تتجه العلاقة بين «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» في جنوب سوريا إلى الانفجار، مع سعي الجبهة لتكرار مشهد التمدد في الشمال، لكن هذه المرة عبر شن حرب على عدد من الفصائل المحكومة بالنزعة العشائرية والمتمتعة بتنسيق عال في ما بينها.
وتواصلت المواجهات بين «جبهة النصرة» و«لواء شهداء اليرموك» لليوم الرابع على التوالي ضمن ريف درعا الغربي، بالرغم من اتفاق تم توقيعه قبل ساعات في دار العدل.
وبحسب نص الاتفاق، فقد قرر الطرفان «وقف إطلاق النار، وتسليم المعتقلين من الطرفين، مع إلغاء مظاهر التصعيد والاحتكام إلى محكمة شرعية»، غير أن «النصرة» سرعان ما نقضت الاتفاق وقصفت مقارّ «لواء شهداء اليرموك» في الريف الغربي، فيما وصلت مجموعات من «الجيش الحر» الى المنطقة بهدف وقف الاقتتال بين الطرفين بحسب مصدر ميداني معارض.
ودعا «لواء شهداء اليرموك» مقاتلي «النصرة» إلى ترك الجبهة، معتبرا أن «سكوتهم يعتبر ضوءاً أخضرَ لاستمرار هذه العصابة في بغيها».
وأكد مصدر معارض لـ«السفير» أن «كل ما قاله شرعيو وناشطو جبهة النصرة عن مبايعة اللواء لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ــ داعش مجرد كلام، الغرض منه الحشد أكثر وتجميع قوى قريبة منها، مثل حركة المثنى وفرقة الحمزة، لشن حرب على غرار ما حصل في الشمال، حين هاجمت ومعها أحرار الشام مقارّ جبهة ثوار سوريا بقيادة جمال معروف».
وأشار المصدر إلى «أهمية الريف الغربي بالنسبة الى النصرة على اعتبار أنها منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة منذ مدة طويلة، وتعتبر ذات كثافة سكانية عالية، بالإضافة إلى كونها أكثر المناطق إنتاجاً من الناحية الزراعية، والاهم هو قربها من الحدود الأردنية، حيث تنتشر عدة نقاط يتنقل عبرها اللاجئون ومقاتلو المعارضة، وكذلك اتصالها بالجولان، حيث يمكنها التوسع بفترة قريبة في حال تمددها في الريف الحوراني».
ويضيف المصدر أن «الأيام القليلة المقبلة ستحدد وجهة الصراع الداخلي بين الفصيلين»، معتبراً أن «وضع درعا لا يشبه إدلب والشمال، فالمجموعات المقاتلة ذات بنية عشائرية قائمة على الفزعة، وسبق أن أفلحت في الضغط لتسليم قيادات في المجلس العسكري اعتقلتهم النصرة سابقاً، أو لتسليم ناشط إعلامي اغتال قيادياً في ألوية العمري، ولعل انتشارها أمس في ريف المنطقة هو إشارة أولية للسعي لوقف المعركة قبل تطورها».
وتوقع أن «تتحرك الاستخبارات الأردنية والمجموعات التابعة لها لوقف مثل هذه المواجهات، ذلك أن الجارة الجنوبية لن تتحمل لجوء مدنيين في حال تطور النزاع، عدا أنها لن تقبل بانتشار عدوها اللدود على الشريط الحدودي، وتحديداً في نقاط يشرف عليها عناصر من المجموعات المدعومة أردنياً، وتستخدم، ولو بالحد الأدنى، في التهريب ونقل الجرحى أو الإمدادات العسكرية».
ويعتبر ناشطون مقربون من «جبهة النصرة» أن «لواء شهداء اليرموك» إحدى أكبر المجموعات المسلحة في درعا، ويتهم قائده أبو علي البريدي بالتبعية للاستخبارات الأردنية وبامتلاكه أسلحة ثقيلة ومعدات متطورة حيث لا يشارك في المعارك إلا بقرار خارجي.
إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية – «سانا» أن «وحدات من الجيش قد قضت على تجمعات في بصرى الشام شرقي درعا وقرى صماد ومعربة وحمرين، حيث تتم عمليات سرقة للمواقع الأثرية وتهريبها للأردن أو الأراضي المحتلة. كما استهدفت وحدات عسكرية مواقع في مبنى الجمرك القديم في حي درعا البلد».
مقتل قياديين اثنين من “داعش” في غارة أميركية شمالي سوريا
أعلنت القيادة المركزية الأميركية، مقتل قياديين اثنين ينتميان لتنظيم "داعش" في غارة جوية، في القامشلي شمالي سوريا. وقال بيانٌ للقيادة...