من تلة مطلة على منطقة الجديدة وتتوسط جبل الفنار يطل عليك حي الزعيترية… هذه البقعة الجغرافية الصغيرة التي تختزن الكثير من الظواهر الاجتماعية الغريبة عن المجتمع حتى بات الكلام عن الفساد مرتبط قسرا في الحي ومرتعًا للشبان المدمنين والسارقين واصحاب السوابق.
حذار دخول الزعيترية ليلاً:
بداية كان الجو العام “المسيحي” في الفنار داعم “للأخوان الشيعة” اللذين هجّروا قسرًا من أراضيهم وأرزاقهم. فكانت الكنيسة في الفنار تؤمن مساعدات عينية شهرية كبادرة حسن نية من قبلها وعملاً بتاريخها المسيحي والوطني عبر عقود غابرة من الزمن. غير أن احتضان أهالي الزعيترية بعض المرتزقة و”الزعران” جعل الكنيسة تعيد حساباتها خصوصا وأن التعديات والاعتداءات على المواطنين المسيحيين باتت مكشوفة، وسياسة التحدي بانت، فبدأت المشاكل وتغيرت معها معالم الفنار.
من هنا بات الدخول إلى المخيم صعب على الدولة قبل المواطن. تحول الحي الى منظومة متكاملة تدوس على سلطة الدولة اللبنانية، نظام خاص له أمنه الذي يشرف عليه حزب الله ويمنع منعا باتا المس به. ويستغل بعض الشبان هذه الحالة ليعتدوا على بعض وما المواطنين فيقيمون الحواجز، ويوقفون السيارات ليلا بهدف السرقة والاعتداء على ارزاق الناس والامثلة كثيرة على تلك الاعتداءات التي حصلت وتم تطويقها.
الجامعة اللبنانية مرتع لزعران الحي
تحول حي الزعيترية بفعل تلك الممارسات الى ضاحية بيروت الثانية وبتنا نجد شبانا لا يردعهم رادع وبغطاء سياسي وامني يتنقلون بسياراتهم الرباعية الدفع وبزجاج داكن واذا ما تم توقيفهم من قبل العناصر الامنية المولجة حماية المواطن حتى يشهر الشاب العشريني الذي يقود السيارة بطاقة الصفة الخاصة ممهونرة بتوقيع وزارة الدفاع الوطني لأنه مرافق احد الكوادر الحزبية.
ويعبر الشبان بتلك البطاقات ليس فقط على الحواجز بل ايضا على المؤسسات الرسمية كالجامعة اللبنانية وتحديدا كليتي العلوم والإعلام وباتوا يسرحون ويمرحون فيهما دون حسيب أو رقيب. ومن خلال بعض القوى الحزبية المناطقية يحصل شباب الزعيترية على بطاقة جامعية “وبطاقة حزبية خاصة بالانتخابات الطالبية” تخولهم دخول الجامعة والاستقصاء عن كل طالب وطالبة فيها.
المخدرات السلاح الفتاك بيد الزعران:
بالتنسيق مع “الزعيترية” تعمل شبكة المخدرات كخلية نحل داخل كلية العلوم في الفنار. فيوزع الحشيش والحبوب على الطلاب والطالبات، في الملاعب، داخل الحمامات أو حتى خلال الحصص الدراسية بعد أن توضع البضاعة داخل علبة “halls ” مثلا. والميسور من الطلاب يتجه الى الحي وتحديدا الشارع الاساسي ليحصل على الكمية التي يريدها.
حي الاشوريين: من هنا تبدأ الحكاية
في حي الأشوريين، وبعد “نزل سعاد للفتيات” بكيلومتر تقريبا يوجد مهجع خاص للشباب يعود لفتاة اسمها ريتا. مصادر مقربة من المهجع أفادت موقع الكلمة اون لاين بأن صاحبة النزل تبلغ من العمر ما يقارب الخمسين عامًا وهي ليست سوية عقليا. وتشجع الاجواء التي تؤمنها المرأة الشباب الى تعاطي المخدرات وممارسة الجنس الجماعي.
المخدرات والحشيش توزع علنا في علب الليل
البعض من أصحاب علب الليل يقومون بتحضير مشروبات روحية تحوي على المخدرات والحشيش مصدرها حي الزعيترية. وهذه الظاهرة بدأت منذ حوالى العام في بعض حانات شارع مونو. أما في شارع الحمرا في بيروت فالمخدرات والحشيش يوزعان علنا على طلاب الجامعات هناك وفي الحانات المنتشرة في الشوارع المتفرعى لشارع الحمرا.
حواط: ليس لدينا مقاتلين لمحارية مخيم الزعيترية
الكلمة اون لاين سألت رئيس جعية جاد جوزيف حواط الذي اكد أن هناك تعاونا مع مكتب مكافحة المخدرات في الجديدة ومع مسؤولين في حزب الله لأن المخيم تحت سيطرتهم لافتا الى ان الجمعية ليس لديها القدرة العسكرية والقتالية لخوض معارك مع تجار المخدرات والعصابات هناك، داعيا الجهات المعنية الى التدخل للجم هذه الظاهرة بعد أن تخطى عدد المدمنين السبعين بالمئة من سكان المخيم من فئة الشباب”. وعن مصدر المخدرات في المخيم اشار حواط الى ان أغلبية سكانه من منطقة البقاع ( بريتال، حور تعلا..) ويأتون الى المخيم في فصل الشتاء. والجميع على علم بأن منطقة البقاع هي نبع المخدرات، من هنا يلجأ التجار في مخيم الزعيترية إلى التخلص من الكميات المكدسة من خلال تصريف انتاجهم عن طريق حرق الأسعار.
حزب الله يغسل يديه مما يجري في المخيم
وتعقيبًا على كل ما ورد اتصلنا بمسؤول هيئة دعم حزب الله في المخيم إلا أنه رفض الغوص في التفاصيل واكتفى بالقول:” ان حالة الإشمئزاز تسود أوساط حزب الله ونحن لسنا مكلفين من قبل الدولة بالقضاء على هذه الظاهرة. هناك أجهزة مولجة القيام بواجباتها فلتتدخل للقضاء على العصابات الموجودة”.
اوساط سياسية متابعة تؤكد ان هذه الظاهرة تتطلب تعاونا بين الجمعيات الاهلية في المنطقة وبغطاء حزبي لكي يتم تسليم المطلوبين من داخل الحي والين يتكاثرون.وتسأل الاوساط السياسية عن جدوى التكامل الوجودي بين التيار الوطني الحر وحزب الله على الورق اذا لم يترجم على الارض خصوصا وان التيار الوطني الحر متواجد في منطقة المتن الشمالي وله شعبيته وعليه المسؤولية ليفرض على حليفه”الوجودي” باشتثاث هذه الظواهر المعروفة المصدر.