تتفاعل في واشنطن الآن عناصر ازمة كبيرة بين كل من المخابرات المركزية الـ «سي
اي ايه» ووزارة الدفاع «الپنتاغون» من جهة، والبيت الأبيض من الجهة الأخرى. وبينما
يسعى المتخاصمون الى التكتم على تفاقم الازمة فإن الأرجح وبالقياس على سوابق متعددة
ان تطفو تفصيلات تلك المواجهة الصامتة خلال الأسابيع المقبلة لتحتل مساحة مهمة من
اهتمامات أجهزة الاعلام في العالم.
وبدأت الازمة بتصريح الرئيس باراك
أوباما لبرنامج «60 دقيقة» على محطة «سي.بي.اس» التلفزيونية خلال حوار معه قال فيه
ان أجهزة الاستخبارات الأميركية فشلت في تقييم الخطر الحقيقي لتنظيم الدولة
الاسلامية (داعش). وردت المخابرات المركزية بتسريب الى صحيفة «نيويورك تايمز» بعد
تصريح الرئيس بيومين قالت فيه ان الرئيس تلقى تقييما دقيقا يرصد صعود داعش ويحذر من
خطره ويقدر بدقة قدراته.
وواقع الامر ان الاحداث ترجح صحة موقف وزارة
الدفاع والمخابرات المركزية وخطأ موقف البيت الأبيض وذلك على عكس ما قال أوباما.
ففي صيف 2012 التقى قادة الأجهزة المعنية بالأمن القومي الأميركي ومن بينهم وزيرا
الدفاع والخارجية ومديرا المخابرات العسكرية والمخابرات المركزية ومستشار الامن
القومي، وكان النقاش حسبما كشفت هيلاري كلينتون في كتابها الأخير يتركز حول الوضع
في سورية وصعود داعش هناك.
وفي الرواية التي ذكرتها كلينتون فإن جميع
الموجودين صوتوا الى جانب مشروع قرار بدعم المعارضة السورية المعتدلة للمساهمة في
مواجهة داعش بيد ان الرئيس اعترض ليبطل القرار. وقال مسؤول في المخابرات المركزية
تعليقا على تصريحات الرئيس في برنامج «60 دقيقة» ان ذلك يبرهن على ان الرئيس «لم
يكن صادقا». وفسر ذلك بقوله «كل المسؤولين الذين صوتوا الى جانب القرار فعلوا ذلك
لأن المعلومات توافرت لهم.
والسؤال هنا لماذا صوتوا بالموافقة ان كنا قد
قدمنا معلومات تقلل من خطر داعش؟ الرئيس وحده هو الذي رفض». وأعقب ذلك قيام البيت
الأبيض بفصل مدير مخابرات وزارة الدفاع الجنرال مايكل فلنت، فيما ردت أجهزة
المخابرات بتسريب معلومات تقول ان الرئيس لم يحضر الايجاز اليومي البالغ السرية
الذي تقدمه للبيت الأبيض الا بنسبة 40% وأنه تغيب عن 60% من اجتماعات تلقي ذلك
الايجاز.
ويتزايد تعقيد الموقف مع الخلاف العلني بين الپنتاغون والبيت الأبيض حول وضع
قوات أميركية على ارض الاشتباكات في العراق وسورية. فالرئيس اعلن رفضه فيما اعلن
رئيس الأركان مارتن ديمبسي انه سيطلب رسميا وضع قوات أرضية. ووافق معه الجنرال راي
اودورنيو القائد العام السابق للقوات في العراق. كما كرر الجنرال لويد اوستن قائد
المنطقة العسكرية المركزية كلمات ديمبسي.
غير ان الرئيس قال في كلمة ألقاها
في مؤتمر شعبي انه لن يسمح بوضع قوات على الأرض. وسرب الپنتاغون تصريحا لأحد
مسؤوليه يقول فيه «حين يكلفنا الرئيس بتنفيذ هدف ما فإن عليه ان يوفر لنا أدوات
تحقيقه. غير ذلك فانه يبدو كمن يقول لنا تحملوا وحدكم تبعات
التعثر».
داعش» يفجر الخلاف بين البيت الأبيض و«الپنتاغون» والـ «سي آي ايه»” itemprop=”name headline”>
داعش, يفجر, الخلاف, البيت, الأبيض, والپنتاغون, والـ” itemprop=”keywords”>