ما هكذا الظن بك يا سماحة السيد!!
عبارة تناقلها الكثيرون من جمهور المقاومة
وخط الممانعة ومحورهما.
نعم، هي القدس الشريف، فلسطين الاباء، غزة العزة… هي مرادفات لمعنى المقاومة
والتضحية والفداء تربينا عليها على مدى سنين طوال في تنشأتنا الوطنية حتى اضحت من
المخزون الطبيعي لكل فرد منا.
ولا يختلف اثنان على مدى تعاطف جمهور حزب
الله مع حركة حماس وأهل غزة، على مر السنين ولا سيما في يومنا هذا لما يُشاهده من
مجازر وفظائع ترتكب بحق المدنيين العُزل، كيف لا يتعاطف وهو يرى عدوه يصب نار غضبه على
أجساد الاطفال والنساء والكهل كما فعل بهم مراراً لا سيما في حرب لبنان الثانية
كما احب الصهاينة تسميتها تموز 2006.
كيف لا يتعاطف جمهور حزب الله مع حركة حماس
والفصائل الفلسطينية كافة بما تمثل من شرائح واسعة للشعب الفلسطيني في الوطن
المدمى والاغتراب المنفى، وهم الذين ذاقوا لوعة التهجير القصري وفقدان الاحبة
وانكسارات القلوب لا العزيمة على مر عقود والذاكرة تنأى عن لفظ الآلام الجنوبية من
القهر الصهيوني الذي ولَد ارادة الحياة وصنع النصر في مراحله المتتالية.
جمهور المقاومة اذ يتعاطف ويحتضن بالتأكيد
جراح حماس وشعبها، على الرغم من كل الجرحات التي واجهها هذا الجمهور من حماس
وشعبها حتى وصلت الى حدود الخيانة البغيضة.. لكن لنترك تلك الجراح جانباً الآن،
لتبقى فلسطين هي القضية المركزية ومهما أصابتنا سهام الغدر من الحبيب نقول له:
بتمون.
هذه الأمور نفقهها يا سماحة السيد – هنا لتسمح
لي سماحتكم بأن أخاطبكم كمن يخاطب نفسه، كيف لا أجرؤ على ذلك وانتم نفسي وروحي،
أبي وأمي.. انتم رمز عزتنا وشرفنا في هذا الوجود – نفقهها وقد نزيدك من الشعر قصيدة
ان أردت، نحن اذ ننحني امام مواقفك النبيلة بكل ما حمل خطابك في يوم القدس العالمي
من معانٍ ورسائل للعدو والصديق ونثني على ما أقدمت (ومن نحن حتى نفعل ذلك امام
قامتك الشامخة)، وهذا بالأساس ما نتطلع اليه منك، ونتوقع دوماً منك الرأي الصريح
والموقف الحاسم والكلمة الحكيمة، ومن هذا المنطلق كانت كلمتنا.. ما هكذا الظن بك
يا سماحة السيد!!
ان تمجد حماس والفصائل الفلسطينية وأهل غزة واستكمالاً
لانتفاضة الضفة الغربية المباركة، هذا لا لُبس فيه عندنا وتنطق به من حنايانا
وضمائرنا. لكن، ان لا تأتي على ذكر التضحيات الجسام التي يقدمها خيرة شبابنا
وأهلنا وأحبائنا في معارك الأمة على امتداد ساحات الوغى، أمر لا نستطيع ان نفهمه
ونحن من فهم الحياة من نير فكركم.
نحن ابناء مدرسة القائل عليه السلام ان الحق لم يترك لي صاحباً، نحن ابناء من قال
اننا نملك الارادة والشجاعة بأن نعترف بما نقوم به وشجاعة المواجهة ولا نخشى لومة
لائم.. والقائل أنتم.
ان قادتنا يا سماحة السيد يستشهدون بين يديك
في حربهم على الكفار والمتصهينين الجدد، هؤلاء الذين قاتلوا وما زال اخوانهم في السلاح
على خطاهم، كي لا تُسبى زينب مرتين، كي لا تُدنس أرضنا ببغيهم وفجورهم، هم من
يحموا شرف الامة وعرضها، ألا يستحقون كلمة منك على الملأ وأمام العالم الذي تجمهر
اليوم من أقصاه الى أقصاه ليسمع منك الموقف الشجاع الذي يرتعد منه عدوك ويثلج قلوب
محبيك؟ يا حبذا لو تطرقتك الى جهادهم وتضحياتهم بكلمة مقتضبة ولو لدقائق عدة وهم
الذين يرددون ما طاب العيش دون يا سيد.
يا سماحة السيد، ان ابطالنا وقادتنا في حرب
الأمة في سوريا والقلمون وغيرها من الساحات هم نورنا الساطع الذي نرى من خلاله
حياة العزة لاجيال قادمة يستحقون منا كلمة عرفان وتقدير كي نبقى أمة تمجد شهدائها
وتضحياتهم وعدم ذكرك لهذه التضحيات أساء الينا فما هكذا الظن بك.
أدهم الحسيني – صدى العرب