ملف ديفكه : أن الخطوة التي اتخذها أبو مازن للمصالحة مع حركة حماس لم تكن خطوة مفاجئة مثلما يعتقد الكثيرون، بل إنها بدأت في أعقاب قيام الرئيس الأميركي بإجراء حوار سري مع حزب الله، فإذا كان من المسموح لأوباما بإجراء حوار سري مع حزب الله فلماذا يحظر على منظمة التحرير التحاور مع حماس علنا.؟
وتفيد مصادر الملف الاستخبارية أن أوباما اتخذ قرارا إستراتيجيا لتبني سياسة ريتشارد هولبروك في لبنان، ومن الجدير بالذكر أن هولبروك توفي عام 2010 ،وكان مساعدا للرئيس أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، وقد كانت سياسته تنص على أن تقوم الإدارة الأميركية بحوار مع حركة طالبان حول نقل السلطة في أفغانستان، وقال: إن هذا الحوار يجب أن يكون ضمن الحوار الخاص بإخلاء القوات الأميركية من أفغانستان.
ويقول الموقع المقرب من الإستخبارات كما رصده مراسل جي بي سي نيوز في القدس المحتلة : يجب أن نتذكر أيضا ان هولبروك كان مستشارا للسياسات الخارجية لجون كيري عندما خاض الانتخابات الرئاسية قبل عشر سنوات.. وإذا ترجمنا تفكير هولبروك الإستراتيجي على لبنان وسورية حاليا، فان ذلك يعني أنه يجب أن يكون لحزب الله وزعيمه حسن نصر الله نفس المكانة في لبنان التي احتلتها طالبان في أفغانستان.
لقد أثبت تدخل حزب الله في لبنان منذ مطلع عام 2013 وحتى الربع الأول من عام 2014 الأهمية الكبيرة والتي تكاد حاسمة لحزب الله في التحولات التي وقعت في الحرب السورية من الهزيمة شبه المؤكدة للرئيس الأسد إلى الانتصار الجزئي والذي يبقي بين يديه أقساما إستراتيجية هامة من سورية حسب الموقع .
وأضاف : إن هذا الوضع يسمح لنصر الله بالعودة للقول : إن الحرب في سورية أصبحت هدفا إستراتيجيا مركزيا لحزب الله، وأن حزبه سيشارك فيها حتى النهاية، أي حتى النصر النهائي على المتمردين وعلى قوات القاعدة في سورية ” .
وإذا عدنا إلى سياسة هولبروك القائلة باستحالة تحديد مصير أفغانستان دون مشاركة طالبان، فإن من المستحيل التوصل إلى حل متفق عليه في سورية دون مشاركة حسن نصر الله، ويبدو أن أوباما أخذ بعين الاعتبار أيضا مكانة نصر الله في إيران.
وتفيد مصادر الملف أن الإستراتيجيين الأميركيين في حكومة أوباما يعتقدون أنه يتوجب استغلال التقدم السريع في الاتصالات السرية الأميركية الإيرانية توطئة للتوصل إلى اتفاقية نووية نهائية من أجل التوصل بواسطتها إلى اتفاق أميركي إيراني واسع النطاق تكون المشكلة النووية جزءا منها، أو بصورة أدق أن تتحول سورية ولبنان إلى جزء من التفاهم الأميركي الإيراني.
إن التفكير الإستراتيجي يعتقد أن الجهة الوحيدة التي يصغي إليها حسن نصر الله هي إيران، وهو يدرك أنه إذا قررت طهران غدا الإطاحة به من زعامة الحزب، وتتويج زعيم آخر بدلا منه، فإن الأمر لن يكون سوى مسألة وقت حتى يتحقق،ويدرك أنه وفي أعقاب القرار الإستراتيجي الذي اتخذه للمشاركة في الحرب السورية عام 2013، فإن مصيره كله أصبح رهنا بطهران، التي تعتبر صاحبة القرار بشأن الأسلحة التي سيتزود بها حزب الله خلال الحرب، في أية منطقة سيقاتل.
وتعتقد الإدارة الأميركية إزاء ذلك أنه لا يوجد لدى نصر الله أي هامش مناورة خلال الاتصالات التي تجريها معه، حيث أنه مضطر للتشاور مع طهران وتقديم التقارير لها حول كل ما يجري، وفي هذه الحالة بمقدور الولايات المتحدة إذا اصطدمت بأية صعوبات معه أن تتوجه إلى إيران لحلها. وتعتقد الولايات المتحدة أيضا أن الحوار السري الدائر بين طهران والسعودية يمكنه أن يدفع السعودية للتسليم بوجود قوات حزب الله في سورية ولبنان.
وتفيد مصادر الموقع أن أسلوب التفكير آنف الذكر هو أسلوب ساذج، ولا يمكنه أن ينجح في الشرق الأوسط، لكن ونظرا لأن الرئيس أوباما ووزير خارجيته ورئيس المخابرات الأميركية ومستشارة الأمن القومي يأخذون بهذه النظرية الإستراتيجية، فإن الاستعدادات بدأت لإجراء لقاءات بين الممثلين الأميركيين وممثلي حزب الله.
عبد السلام: دول العدوان تتحمل مسؤولية إفشال الهدنة باليمن وتفاقم المعاناة
كشف رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، اليوم الإثنين، عن آخر مستجدات الهدنة أثناء التواصل مع الاتحاد الأوروبي للشؤون...