أجمع أكثرية المراقبين على تسمية الخطاب الاخير للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله بخطاب سرايا المقاومة، باعتبار انه جاء لتحميل الدولة ومن خلفها جميع القوى السياسية مسؤوليتها للدفاع عن لبنان في مواجهة داعش والخطر التكفيري المتنامي في لبنان، والدول المجاورة، واضاف نصر الله مؤكداً انه في حال عدم تحمل هؤلاء لمسؤليتهم، فان حزب الله سيتحمل مسؤوليته بالدفاع عن البلد، كأنه يقول لجميع اللبنانيين الذين يريدون الدفاع عن البلد الانخراط في صفوف “حزب الله” او ما يوازيه، اي “سرايا المقاومة اللبنانية”.
واعتبرت مصادر متابعة لعمل سرايا المقاومة وتطورها ان “السرايا شهدت مرحلة نمو كبيرة بعد احداث السابع من ايار، ومن ثم بعد ظهور حركة الشيخ احمد الاسير، اذ ان حزب الله وجد نفسه مجبراً على خلق مجموعات قتالية تابعة له في العديد من المناطق اللبنانية لمواجهة اي تهديد في مناطق تعتبر بيئات غير حاضنة لحزب الله”.
واشارت المصادر الى ان “الاحداث السورية لم تشكل حالة استقطاب لسرايا المقاومة الا من بعد دخول تنظيم داعش الى العراق، وارتكابه المجازر بحق المدنيين العراقيين التابعين للاقليات الاسلامية وغير الاسلامية، الامر الذي توّج بخطاب الامين العام لحزب الله، وقبله اللقاء الذي عقده مع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط“.
واضافت المصادر الى ان “ما يمكن تسميتها بطلبات الانتساب الى سرايا المقاومة ازدادت بين المسيحيين في منطقة البقاع، وخاصة البقاع الشمالي بعد بدء معركة جرود القلمون، اذ استشعر هؤلاء ان الخطر اصبح على تخوم قراهم، الا ان عملية الاستقطاب ازدادت باضطراد، في جميع المناطق اللبنانية”.
ولفتت اوساط سرايا المقاومة الى ان اللقاء الاخير الذي جمع النائب وليد جنبلاط “فتح نوافذ جديدة لسرايا المقاومة، فهذا التنظيم كان في الشارع الدرزي ينحصر في انصار الوزير السابق طلال ارسلان، والوزير السابق وئام وهاب، الا ان حديث جنبلاط مع مناصريه بعد لقائه نصرالله اوحى بضرورة التنسيق الامني مع الحزب، ولم يخف جنبلاط على مناصريه امكانية طلب حماية حزب الله في بعض مناطق البقاع الدرزية، وهذا الامر كسر الحاجز النفسي بين مناصري جنبلاط او من يدور في فلكهم وبين سرايا المقاومة التي اصبحت تعمل بحرية اكبر في البيئات الدرزية، وازداد عناصرها بشكل ملحوظ في الاسابيع الماضية”.
واكدت الاوساط ان “الاعداد التي طلبت الانضمام الى سرايا المقاومة في الشهر الاخير غير مسبوقة، بل انها توزعت على مختلف الاراضي اللبنانية، لكن الزيادة الملحوظة في البيئات المسيحية والدرزية، لم تظهر في المناطق ذات الغالبية السنية”.
واكدت الاوساط “ان معسكرات التدريب الخاصة بسرايا المقاومة لا تهدأ على مدار الساعة اذ من المتوقع ان تزيد الادوار الموكلة للسرايا في الاشهر القادمة، وخاصة في ظل انشغال حزب الله في معارك سوريا، وفي التحضير والجهوزية لاي حرب مع اسرائيل، وهو بالتالي بحاجة الى داعم اساسي من الشرائح اللبنانية المختلفة من اجل دعمه في اي معركة يفرضها الارهابيين عليه في الداخل”.
وتختم الاوساط بجملة استهزاء بداعش، “نحن لا نؤمن ان داعش باقية وتتمدد، بل على العكس ارادتنا ستجعل من ارضنا مقبرة لكل الارهاب، وليسمحوا لنا سنصحح لهم شعارهم لنقول، سرايا المقاومة اللبنانية باقية وتتمدد”.