التاريخ كتب عن أول قاتل في الدنيا، وهو قابيل الذي قتل أخيه هابيل، فالأول كان بخيلا فأعطى الرديء، وقتله لأخيه كان حسدا وجبنا، ولم يكن صادقا مع ربه، بينما هابيل الكريم مع ربه الشجاع الصادق مع نفسه. وهكذا إستمرت القصص الحزينة، تقول مصادر في 8 آذار وكثرت الرذائل، وقلت الفضائل، ولا عذر للصادقين غير الصدق، ولا عذر للشجعان غير محاربة النفس أولا، ولا يُقبل العطاء من غير الكرماء، حتى وإن كانوا على شح وفاقة. أما اليوم فيستمر الصراع، وليس لنا إلا التزام الفضائل، إن كنا نبحث عن وطن ضائع، فالحرب مع أنفسنا أولا وليس مع بعضنا هي الحق، والجهاد ليس فقط في ساحات القتال مع «داعش»، بل في ساحات السياسة أيضا.
واشارت المصادر الى ان ما يجري في عرسال تلك البلدة المكون اسمها من كلمتين هما: «عرس» و«ال» أي «عرش الله»، هي بقعة شهيرة ذات تأثير على المستوى الاستراتيجي، ونقطة مهمة في هندسة وتشكيل وضع الدولة اللبنانية السياسى وتقع على سلسلة جبال لبنان الشرقية، تشترك مع سوريا بخطّ حدودي طوله50 كم. وتختصر ألوانها السائدة فقط بلونين، الترابي المائل إلى البياض والبني الذي يحمله الغلاف الخارجي للصخور، أُحتلت من قبل «داعش» لأهميتها الاستراتيجية والمحادية لسوريا بعد معارك ضارية خاضها الدواعش مع الجيش اللبناني وقد لعبت المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله والجيش اللبناني معا دورا كبيرا في تقويض هذا الاحتلال حيث منعت المؤن وقطعت سبل الامدادات التعبوية والقتالية عنهم، ألأمر الذي أصبح على داعش القيام بعمل عسكري ينقذه مما هو فيه.
وتشير المصادر بان حزب الله كشف تحركاتهم المشبوهة بقيامه بعمل تعرضي يهدف لأحتلال أرض أخرى وهي بريتال يسمح لهم بالتمدد وكسر الحصار المفروض عليهم بمثل هذا المكان وهكذا كان وبعد مواجهات عنيفة راح ضحيتها عدد من شهداء حزب الله وبانسحاب تكتيكي يدل على معرفة تامة بالمنطقة وما يحيطها مما دعا حزب الله ان يستدرج مئات المقاتلين ألأرهابيين من «النصرة» و«داعش» الى احد مواقعه بعد أنسحاب تكتيكي ضمن خطة محكمة، ظن الارهابيون أَنهم حقا سيطروا على الموقع، وكانت المفاجأة الكبرى في أنتظارهم حين تفجر المكان بهم واصبحوا أشلاء متناثرة وفر الباقون منهم فرار المعزى من الذئب ليواجهوا الموت في مكان اخر من خلال القصف الصاروخي والمدفعي لحزب الله.
واكدت المصادر ان هؤلاء الارهابيين لن يستطيعوا ان يحتلوا حبة تراب من بريتال او اي بلدة اخرى طالما هناك طفل شيعي او لبناني وطني في بطن امه، لأن الايمان بحتمية الانتصار وأستحضار قيم الرجولة والتسلح بالشجاعة والايمان بالله سلاحا قويا يرعب العدو ويحقق النصر . وتضيف المصادر بان من يقول ان الخلافة أصبحت من الموصل إلى عرسال وبان الحرب سنية شيعية هو مخطىء لان همجية «داعش» تمنع أي تعاطف ـ سني ـ أو لبناني معها، وهي مرفوضة من جميع الاطراف اللبنانية، وإن كان سيشتد العصب الطائفي بين السنة والشيعة في لبنان، فإن هذا لا يعني بان هناك حرباً بين السنة والشيعة.
وتختم المصاد بالقول: علينا أن نصحوا وننظر للتاريخ، وماذا سيكتب عنا؟ فلو صح ما قيل أن «داعش» رفعت رايتها في طرابلس وفي صيدا، فعلينا أن نعرف من هو عدونا؟ ومن يستطيع مساعدتنا في معركتنا، والتي يجب أن تبدأ من داخل أنفسنا، فلنطهرها بتراب الوطن، ونبدأ معركتنا مع «داعش»، ونعتمد على الله أولا، ثم على كل أبناء لبنان بألوانه وأطيافه.
ماري حدشيتي