكلة تظل أبعد من ذلك.