وجّه رئيس ‘حزب المشرق’ المحامي رودريك الخوري رسالة إلى رئيس تنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’ المعروف بـ ‘داعش’ ابو بكر البغدادي ، يدعوه فيها إلى ‘اعتناق المسيحية قبل فوات الأوان’.
وانتقد الخوري في رسالته ، التي انتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإخبارية ، الأحكام التي يمارسها هذا التنظيم وزعيمه ، من رجم الزانية حتّى الموت وقطع يد السارق وصلب المرتد ، متسائلاً إذا كانت هذه الأحكام هي أفضل من الرحمة والمغفرة والموعظة الحسنة.
وسأل الخوري من يدّعي أنه ‘خليفة المسلمين’ قائلاً ‘ لو كنت أنت مسيحياً في ديار يحكمها الإسلام ، فهل كنت تقبل أن يهجروك ويذبحوك ويختموك ويمنعوك من أبسط حقوق الإنسان؟’.
وحضّ الخوري ، في نهاية رسالته ، البغدادي إلى ‘التأمل ملياً في شريعة الرحمة والمحبة والحرية التي أرساها إلهنا يسوع المسيح المتجسد ، والمقارنة بينها وبين شرائع الأمم ‘ ليحكم دولته بموجبها . كما دعاه إلى أن يعتنق المسيحية ليخلّص بذلك نفسه والعباد ، ‘من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة’ كما قال.
وهذا هو مضمون الرسالة كاملاً التي نشرها الخوري:
‘من رئيس حزب االمشرق – المحامي رودريك الخوري :
شاوول شاوول لماذا تضطهدني ؟
هكذا صرخ الهنا بوجه ‘بولس’ عندما كان يمعن في تعذيب المسيحيين ، وكانت تلك الصرخة إيذاناً بتحوّله إلى المسيحية وهدايته نفوساً كثيرة. حضرة الخليفة ، إنك تسعى لبناء دولة على ما أظن ، ترضي الله :
فأيهما يفضل الله أكثر :
أن ترجموا الزانية حتى الموت ، وتعجّلوا بنفسها إلى يد الشيطان ؟ أم أن تتعهدوها بالرحمة والموعظة الحسنة لتصبح تقية بارة وتهدي نفوساً أخرى إلى التوبة ، فتكسب نفسها ونفوساً كثيرة.
أيهما يفضل الله أكثر :
أن تقطعوا يد السارق ، أم أن تتعهدوه بالإصلاح والمغفرة ليصبح صدّيقاً ، ليطعم بتلك ‘اليد’ جائعاً ، او’يلبس عرياناً ‘ أو’يكتب بها شهادة لاهتدائه’ ، فيربح نفسه ويهدي آخرين إلى التوبة .
أيهما يفضل الله أكثر :
أن تصلبوا ‘مرتدّاً’ ترك دينكم ، أو أن تتركوه ‘يبحث’ في عقله عن دين الحق .أن أشهد في العلن بحقيقة إيماني المختلف عنك ، أليس أفضل من أن أشهد بدينك كذباً فيما أنا لا أؤمن به في قرارة ذاتي ؟ أليس هذا ‘كذباً وشهادة زور’؟ . أيهما يرضي الله أكثر؟ أن ‘أشهد زوراً شهادة كذب ‘ أم أن ‘أشهد بالحق، بحقيقة ما أؤمن به ‘ ؟
حضرة الخليفة :
ضع نفسك مكان الخاطئين مرة ، وأنت الإنسان المعرّض للخطايا الكثيرة :
لو أنت زنيت ، لو أنت سرقت ، لو أنت غيّرت دينك.
فهل كنت لتطلب من القضاة أن ‘يرجموك’ أو أن ‘يرحموك’؟
لو كنت أنت مسيحياً في ‘ديار يحكمها الإسلام’ ، فهل كنت تقبل أن يهجروك ويذبحوك و’يختموك’ ويمنعوك من أبسط حقوق الإنسان.
وبعد ، من أنت حتى تحكم بالنار ؟ ألست من طبيعة إنسانية؟ ألا تعتريك ضعفات؟
حضرة الخليفة :
أدعوك إلى تخيّل دولة محكومة ب’شريعة المسيح’ ، دولة ‘السلام’ ، دولة ‘الحب’ و’الحرية’.
دولة لا تزني فيها المرأة ، ‘بسبب عشقها لزوجها’ ، لا بسبب الخوف من الرجم.
دولة لا يسرق فيها السارق ، ‘بسبب محبته لجاره ‘، لا بسبب الخوف من قطع اليد.
دولة لا يقتل فيها القاتل ، ‘بسبب تقديسه حياة أخيه الإنسان’ ، لا بسبب الخوف من الإعدام.
دولة يصلي فيها المؤمن ويصوم،’ بسبب تعلّقه بإلهه ‘، لا بسبب ‘عصا’ المطوّع.
حضرة الخليفة :
إنني أدعوك إلى التأمل ملياً في ‘شريعة الرحمة والمحبة والحرية ‘ التي أرساها إلهنا يسوع المسيح المتجسد ، وأن تقارن بينها وبين شرائع الأمم . وأن تحكم دولتك بموجبها ، وأن تعتنق المسيحية ، فتخلص بذلك نفسك والعباد ، من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة. واترك لله إدانة البشر.
لا تقل : ‘أنا زان’ ، فإلهنا إله محب ، يقبل الزانية التائبة كما يقبل البارة .
لا تقل : أنا ‘سارق’ ، فإلهنا إله رحوم ، يقبل السارق التائب كما يقبل الصدّيق.
لا تقل :’أنا خائن عميل’ ، فإلهنا إله حنون ، يقبل الخائن التائب كما يقبل الشرفاء.
لا تقل : أنا مجرم قاتل سفاح ، فإلهنا إله متسامح ، يقبل القاتل التائب كما يقبل المستقيم .
لا تقل : أنا عربي أو تركي أو ، فإلهنا لا عربي عنده ولا أعجمي ، يقبل الأعراق كلها ليعطيها نور سلامه ويفيض بها حبه للعالم أجمع.
لا تقل : أنا خاطئ فاسق ، فإلهنا إله طويل الأناة ، قبل توبة الكثيرين وردّهم إلى ‘الطريق المستقيم’ وجعل منهم قديسين عظماء وأعدّهم لرسالة عظيمة في مشروعه الخلاصي .
حضرة الخليفة ، من يدري ، قد يكون الرب اختارك لرسالة كهذه . ما زال أمامك متسع من الوقت للتوبة ولمعرفة ‘النور’ الحقيقي ، نور إلهنا المتجسد يسوع الناصري المصلوب ، نور الثالوث القدوس الأزلي ، ومحبتي إليك تدفعني إلى نصحك قبل فوات الأوان .
وصوت الضمير يصرخ أمامك في كل حين :
شاوول شاوول ، لماذا تضطهدني؟’.