أشار تقرير نشرته شبكة “CNN” تعليقاً على استخدام “حزب الله” طيارة بلا طيار في
عرسال، إلى أنّها “المرة الأولى التي تستخدم فيها مجموعة وليس دولة هذا النوع من
الطائرات وتُنفّذ عمليتها بنجاح تام، ما يدل الى أنّها قطعت خطوة مهمة في ردم
الهوّة التكنولوجية بين دول عملاقة ومجموعات مسلّحة مثل “حزب الله”.
وأوضح التقرير أنّ “الولايات المتحدة الأميركية سعت إلى تطوير هذا النوع من
الطائرات بعد أشهر على هجمات 11 أيلول 2001، والآن بعد 13 عاماً، ها هي منظمة
مقاتلة تبدو وكأنها بلغت المكان نفسه”، لافتاً إلى أنّ “قبل أسابيع، نشر تنظيم
“داعش” فيديو جديداً يُظهر مسلّحين يتلون القرآن ويفحصون خريطة شمال سوريا، وكذلك
سلسلة انفجارات واشتباكات عنيفة. لكن ما يميّز الفيديو أنه عرض مقاطع تظهر عمليات
مراقبة يُعتقد أنّه تمّ تصويرها بواسطة طائرة بلا طيّار”، مذكّراً بأنّ “إسرائيل
أعلنت أنها أسقطت طائرة بلا طيار على سواحل حيفا وأنّ “حزب الله” هو مَن كان يتحكّم
بها.
لكنّ الحزب نفى ذلك، غير أنه ادَّعى سابقاً أنه وراء طائرة بلا طيار
حلّقت 35 ميلاً فوق أجواء إسرائيل في تشرين الأول”. وأضاف: “حتى الساعة، لم تَستخدم
سوى ثلاث دول طائرات بلا طيار في مهمات قتالية، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا
وإسرائيل، إلّا أنّ 80 دولة تملك مثل هذا الطراز ولكنّها لم تدفع به في ساحات
المعارك.
ويظهر امتلاك الجماعات المسلّحة سرعة انتشار هذه التكنولوجيا
وحاجة المجتمع الدولي إلى التوصل لاتفاق يحكم ويضبط استخدامها سواء من الدول أو
الفاعلين من غير الحكومات، ويمكن استلهام الاتفاق من معاهدة جنيف، بحيث يمكن حظر
استخدام مثل هذه الطائرات خارج مناطق النزاع المتعارف عليها لاستهداف إرهابيين. كما
يمكن لهذه المعاهدة أن تساعد في حظر بيع ونقل تكنولوجيا “الدرون” المعقدة إلى
الناشطين غير الحكوميين مثل تنظيم “داعش”.