العلاقة بين مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور محمد رشيد قباني والرئيس سعد الحريري بدأت تسلك مساراً ولو خجولاً باتجاه الحوار و«الوفاء» وعودة ما انقطع الى سابق عهده وبالتالي ازالة غبار المرحلة السابقة وما اعتراها من خلافات بمقاربة جديدة ستؤدي الى وضع هذا الملف على السكة الصحيحة باتجاه التطبيع حتى ايلول موعد انتخاب مفتٍ جديد للجمهورية اللبنانية وانتهاء ولاية المفتي قباني والشروع بعدها بورشة في دار الفتوى، لكن المفتي قباني سيشرف على المرحلة الانتقالية والانتخابات وسيسلم المفتي الجديد باحتفال وطني كبير، وسيتم حفظ موقع المفتي ووقف التهجمات عليه، وبحث الامور الشرعية بالتوافق مع اعضاء الهيئة الناخبة وتعيينات المفتي الاخيرة في المجلس الشرعي الاسلامي ومفتي المناطق بشكل توافقي مع رئيس الحكومة تمام سلام ورؤساء الحكومات السابقين.
وتشير مصادر سنية الى ان ملف دار الفتوى انتقل الى ايدي الرئيس سعد الحريري شخصيا وباشراف منه على التفاصيل وكلف مستشاره نادر الحريري بمتابعة الملف والاتصالات بينه وبين المفتي قباني، وقد التقى نادر الحريري السيد راغب محمد قباني نجل المفتي وجرى عرض للمرحلة السابقة بسلبياتها وايجابياتها، واستغراب الطرفين للمسار السلبي للعلاقة، بينهما وكيف تدحرجت، بهذا الشكل، وكيف وصلت الامور الى هذا المنحى، وقد نقل نادر الحريري رسالة الى نجل المفتي حملت كل الود والاحترام للمفتي والاشادة بمواقفه الى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري في كل المراحل ومع بيت الحريري خصوصاً بعد استشهاد الرئيس الشهيد وان الرئيس سعد الحريري لا ينسى هذا الموقف، «وهو يرفض ان تصل العلاقة الى ما وصلت اليه»، فيما حمّل راغب قباني السيد الحريري كل الاحترام والاشادة بموقف رئيس الحكومة السابق والحرص على ازالة التباينات الاخيرة وفتح صفحة جديدة وضرورة الحفاظ على موقع دار الفتوى، وهذا ما اكد عليه نادر الحريري وتلفت المصادر نفسها الى ان الاتصالات بين الطرفين قطعت شوطا متقدما وان نادر الحريري سيزور قريباً المفتي قباني في دار الفتوى، على ان يعقد بعدها اجتماعاً لرؤساء الحكومات يخصص لبحث موضوع دار الفتوى واعطاء الضوء الاخضر لتشكيل اللجان للتحضير لانتخاب مفتٍ جديد في ايلول عبر حلّ كل الملفات المتعلقة بالانتخاب واعادة العلاقات بين مفتي المناطق والمفتي قباني وعودة اجتماعات المجلس الشرعي الاسلامي بطريقة تحفظ كرامة الجميع وحقوقهم وانهاء التشنجات السابقة، خصوصاً ان المفتي قباني اكد للجميع انه سيسلم مهامه لمفتٍ جديد ومنتخب حسب النظام الداخلي والاصول المتبعة في الطائفة السنية في 14 ايلول مع انتهاء ولايته.
واكدت المصادر السنية ان ملف المفتي سحب من الرئيس فؤاد السنيورة ويتولى الاشراف عليه الرئيس الحريري شخصيا عبر ادارة الملف السني بطريقة مختلفة قائمة على الحوار وحفظ الجميع وتضيف المعلومات ان رئيس الحكومة تمام سلام لعب دوراً ايجابياً بتقريب وجهات النظر بالاضافة الى وزراء من تيار المستقبل وقادة امنيين خصوصا ان ما حصل مع المفتي قباني في احد «الجوامع» في بيروت كان موضع «انزعاج» من قبل قيادات تيار المستقبل والرئيس الحريري ورفضهم وصول الامور الى ما وصلت اليه لان ما نقلته وسائل الاعلام بشكل مباشر كان له الاثر السلبي على وضع الطائفة السنية، وكذلك فان تيار المستقبل وعبر سعيه لترتيب امور دار الفتوى يريد ان يسحب هذا الملف كورقة استغلال من الاخرين لوضعه في وجه تيار المستقبل.
وتشير المعلومات الى ان العلاقة ما زالت مقطوعة كليا بين المفتي قباني والرئيس السنيورة المصر على مواقفه بشأن دار الفتوى، فيما سحب هذا الملف من ايدي السنيورة تعتبره دار الفتوى مبادرة ايجابية يمكن ان تؤسس لمرحلة جديدة وترتيب اوضاع دار الفتوى.
الامور مرهونة بما ستحمله الايام القادمة لكن الرئيس سعد الحريري تقول المصادر السنية اخذ قرارا بمعالجة امور دار الفتوى بطريقة مختلفة عن المرحلة السابقة والوصول الى تسوية في هذا الملف مع المفتي قباني تؤسس معه للمرحلة الجديدة وانتخاب مفتٍ جديد في ايلول وانتقال طبيعي للمواقع وحفظ كرامات الجميع.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...