كانت مآسي سهل نينوى ومجازر سنجار صدمة قوية هزت الوجدان العالمي وشخصت بابصار العالم الى منطقة الشرق الاوسط، هذه الالتفاتة القسرية لم تكن ابنة الصدف ولم تكن تحت رايات ”داعش” بل سيناريو ”بارازاني” ناجح، الانسحاب السريع للبيشمركة من تلك المناطق والغير مبرر غطت عليه سحب الظلام التي فتكت بالمسيحيين والايزيديين، الذين لم يكونوا اكثر من الطعم، البرزاني فتح الباب على مصراعيه لعناصر داعش ليدخلو الى سهل نينوى وسنجار ونجح في اظهار نفسه بصورة المنقذ البطل حامي الاقليات وصائن اعراضهم.
من البديهي ان لا نلوم وحشاً كاسراً لكن يقع اللوم كل اللوم على من سمح له بالوصول الى ضحيته البريئة وهو قادر كل القدرة على منع حدوث ذلك، البرزاني ممثلا لمن يمثل من الكرد يقوم بقطف ثمار مازرع الآن، الغرب فتح ابوابه للأكراد، السلاح بات في مخازن البيشمركة، بغداد ترضخ لمطالب الاقليم، الاقليم يلعب على وتر الازمة السورية باحداث لسنا عبر “الخبر برس” في طور ذكرها حاليا لكن من الواضح مما حصل ان اكراد سورية كذلك كانوا قاب قوسين او ادنى من مصير مسيحيي نينوى وايزيديي سنجار.
البرزاني لم يقرأ التاريخ بشكل جيد، فهل نسي كيف اصبح الكرد في زمن حكم صدام حسين ضحايا تطرف فكيف وبسياسته الحالية يكرر سيناريو ماحصل معهم؟ الاكيد ان البرزاني وجد في الامريكي سنداً له، الامريكي ذاته الذي حمى فلان وفلان وفلان والذين انتهوا بلمح البصر حين انتهت مصالح العم سام معهم، الايام القادمة حبلى بالكثير والكثير من الحقائق سنكشفها لاحقاً.