هل صحيح ما اشيع عن شروط «الدولة الاسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» لاطلاق سراح عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي هي مبادلة كل عنصر بـ 7 من الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية، ام انهم يريدون عدم تعرض السوريين الذين يقيمون في مخيمات النزوح في عرسال ومحيطها كما صرح الشيخ عدنانة امامة، هذا السؤال يطرح وربما الايام القليلة الاتية ستفرج عن مضمون مطالب المسلحين.
وبالعودة الى احداث عرسال يسأل مصدر متابع لما تقوم به «داعش» و«جبهة النصرة» هل ان توقيف القيادي في «جبهة النصرة» قائد لواء «فجر الاسلام» ابو احمد جمعة هو من اشعل الجبهة في عرسال بين الجيش اللبناني والمسلحين، ام ان هؤلاء كانوا يخططون في السابق لخطف عدد من الجنود لمبادلتهم بعدد من الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية، لا سيما وان «جبهة النصرة» نشرت في تموز الماضي شريط فيديو يظهر فيه امير الجبهة في القلمون- سوريا ابو مالك الشامي وهو يوجه رسالة الى السجناء الاسلاميين في رومية وفي باقي السجون الذين وصفهم بـ«الاسارى المسلمين» «قلوبنا عندكم وما هي الا ايام معدودات وتفرج باذن الله الكربات»، وفي ذلك الوقت اتخذت السلطات اللبنانية اجراءات امنية مشددة في محيط السجن وداخله، وحتى في محيط قصر العدل في بيروت اثناء محاكمة هؤلاء امام المجلس العدلي الذي اصدر عدة احكام بحق البعض منهم وصل البعض منها الى عقوبة الاعدام، فيما ينتظر البعض الآخر هذه الاحكام، لا سيما وان المجلس العدلي يلتئم مرة في الاسبوع حيث يحاكم اكثر من 10 منهم في جلسة واحدة، واللافت في الامر ان بعض المحامين المسيحيين والشيعة هم وكلاء لعدد من هؤلاء الا ان المخاوف من اتت من بوابة عرسال.
وهنا يطرح السؤال ما هي مطالب المسلحين الحقيقية خصوصاً ان كانت تتعلق بالموقوفين الاسلاميين فهي بذلك ستثبت ما نسب الى هؤلاء من اعتداءات على الجيش اللبناني وامن الدولة.
كيف ينظر الناطق الاعلامي باسم الموقوفين الاسلاميين الشيخ نبيل رحيم الى هذا الامر وهل يؤيد ما تقوم به «داعش» و«جبهة النصرة» بحق اللبنانيين وجيشهم وبحق الاقليات في العراق من مسلمين ومسيحيين خصوصاً انهم نبشوا بعض قبور الصحابة وهدموا عدداً من المساجد والكنائس.
رأى رحيم ان التهديد الذي حصل سابقاً بتعهد «جبهة النصرة» بتحرير هؤلاء السجناء اضافة الى نشر صور بعضهم في الافلام، وما يحكى عن مطالب لمبادلة عناصر الجيش اللبناني بالموقوفين الاسلاميين يضر بقضية الاسلاميين ويجعل منهم «فزاعة»، بعد ان اطلقت هذه الصفة عليهم في السابق، لذلك فان هذا كله لا يخدم قضيتهم وان كان هناك تعاطف من قبل البعض مع قضيتهم على ان هناك البعض منهم تعرض للظلم والبعض الآخر قام باعمال لا تستحق كل هذا العقاب.
وعن سبب مطالبة «جبهة النصرة» و«الدولة الاسلامية في العراق والشام» باطلاق سراح هؤلاء خصوصاً ان هذا الامر يؤدي الى اعتبارهم عناصر من هذين التنظيمين، اكد الشيخ رحيم انه لا يعرف لماذ هذا التصرف ولربما ان التنظيمين يعتبران القضية هي قضية ظلم لاهل السنة، وهم بذلك يعزفون على هذا الوتر للاستفادة.
وعما يجري من تهديم للمساجد ونبش لقبور الصحابة اعتبر الشيخ رحيم انهم كهيئة العلماء المسلمين هم بمرحلة تفاوض مع التنظيمين لاطلاق سراح العسكريين وحل المشكلة، لذا فهم يفضلون عدم التطرق لاي موضوع قد يعرقل المفاوضات، لان من يقوم بدور المفاوض لا يجب ان تكون علاقته متوترة باحد اطراف النزاع، لذلك نفضل عدم التصريح بهذا الموضع وهو ما تمنته رئاسة هيئة العلماء، وهي محصورة بالشيخ عدنان امامة.
وفي موضوع تهجير الاقليات في العراق اكد الشيخ رحيم انهم ضده وهو مناف للشريعة الاسلامية التي اعطيت كل الناس حقها وهذا ما تجلى في حديث عمر عندما قام ابن والي مصر بضرب شيخ قبطي فاعطى عصا للشيخ القبطي حتى يضربه على رأسه وقال له اضرب ابن الاكرمين متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً، هذا امر مناف للشريعة الاسلامية وللاخلاق والانسانية، ومن واجبنا ان نعطي كل الناس حقوقها بالعيش بامن واستقرار.
وطلب من الدولة اللبنانية عدم ترك ملف الموقوفين الاسلاميين، خصوصاً ان هناك اناساً ابرياء داخل السجن وهناك آخرون ارتكبوا اخطاء، ولكن ارتكاباتهم لا تستحق هذه العقوبة لا سيما وان بعض الاحكام التي صدرت كانت قاسية، وهي تجعل من اقرب هؤلاء ردة فعل تجاه الدولة.
اما عضو «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ عدنان امامة اكد بعد جولة الهيئة على القيادات السياسية انهم سلموا قائمة مطالب المسلحين لهؤلاء المسؤولين، وقد اصبحت المسألة بيد هذه القيادات.
وعن صحة ما يقال عن مبادلة عناصر الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي بعدد من الموقوفين الاسلاميين في سجن رومية، اكد ان هذا الكلام بهذه التفصيلات غير دقيق، وهم يريدون المبدأ ونحن يمكن ان نصل على اتفاق تبادل ليس بالضرورة ان يكون مع محكومين او اصحاب قضايا كبرى، انما عبر مبدأ التبادل.
وعن سبب توليه هذه المهمة اكد الشيخ امامة انه كان في عداد الوفد الذي يرأسه الشيخ سالم الرافعي وهو ملم به، اضافة الى كونه ابن البقاع وتحديداً من منطقة مجدل عنجر والقضية حصلت في عرسال.
وعما اذا كانت مطالب «جبهة النصرة» مختلفة عن مطالب «داعش» اكد الشيخ امامة ان التنظيمين متفقان على المطالب الانسانية، لكنهما مختلفان حول الاسماء الذين يريدان ان يفرج عنهم من قبل السلطات اللبنانية، ولكل تنظيم لديه قائمة مختلفة.
اما بالنسبة للتفاوض مع الجبهتين فقد اكد الشيخ امامة انهم لم يلاحظوا فرق في التعامل مع التنظيمين لناحية التشدد في المفاوضات وهذا ربما عائد لانهم لم يدخلوا الى الآن في التفاصيل التي ممكن ان تظهر الفرق في التعامل بين الدولة الاسلامية في العراق والشام و«تنظيم النصرة»، وهما متساويان لجهة قائمة المطالب، وانهم وجدوا ليونة لناحية الاسماء التي يريدونها.
وعن كيفية حصول المفاوضات اكد الشيخ امامة انها غالباً ما تتم عبر وسطاء وكل من يستطيع ان يوصل رسائل لهم، وهو لفت الى ان وفد الهيئة تمنى على السلطات اللبنانية ان يكون ردها على المطالب خلال ايام معدودة لتبقى قضية المفاوضات حارة خصوصاً انها اتسمت بالايجابية خلال الايام القليلة الماضية.
كلادس صعب