لحظات انسانية مؤثرة شهدها من تابع قصة شابة اغتصبت من قبل ثلاثة شبان وامتلكت جرأة الظهور على الشاشة لعرض قصتها. كل ما دار في حلقة “للنشر” على “الجديد” هذه الليلة يشي بان قرار الظهور امام الرأي العام يعود للوالد الذي اسهب بعرض ما تعرضت له ابنة ال?? سنة على يد معدومي ضمير تحكموا بالشابة التي ليست سوية من ناحية الصحة العقلية والنفسية كما ظهر في الحلقة وكما اكد والدها.
في التفاصيل، ان الشابة اغتصبت أولا من قبل سائق باص كان يستغل مشكلتها العقلية لاغوائها، ولاحقا قام ابن الجيران بالأمر نفسه، وبعد ذلك اكرهت على ممارسة الجنس مع شقيق ابن الجيران، وهو كما ذكر عسكري وهدد الشابة بالسلاح وأجبرها على خلع ملابسها.
الشابة الجميلة التي ظهرت شبه صامتة في الحلقة، استلم والدها زمام الحديث معظم الوقت، قائلا ان ابنته شعرت باوجاع في البطن، وفي عيادة الطبيب تم التأكد من حملها. حينها فقط، اعترفت الشابة لوالدها بما حصل معها مع ثلاثة رجال. المأساة تصل ذروتها مع قول الأب انه لا يعرف من والد ابنته من المغتصبين، وانه وفي حال عرف بعد القيام بفحص الحامض النووي الريبي فانه يريد ان يربي حفيده ولن يسلمه للوالد المفترض، العسكري أو شقيقه.
يحكي الوالد عن إشكالات عدة ووساطات فاشلة بينه وبين الشقيقين المغتصبين، وعن محاولات لإجهاض الشابة الحامل في الشهر الخامس.
ابتعدت الحلقة عن تفاصيل الأسماء، وخلالها أعلنت سلطات أمنية عن تشددها في الملف بغية محاسبة الفاعلين الذين استغلوا الفتاة وفعلوا فعلتهم الشنيعة.
بدا ظهور الوالد على الشاشة استخداما لسلطة نافذة، هي سلطة الإعلام والرأي العام في مواجهة ما يحاول الشقيقان المغتصبان استخدامه من سلطات ووساطات في القضية.
تجاوز الأب اعتراضات أفراد في عائلته على الظهور في البرنامج حيث الأمر في العرف يلحق العار بالعائلة، وبرر ظهوره بالمساهمة في خلق وعي اجتماعي وبالرغبة بتشجيع أهالي الضحايا على عدم إخفاء جرائم الاغتصاب والثبات لملاحقة الفاعل ومحاسبته.
ثغرات كثيرة بقيت في رواية الطرف الواحد، ابرزها ان الشابة كانت تذهب الى جلاديها بقدميها، أي بإرادتها، لكن ما بدا من ضعف في القدرات العقلية والنفسية للشابة استخدم كمبرر من قبل الأب لرفع المسؤولية عن ابنته. وهنا فقط كان المشاهد المتعاطف مع هذه الحالة الإنسانية يتساءل عن غياب الرعاية والرقابة العائلية على الشابة التي تعاني ما تعانيه من حالة صحية، فكيف تترك لقمة سائغة للجلادين؟ على ان هذا السؤال بدا تفصيلا أمام أهمية أخذ القانون مجراه!