متأثرة بتجربة إدلب، إستنسخت “جبهة النصرة” إطاراً جديداً من “جيش الفتح” خاص بمنطقة القلمون الغربي المحاذية للبنان سعياً منها لتحقيق ما عجزت عنه بوجه حزب الله والجيش السوري منذ أكثر من عام.
الإطار الجديد يشبه إلى حدٍ كبير ذلك العامل حالياً في إدلب والذي كان حصان طِروادة الخاص بـ “النصرة” والتي حققت عبره “إنجازات عسكرية” في ميدان شمال غرب سوريا. الشهية ذاتها مفتوحة على ميدان القلمون، لكن حسابات حقل “النصرة” تصطدم بواقع بيدر المقاومة والجيش السوري، فميدان القلمون مغاير تماماً لواقع “إدلب”، والجغرافية مختلفة وخطوط الامداد ايضاً ومصادر القوة ومكامنها فلا حدود مفتوحة هنا لتدفق المقاتلين والسلاح، وعليه، فإن “النصرة” ستقاتل بمن حضر في معركة ترى مصير وجودها في المنطقة مرتبط بمعركة تقع على مسافة أيام فقط.
طوال أسابيع من العمل، نجحت “النصرة” عبر “أبو مالك التلي” من إخراج توليفة خاصة متعددة من أطر عسكرية مختلفة منها الاسلامية ذات التوجهات السلفية الجهادية، ومنها ما هو في “الجيش الحر” ويصنف “قاعدياً” بـ “العلماني” محاولةً ضم الجميع إلى كنفها تحت غرفة عمليات واحدة تنسق الهجوم الموعود على الجيش السوري وحزب الله ويكون حصان طروادة “القلموني”.
وفي هذا الإطار، علمت “الحدث نيوز”، ان “النصرة” وعبر إجتماعات متعددة خلصت إلى توحيد أكثر من خمسة جماعات مسلحة منضوية تحت تجمعات أو جماعة واحدة في القلمون ضمن غرفة عمليات واحدة مهمتها تنسيق الهجمات الموحدة تحت اسم “جيش فتح القلمون”. وبحسب معلومات موقعنا، ضمّ الحلف الجديد المستنسخ عن حلف إدلب إضافة إلى “النصرة” جماعات “لواء الشام، تجمع القلمون الغربي (يضم اكثر من 10 فصائل وكتائب تابعة للجيش الحر)، لواء الغرباء، كتائب السيف العمري، لواء نسور دمشق، ورجال القلمون” وهؤلاء الاربعة يعتبرون من تجمع “إعتصموا بحبل الله” ليصبح عدد 8 فصائل، فيما بقي تنظيم “داعش” نآئياً بنفسه عما يجري.
وتسعى “النصرة” عبر هذا الحلف ان تحقق خرقاً في جدار السيطرة في منطقة جرود القلمون الغربية، فيما وزعت الادوار على الجماعات، فبينما تكفّل “تجمع القلمون الغربي” بمنطقة جرود عسال الورد، عمل “لواء الغرباء، وكتائب السيف العمري ورجال القلمون” في قطاع جرود الجبة مدعومين بغطاءٍ ناري من جبهة النصرة التي لم تدخل بشكلٍ مباشر في معارك فجر امس الاثنين، وفق مصادر “الحدث نيوز”.
الهجوم الأول (أمس) الذي وضع تحت خانة “الإختبار الميداني” للتجمع الجديد، حقق فشلاً ذريعاً تجلى بعدم المقدرة للوصول إلى نقطة “س.. 4´´ الواقعة على تل في جرود الجبة ويعتبر موقعاً خاصاً بحزب الله طوال أكثر من 6 ساعات من المعارك المتواصلة والمناوشات التي إنحصرت على الضفة السفلى من حواجز حماية الموقع البعيدة نسبياً عنه. ما زاد الطين بلّة، هي الخسائر التي قدرت بـ 20 قتيلاً و أكثر من 50 جريحاً من المهاجمين ما إعتبر رقماً كبيراً في أول هجوم دفع الجماعات إلى تبادل تهم “التقصير” في المعركة.
الفشل كان بارزاً أكثر في جرود “عسال الورد”. على هذه الجبهة، ظهر “عقم هجوم” جيش الفتح، وبدى هذا الجرد كأنه بعيد عن واقع الهجوم في جرود الجبة، فإقتصر الأمر لدى المسلحين على إطلاق رميات رشاشة من اسلحة فردية وثقيلة عيار 23 ملم صوب مواقع بعيدة نسبياً للمقاومة فضلاً عن تحريك آليات وعربات مزودة برشاشات، هذه كانت أهدافاً سهلة – متحركة للمقاومة والجيش السوري الذي عمل على معالجتها وإحراقها ما زاد من نسبة القتلى وإنكفاء المهاجمين أولاً عن جبهة “عسال الورد” ومن ثم “الجبة”.
إذاً، سقط “جيش فتح القلمون” في الاختبار الاول وتراجع أدراجه ومعطياً أمر عمليات لنشطاء مواقع التواصل بـ “نسج إنجازات إلكترونية” تشفي غليل السقوط الاول، كشف زيفها لاحقاً.