لا يزال لبنان في مرحلة من الإختبار الصعب حيث تشهد الأوضاع المحلية سباقاً بين الحوار المتنظر ونتائجه البطيئة و التوقعات الأمنية بحصول تصعيد للخلايا الإرهابية التكفيرية بهدف جر لبنان نحو أتون الجارية في محيطه وجواره، وفي هذا الإطار تؤكد أوساط متابعة أن التحذيرات الأمنية التي أطلقها أكثر من مسؤول معني بالملف الأمني في البلاد مبنية على معلومات مفادها أن الخلايا الإرهابية التكفيرية النائمة في أكثر من منطقة لبنانية ستستفيق دفعة واحدة من ثباتها العميق لإحداث ارباكات وأحداث أمنية كبيرة تهدف إلى ربط الساحة اللبنانية بالمعارك العسكرية التي تخوض فيها التنظيمات التكفيرية صراع وجود وبقاء في المنطقة خصوصا في ظل التصعيد العسكري المتوقع والمرتقب خلال الأسابيع القليلة المقبلة من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش».
المصادر أضافت أن الخلايا الإرهابية النائمة في أكثر من منطقة لبنانية يتم شحنها وتحضيرها ليكون لبنان شريكا أساسيا في المعركة الحاسمة التي تخوضها التنظيمات الإرهابية على مستوى المنطقة، وهناك معلومات أمنية واستخباراتية تشير إلى أن ساعة الصفر لتحرك تلك الخلايا الإرهابية النائمة قد تم تحديدها لتكون الساحة اللبنانية بأحداثها وتوتراتها الأمنية مواكبة للمواجهة الفاصلة التي باتت على قاب قوسين بين تنظيم «داعش» والولايات المتحدة خصوصا في ظل معلومات عن حصول تغييرات مرتقبة في استراتيجية الأعمال العسكرية المتبعة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ضد تنظيم «داعش» حيث تشير المعلومات إلى أن هذه المتغيرات ستنتقل بالعمليات العسكرية من مرحلة وقف وتجميد تمدد داعش إلى مرحلة الهجوم البري النوعي على مواقعه تمهيدا للقضاء عليه وتجفيف المنطقة من مسلحيه.
المصادر أشارت الى ان انطلاق الحوار بين المستقبل حزب الله لا يلغي أبدا احتمالات التصعيد الأمني من قبل خلايا الإرهاب التكفيري النائمة سيما أن هذا التصعيد المرتقب مبني على معلومات أمنية واستخباراتية موجودة لدى المعنيين بمتابعة مواجهة ومكافحة الإرهاب التكفيري. اضافت أن هذه الأجواء الخطيرة لا يجوز أن تؤدي إلى تعميق حالة الإحباط الداخلية بل يجب أن تشكل المخاطر الداهمة على أمن واستقرار لبنان خافزا إضافيا لإنطلاق هذا الحوار مهما كانت نتائجه، حيث لا بديل عن الحوار الداخلي كسبيل لكسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها الأزمة الداخلية في ظل مرحلة خطيرة يمر بها لبنان ومحيطه وجواره، خصوصا أن هناك بعض الأجواء الإيجابية في كواليس الأروقة السياسية يمكن أن يعول عليها على صعيد انطلاق هذا الحوار المرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل الذي قد يكون بحسب العديد من المراقبين والمتابعين مفتاح الفرج لإنجاز الإستحقاق الرئاسي الذي لا يجوز ان يبقى مستمرا نظرا إلى عواقبه الوخيمة على صيرورة انتظام سيعمل المؤسسات الدستورية في لبنان.
إلى ذلك أكدت مصادر وسطية لـ «الديار» بأن عقد الحوار بين المستقبل وحزب الله لا يعني ابدا أن هذا الحوار سينتج ثماره بشكل سريع على صعيد انهاء حالة الشغور الرئاسي في قصر بعبدا على الرغم من الإشارات الإيجابية الداخلية والخارجية في هذا الإتجاه لا سيما من قبل حزب الله الذي يؤكد في العلن كما في الكواليس لكل من يعنيهم هذا الملف على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في اسرع وقت. واشارت الى ان تيار المستقبل باستثناء موقفه الإيجابي المرحب بهذا الحوار والذي أتى بعد مخاض عسير من النقاشات والمباحثات الداخلية داخل التيار الذي في نهاية المطاف سار بوجهة نظر زعيمه الرئيس سعد الحريري القابلة بالحوار على الرغم من التحفظات العديدة على هذا الحوار التي صدرت عن شخصيات ومرجعيات أساسية كبيرة داخل التيار والتي سيكون لها دور في مكان ما لوضع العراقيل امام نجاح هذا الحوار سيما ان موقف هؤلاء المعترضين على الحوار مع حزب الله ليس نابعا من خيارات شخصية آنية بل أن هذا الموقف مرتبط بتوجهات خارجية إقليمية وعربية لا تزال معترضة وغير مرحبة بحصول مثل هذا الحوار في لبنان.
المصادر لفتت الى ان هناك قوى أساسية في لبنان لا يزال موقفها المتناغم مع أحداث المنطقة وتطوراتها يمنع بشكل أساسي من رفع المتاريس التي لا تزال تعترض طريق انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، سيما أن تلك القوى المحلية وحلفاءها الإقليميين ليسوا في صدد تقديم أي تنازل لحزب الله في ملف الإستحقاق الرئاسي لإعتبارهم أن هذه الورقة الأساسية في لبنان يجب المحافظة عليها إلى حين تمرير هذه المرحلة الإقليمية المفصلية التي يجتازها لبنان ومحيطه وجواره وذلك في ضوء التطورات الآتية:
أولاً تمديد المفاوضات بشأن المحادثات النووية بين إيران والمجتمع الدولي إلى أول تموز من العام المقبل، والذي استتبع بمرونة غربية لافتة جرى ترجمتها بإطلاق 900 مليون دولار من ارصدة ايران المجمدة في واشنطن، وايداعها في المصرف المركزي الايراني. ثانيا خطوة ترميم البيت الخليجي الذي أعاد دولة قطر إلى حضن مجلس التعاون الخليجي والتي ستجر وراءها مصالحة قطرية ـ مصرية خلال الأسابيع المقبلة بحسب معلومات دبلوماسية عربية رفيعة، وبطبيعة الحال أن هذا المشهد الخليجي المصري الموحد سيكون له ثقله المؤثر في الأحداث الجارية في كل أرجاء المنطقة خصوصا وتحديدا على صعيد الازمات الساخنة في سوريا والعراق واليمن التي سيكون لمجرى تطوراتها تأثيرا بالغا بدول الجوار ومن بينها لبنان واستحقاقاته المعلقة.
ثالثا المحادثات التي ستشهدها روسيا بين النظام السوري وقيادات في المعارضة السورية وعلى رأسها معاذ الخطيب وآخروين والتي هناك دعم وتأييد أميركي لها والتي تأتي بعد زيارة الرئيس العراقي الى السعودية التي فتحت مرحلة جديدة من العلاقات العراقية ـ السعودية بعد مرحلة خلافية وصعبة من العلاقات التي سادت بين البلدين في زمن حكم نور المالكي الذي أطاحته ضرورات الحرب الأميركية على تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...