دخلت المفاوضات بين وزير الداخلية نهاد المشنوق وأهالي الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية مرحلة النقاش في مهلة الإفراج عن السجناء من أجل فك اعتصامهم في طرابلس.
وتؤكد المعلومات لموقع الكلمة اون لاين أن إجتماعاً عقد بين ممثلين عن المعتصمين وعدد من المشايخ ومسؤولين امنيين إستمر حتى الساعة الرابعة من فجر يوم السبت من أجل إيجاد حل للموضوع، وعبر ذوو الإسلاميين خلال الاجتماع عن رفضهم للحل الذي طرحه المشنوق بالإفراج عن الموقوفين الإسلاميين الذين لم يرتكبو جرائم كبيرة أو أعمال قتل مقابل كفالة مالية قبل يوم الخميس المقبل، الا أن الأهالي اصروا على الإخلاء الفوري متمسكين بأن ما يطال هؤلاء الموقوفين هو ظلمٌ في حقهن كمحاسبة لهم على خلفيات مواقفهم العقائدية والسياسية
وفي ظل هذا الواقع يتوزع الإهتمام الأمني في إتجاهات عدة على ما يقول مسؤول أمني رفيع لموقع الكلمة أون لاين وفق التالي :
أولاً: إستدراك ومنع المجموعات الإسلامية من اللجوء إلى عمليات خطف لعناصر من مؤسستي الجيش اللبناني و قوى الامن الداخلي لمقايضتهم بموقوفين اسلاميين في سجن روميه وذلك من خلال إعتماد سيناريوهات عدة مرتقبة في بعض مناطق الأطراف المصنفة نائية اسوةً بعكار أو البقاع للتوجه بهم نحو الداخل السوري أو من خلال التعرض من قبل هذه المجموعات الاسلامية لباصات تقود العسكريين وحجزها لمبادلتهم بهؤلاء الإسلاميين في سجن ورميه.
لكن هذا دونه عقبات يتابع المسؤول إذ إنه ليس من السهل اللجوء إلى هكذا أعمال والإنتقال بهم على سبيل المثال إلى الداخل السوري أو مناطق جرد عرسال التي تضم عددا كبيرا من المقاتلين الإسلاميين الموزعين في منطقة جردية واسعة. ثم انه ليس من السهل اللجوء إلى هكذا عمليات نظراً للجهوزية الأمنية لدى الوحدات المنتشرة على الأراضي اللبنانية. لكن في مقابل ذلك ثمة جهوزية عالية لإستدراك هكذا أعمال خطف لعناصر القوى العسكرية والأمنية لمبادلتهم الإسلاميين الموقوفين في روميه.
ثانياً: العمليات الإرهابية المتوقع ان تستمر. ولكن التنسيق الدائم بين الأجهزة لمواجهة عمليات ارهابية أدى الى تراجعها لكنها لن تتوقف على ما أعلن الوزير المشنوق بوضوح بأنها ستستمر لكن مواجهة هذه العمليات الإرهابية تتحضر لها الأجهزة الأمنية من خلال التعاون القوي فيما بينها وكذلك بتبادل المعلومات مع الأجهزة الأمنية الغربية كاشفا المسؤول الأمني الرفيع للكلمة أون لاين بأن المخابرات الأميركية هي التي ابلغت الجانب اللبناني يوم العمل الإرهابي في ضهر البيدر وما تبع ذلك اليوم من اجراءات أمنية ومداهمة فندق نابليون، وبأن لبنان سيشهد تفجيرات من خلال سيارات مفخخة ستحصل.
وقد تبين لاحقاً من خلال إنفجار ضهر البيدر بأن المعلومات كانت دقيقة كما تبين أيضاً من خلال بعض ما سجلته كاميرات مراقبة عدة بأن السيارتين كانتا تسيران خلف بعضهما لكن ثقباً أصاب” عجلة السيارة الثانية أدى بها إلى التوقف عن السير ما اجبر سائقها الانتحاري إلى تأجيل انفجارها إلى اليوم التالي في منطقة الطيونه.
ويلفت المسؤول إلى أن الجانب الأمني الأمريكي أبلغ أيضاً الأجهزة الأمنية اللبنانية عن تفجير كان سيحصل في منطقة الطريق الجديدة مقدماً لهم كل التفاصيل والمعلومات الدقيقة عن السيارة المفخخة لكن عند تحرك الأجهزة يومها ” تبخرت السيارة وإختفت” بما يعني أن السيارة ما زالت موجودة وتشكل تحديا دائماً.
إلى أن ما يقال في هذا المجال يتابع المسؤول الرفيع هو أن التفخيخ الذي إعتمد في السيارتين في الطيونه وضرر البيدر مختلف عن أسلوب التفخيخ الذي إعتمد في السيارات التي انفجرت سابقاً بما يدل بأن الخبرة والإمكانية لدى هؤلاء غير متواجدتين، لكن هذا لن يعطل المضي في العمليات الإرهابية من خلال استقدام إرهابيين من الخارج وتزويدهم بالمتفجرات في الداخل اللبناني وقد دل اعتراف الإرهابي الموقوف لدى مديرية المخابرات عن الكشف على الأسلحة والمتفجرات التي كانت مخبأة في بلدة فنيدق، وهو واقع يعكس مدى وجود خلايا بعضها متواجد في المخيمات الفلسطينية.
و يكشف المرجع ألامني لموقعنا “بأن التسيق بين مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي وأمن العام وأمن الدولة، دائم حتى قبل هذه المرحلة، وبعكس ما كان يقال أو يشاع وكل جهاز يقوم بدوره ووفق صلاحيته والمهام المطلوبة منه، حيث يراقب الأمن العام حركة الدخول والخروج على المعابر البرية والجوية والبحرية، إضافة إلى شبكات التجسس والأمن السياسي، كما تقوم مخابرات الجيش بما هو مطلوب منها قانونيا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وغيره، وكذلك شعبة المعلومات التي نجحت في كشف عملاء العدو الإسرائيلي وخلايا ارهابية إلخ….
وهذا الدور الوطني الذي تقوم به القوى والأجهزة الأمنية، هو محل متابعة من قبل الدول المعنية بإستقرار لبنان، كما يقول المرجع إذ أن التواصل قائم مع أجهزة أمن ومخابرات لدول أجنبية ومنها التزود بمعلومات أمنية وتحديداً اوروبية وأميركية وبعض الدول الخليجية، إذ أن ارهابيين من هذه الدول تم تجنيدهم للقيام بأعمال ارهابية في لبنان، بعد أن تم إقفال معابر الموت من الجانب السوري لاسيما في السلسلة الشرقية في البقاع، أو الحدود الشمالية، وبات مطار بيروت هو المعبر الذي يمر من خلاله ارهابيون، الذين يتم ربطهم بأشخاص معتمدين من قبل جماعات إسلامية أصولية وتفكيرية، كما في المهمة التي كان مكلفاً بها منذر الحسن المتواري عن الأنظار والذي كان مسؤولاً عن تحريك السعوديين الذين كانا في فندق ” دي روي ” في الروشه.
الكلمة اونلاين