اصيب الفلسطينيون وكل ممثلي المنظمات الانسانية والدولية العاملة في غزة «بهول» ما شاهدوه من دمار في غزة بعد ان سويت «احياء كاملة» بالارض على قاطنيها حيث عمل الفلسطينيون على سحب جثث شهدائهم من تحت الانقاض وسط صمت وتآمر دولي وعربي مريب ومنحاز الى الجلاد الاسرائيلي.
وفي موازاة ذلك، بدأت الضغوط الدولية العربية على الفلسطينيين للقبول بتسوية مذلة لا تلبي ولا تحقق طموحات وتضحيات شعب غزة الكبيرة وبالتالي كان الفلسطينيون يرفضون اي تراجع عن مطلب رفع الحصار ولذلك فان رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية اكد ان ما عجزت اسرائىل عن تحقيقه في الميدان لن يحقق بالسياسة مهما كلف الامر. ولذلك فان المفاوضات التي جرت في مصر كانت صعبة للغاية.
ورغم الدمار والخراب واعداد الشهداء التي وصلت الى 1900 شهيد و10 الاف جريح. فان اهالي غزة عملوا امس على رفع الانقاض حتى ان وسائل الاعلام العالمية اصيبت بالذهول لاصرار الفلسطينيين على العودة السريعة الى حياتهم العادية بثاني ايام التهدئة. وهذا ما يؤكد على عظمة هذا الشعب الذي لا يمكن ان يقهر وان من يملك صمود وايمان ابناء غزة، فلن تقوى عليه اسرائيل وكل المؤامرات.
الى ذلك،دخلت التهدئة يومها الثاني في قطاع غزة وواصلت فرق الإنقاذ جهودها لانتشال الجثث من تحت أنقاض البنايات المدمرة، بينما استعاد القطاع بعضا من حيويته بعد أسابيع من العدوان الإسرائيلي الذي أدى إلى استشهاد مئات الفلسطينيين. وبدأت الحياة تعود تدريجيا إلى الشوارع والأسواق، وسط ترقب المواطنين لما ستؤول إليه الأوضاع، بعد انتهاء فترة التهدئة التي تستغرق 72 ساعة.
واعتبر الفلسطينيون ما حدث انتصارا للمقاومة، وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن إسرائيل فشلت في تحقيق أي من أهداف عدوانها على غزة.
ومنذ بدء التهدئة، عاد الآلاف إلى أحيائهم لتفقد منازلهم إن كانت لا تزال موجودة أو تحولت إلى ركام، في حين واصلت طواقم الإسعاف والدفاع المدني انتشال الجثث من تحت أنقاض المباني المتهدمة.
ورصدت مشاهد الدمار الواسعة التي خلفها العدوان الإسرائيلي الذي استمر 29 يوما، ولم تفرق قذائف قوات الاحتلال بين المنازل والمساجد والمستشفيات والمؤسسات والمنشآت الصناعية.
وقال وكيل وزارة الاقتصاد الفلسطينية تيسير عمر إن قيمة الخسائر المباشرة للعدوان على غزة تتراوح بين أربعة وستة مليارات دولار، وأشار إلى أن الدول المانحة ستجتمع بالنرويج في أيلول المقبل للبحث في تمويل إعادة إعمار غزة.
وأطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) نداء طارئا لجمع 187 مليون دولار لتقديم مساعدات لنحو 250 ألف نازح بالقطاع.
سياسيا قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن المقاومة الفلسطينية تعاملت مع كل التحركات السياسية بمسؤولية عالية، وتم التواصل مع الأشقاء في قطر وتركيا والآن في مصر من أجل وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة. وأكد أن ما عجز العدوان عن تحقيقه في ميدان الحرب لن يأخذه في ميدان السياسة، وأن التضحيات أمانة في أعناق السياسيين ولن يفرطوا فيها.
وامس نقل مسؤولون مصريون في القاهرة المطالب الإسرائيلية إلى المفاوضين الفلسطينيين ، في إطار المحادثات التي تهدف إلى إحلال هدنة دائمة في غزة، بعد انتهاء التهدئة لمدة 72 ساعة المطبقة. لكن يبدو أن مطالب الجانبين تتعارض تماماً، إذ إن إسرائيل تطالب بأن تسلم حماس والمجموعات المسلحة الأخرى أسلحتها.
وأكدت حماس رفضها مجرد الاستماع لطرح «نزع سلاح المقاومة» في قطاع غزة، الأمر الذي تطالب به إسرائيل كشرط لتهدئة دائمة في القطاع بعد هجوم جوي وبري عليه استمر نحو شهر.
ولم تسجل أي مواجهات في القطاع في اليوم الثاني من التهدئة التي تم التوصل إليها بفضل وساطتين مصرية وأميركية. وقال مفاوضون فلسطينيون إن «الوفد الإسرائيلي حضر أمس إلى القاهرة والتقى المسؤولين المصريين (…) وعاد إلى تل أبيب للاجتماع مع الحكومة الإسرائيلية ونقل ما دار في الاجتماع المصري الإسرائيلي».وأضافوا أن «الوفد الإسرائيلي سيعود إلى القاهرة لمواصلة التفاوض غير المباشر مع الوفد الفلسطيني برعاية وإشراف مصري».وتابعوا «سنلتقي اليوم مع وفد من القيادة المصرية للاستماع إلى الموقف الإسرائيلي من المطالب الفلسطينية للهدنة والتهدئة».
من جهته لفت عضو اللجنة المركزية في حركة «فتح» عزام الأحمد الى أن «مفاوضات القاهرة مباشرة»، مشيرا الى أن «اجتماعا كان من المقرر عقده ، حيث من المنتظر أن يطلعهم الجانب المصري على نتائج عرض ورقة المطالب الفلسطينية على الجانب الإسرائيلي».وتوقع الأحمد في حديث صحفي «صمود الهدنة الحالية»، معربا عن أملة بأن «لا تحدث أي خروقات إسرائيلية»، مشيرا إلى أن «منطق قوة الموقف الفلسطيني هو الضمانة الوحيدة للصمود ونجاح المفاوضات، وخاصة في ظل الأجواء الخاصة بمفاوضات القاهرة».
رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال بيني غانتس أعرب عن امله، في أن «تستخلص قيادة «حماس» العبر من المعركة في قطاع غزة ونتائجها المأسوية، علما بانها تسترت وراء المدنيين واستخدمتهم دروعا بشرية».
وأشار غانتس، في مؤتمر صحفي، الى أنه «يتوجب على قادة «حماس» الخروج من المخابئ والمواقع تحت الارضية»، مطالباً ايّاهم أن يقدموا الايضاحات لسكان القطاع، لماذا اتخذوا هذه القرارات الماسوية؟».وأشاد بالتنسيق بين مختلف أذرع جيش الدفاع وجهاز الامن العام وجهاز الموساد والشرطة والدوائر الحكومية خلال العملية العسكرية في القطاع، كما أشاد بالتنسيق بين قيادة الجيش والمستوى السياسي.
الى ذلك يتوجه وفد من وزراء خارجية أربع دول أعضاء في الجامعة العربية على الأقل إلى غزة «قريباً»؛ تعبيراً عن «تضامنهم» مع سكان القطاع بعد شهر من الهجوم الإسرائيلي على غزة، كما أعلن الأمين العام للجامعة نبيل العربي. وهذا الوفد بقيادة العربي سيقيم الاحتياجات من أجل إعادة الإعمار في قطاع غزة .
الرئيس الايراني حسن روحاني اعتبر أن «الشعب الفلسطيني في غزة انتصر على أكثر الكيانات دموية»، مشددا على أن «الشعب الايراني سيبقى إلى جانب الشعوب في فلسطين وسوريا والعراق ولبنان».
وأكد روحاني في تصريح أن «ان ايران تبدي مرونة بطولية لكن المرونة المذلة والإستسلام أمام القوى الكبرى ممنوع».
على صعيد آخر لفتت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث الى أن «حالة من التوتر الشديد تسود مدينة القدس وباحاتالمسجد الاقصى جراء فرض الشرطة الاسرائيلية حصارا منعت خلاله المصلين من الدخول اليه». وأوضح البيان ان «في هذه الاثناء يوجد المئات من الرجال والنساء من اهل القدس والداخل خارج المسجد وداخله منذ صلاة الفجر للتصدي للمستوطنين».
وزير إسرائيلي: اتفاق الترسيم مع لبنان جيد..”الموساد” و”الجيش” يريدانه
أعرب وزير السياحة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، عن "أمله في أن يُنجز الاتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود...