زيارة الامين العام لحزب الله الى منطقة بعلبك، تأتي في سياق زيارات دائمة ومستمرة تقول مصادر في 8 آذار لمتابعة كافة المجريات العسكرية سواء الميدانية، واللوجستية لكل مناطق المواجهة مع الاعداء وزيارته بصفته القائد العسكري العام للمقاومة بشقيها الجهادي والتنظيمي. واشارت المصادر الى ان الاهداف غير المعلنة لزيارة نصر الله الى منطقة البقاع التي لم ينقطع عنها، كان قد قرأها العدو الصهيوني، والعدو التكفيري على حد سواء، خصوصا بعد التطورات الاخيرة التي شهدتها مزارع شبعا واشتباك عين الساعة على الحدود السورية اللبنانية القريبة من جرود بلدة بريتال، واراد السيد ارسال رسالة واضحة ليفهما العدوان ومن وراءهما، مفادها ان المقاومة حاضرة بكليتها من القاعدة حتى رأس الهرم، وفي كل ساحات المواجهة، سواء على جبهة العدو الاسود، او مع العدو الصهيوني، والزيارة قرأها ايضا الاعلام الصهيوني الذي تعتمده وزارة الحرب الصهيوني وقد اعتبر هذا الاعلام، ان الاعلان عن الزيارة يحمل اهدافاً استراتيجية تساوي الاهداف التي دفعت حزب الله للاعلان عن عملية مزارع شبعا وتبنيها على الفور ومن هذه الاهداف القرار المتخذ لدى المقاومة بسحق التكفيريين او وضعتهم امام خيارات كلها تؤدي الى الموت المحتم، وجعل القرى على طرفي الحدود تنعم بالهدوء والاستقرار وبشتاء آمن.
ومن اهداف الزيارة كما يشير المحللون الصهاينة الى ان المقاومة الاسلامية تعلم علم اليقين بان العدو الاسرائيلي لن يجرؤ على القيام باي اعتداء على الاراضي اللبنانية، خصوصا بعد عملية مزارع شبعا الاخيرة، حيث كرست المقاومة معادلة لا يمكن للصهاينة تجاوزها ومضمون هذه المعادلة، ان المقاومة لها اليد الطولى والقدرة على فتح اي جبهة جديدة او مواجهة قد يذهب اليها ذلك العدو، وتكون المقاومة هي التي تطلق الرصاصة الاولى والاخيرة، اذا اشتعلت القرى البقاعية بمعارك مع التكفيريين لان المقاومة تؤكد لكل من يعنيه الامر بأنها على جهوزية عالية وتمتلك قدرة نارية قد تعيد العدو الصهيوني الى مرحلة عصابات الهاغانا، بعد ان حولت حرب تموز التاريخية الكيان الغاصب الى بيت عنكبوت واهن، وليس كما قال بن غانس بأنه سيعيد لبنان مئة عام الى الوراء.
وتابعت المصادر في 8 آذار ان الانجازات التي حققها حزب الله والجيش اللبناني على الحدود السورية – اللبنانية في مواجهة الارهاب التكفيري، كانت دافعا للهجوم الذي شنه وزير الداخلية نهاد المشنوق في ذكرى ياستشهاد اللواء وسام الحسن، واكدت المصادر ان الاجهزة الامنية تعمل بشكل احترافي وشفاف، خصوصا العمليات الاستباقية التي قامت بها، والتي وفرت على لبنان كوارث امنية لو استطاع التكفيريون القيام بها لكانت هددت فعليا السلم الاهلي والاستقرار الداخلي، خصوصا ما تقوم به مديرية المخابرات في الجيش اللبناني التي تبذل طاقات هائلة وجهداً لم يسبق له مثيل وبشكل عقلاني وبسرية تامة، وقد تكون هذه السرية، محط انزعاج البعض، منعا لقيام بعض القوى السياسية عبر ادواتها في الداخل اللبناني بمنح غطاء سياسي للارهابيين من هنا او هناك ولمنع بعض صغار المستثمرين في السياسة في حماية التكفيريين الذين يعتدون على الجيش بشكل دائم.
واضافت المصادر اذا كانت المقاومة هي المستهدفة بكلام المشنوق، فعلى الجميع ان يعلم بان المقاومة لا تحتاج لغطاء من احد لحماية لبنان من اي خطر كان، كما لم تحتج هذا الغطاء منذ العام 1982، فهي تقوم بواجبها بالتزاماتها الاخلاقية والمبدئية لحماية كل لبنان من اي عمل عدواني بالتنسيق مع من يريد من القوى السياسية والاجهزة الامنية وعلى رأسهم قيادة الجيش ومديرية المخابرات.
وتشير المصادر السياسية الى ان اي فلتان امني في الداخل اللبناني سواء بتخاذل بعض الاجهزة الامنية او القوى السياسية، القيام بواجباتها لن تتأثر المقاومة ولا جمهورها ولا حلفاؤها بل المتضرر الاكبر سيكون من احتضن الارهاب واوجد الملاذ الآمن للوحش التكفيري.
خالد عرار