بات الاستحقاق الرئاسي في مهب الرياح الإقليمية والدولية، وعليه وإن كان ذلك ربماً عيباً الا ان الجميع بانتظار كلمة السر التي من شأنها ان تنتج رئيسا للجمهورية قبيل انتهاء المهلة الدستورية والا البلد ذاهب الى فراغ رئاسي تحدث عنه معظم النواب في جلسة الأربعاء المنصرم والبعض في مجالسه قال اكثر من ذلك وسط حالة تشاؤمية جراء الاصطفافات السياسية والانقسام الحاد بين الافرقاء السياسيين، واللافت هنا المواقف، تقول مصادر في المستقبل، التي اطلقها السفير السعودي علي عواض عسيري حيث رسمت اللاءات والعناوين التي اعلنها خارطة طريق لمسار الاستحقاق الرئاسي، بمعنى السفير عسيري كان واضحاً عندما اشار الى ان هذا الاستحقاق شأن لبناني داخلي والمح الى ما يعتبر ظاهرة تطلق للمرة الاولى حينما قال من المعيب ان ينتظر البعض تقارباً سعودياً ـ وايرانياً والذي يبقى في سياق علاقة الدولتين وخصوصيتهما اذ لا أحد يحل مشاكل اللبنانيين إلا اللبنانيون أنفسهم.
وفي هذا السياق تشير المصادر الى ان السفير السعودي وفي سائر لقاءاته التي قام بها والمواقف التي أعلنها، كان عنوانه الرئيسي والاساسي المملكة العربية السعودية تدعم الاستقرار في لبنان وهي الى جانب اللبنانيين وعلى مسافة واحدة منهم لم ولن تتدخل في أي شأن او معطى داخلي والانتخابات الرئاسية تعنيهم دون سواهم، من هذا المنطلق ردّ بشكل غير مباشر على ما حفلت به الساحة اللبنانية منذ فترة عبر مواقف من هنا وهناك محورها التقارب السعودي ـ الإيراني من شأنه أن يؤدي الى تسوية وبالتالي تنتج رئىساً جديداً للجمهورية وثمة دور سعودي في هذا السياق على خط الاستحقاق الرئاسي وايضاً كثرت التحليلات والاستنتاجات التي صبّت بمعظمها حول هذه الاجتهادات.
واشارت المصادر ان البعض رأى ان عودة السفير السعودي وفي هذا التوقيت مرتبطة مباشرة بالاستحقاق الرئاسي وهنالك دور للرياض على هذا الصعيد انما ودحضا لكل هذه الاقاويل والاستنتاجات و«حفلات الزجل» التي ضجت بها الساحة الداخلية، فان عسيري قطع الطريق على كل تلك التأويلات عبر مواقفه الحاسمة حول دور المملكة وموقفها من الوضع اللبناني برمته، وان كان السفير السعودي يؤكد عبر اوساط مقربة منه بأن ما يقوم به من حراك منذ عودته يصب في سياق حض اللبنانيين على التوافق والتآلف والتعاضد فيما بينهم وضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتجنب الفراغ لما له من مخاطر دستورية وسياسية واقتصادية وعلى كافة المستويات، وتأكيده حرص المملكة على هذه العناوين ولكل ما يساهم في توافق اللبنانيين واستقرار بلدهم.
وتلفت مصادر المستقبل الى ان السفير السعودي وفي معرض مواقفه وما صرّح به منذ عودته، المح في احدى المحطات بمعنى ليس هنالك حاليا من تقارب سعودي ـ ايراني، ما يعني ان رهان البعض على هذا المعطى قد لا يساعد في حصول الاستحقاق في المهلة الدستورية ما يقلق الكثيرين ولا سيما الرياض التي تسعى عبر دورها ومساعيها تجاه لبنان الى عدم تجرع هذه الكأس المرة لانها ضنينة على استقرار لبنان وبالتالي تأجيل جلسات انتخاب الرئيس من اسبوع الى آخر وارتفاع حدة التصعيد السياسي وتحميل المسؤوليات وتعطيل النصاب، فذلك يبقي الاستحقاق في مهب الريح، وتشير الاوساط الى ان الدور الذي يقوم له الرئىس سعد الحريري على خط الاستحقاق جار على قدم وساق في اطار توافقي وهذا ما لمسه منه الجميع ولقاءاته مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى الوزير جبران باسيل اتسمت بالايجابية، لكن المطلعين اكدوا انه لا يجوز تحميل الحريري وزر هذه المساعي لان المشاكل والتعطيل عند الآخرين وليس في بيت الوسط.
الديار