ساعات فجر امس كانت طرابلس على موعد مفاجىء لتوترات امنية متنقلة اعادت المشهد الامني السابق الى ما قبل الخطة الامنية حتى كاد ابناء المدينة يعتقدون ان جولات العنف عادت من جديد الى طرابلس نظرا لتوزع القنابل والرصاص ما بين القبة والتبانة والزاهرية وختمت بمعركة امتدت بين الجيش ومسلحين لحوالى نصف ساعة فجرا ثم انتهى كل شيء لتعود طرابلس الى طبيعتها والى هدوئها وكأن شيئا لم يحصل بينما وحدات الجيش تابعت اجراءاتها ودورياتها في ضبط الامن وملاحقة المرتكبين واجراء مداهمات بحثا عن مطلوبين.
فقد عاد القلق والخوف الى ارجاء مدينة طرابلس، بعد سلسلة الهجمات التي شنها مسلحون ملثمون تكفيريون على دوريات الجيش وحواجزه.
البداية كانت في شارع الراهبات في القبة حيث عبرت سيارة مسرعة من امام حاجز الجيش دون توقف وفي الوقت الذي اطلق الجيش عيارات تحذيرية وصلت سيارة ثانية واطلقت الرصاص باتجاه العناصر وفرت مسرعة دون وقوع اصابات. ثم تجددت هذه الاستهدافات بعد ساعتين حيث اقدمت مجموعات مسلحة خرجت من التبانة فنفذت اعتداءات بالجملة على مراكز الجيش حيث اطلقت الرصاص والقنابل باتجاه طلعة العمري وبراد البيسار ما اضطر الجيش للرد بقوة ثم توجه عشرات المسلحين باتجاه سوق الخضار واطلقوا الرصاص باتجاه عناصر الجيش ما ادى الى وقوع اشتباك دام نصف ساعة استخدمت فيه اسلحة خفيفة ومتوسطة بعد ذلك ساد الهدوء كافة المراكز التي استهدفت وعادت الاوضاع الى طبيعتها كما كانت سابقا.
لماذا حصل هذا التطور الامني المحدود في احياء التبانة والقبة؟
ترى مصادر طرابلسية أن ما جرى مرده الى ما أشيع عن تسوية سياسية سلمية تضع حدا للمربع الامني في التبانة ويتعلق بشكل خاص بما اشيع عن خروج الثنائي مولوي – منصور من التبانة الى خارج طرابلس ضمن التسوية التي انشغلت بعيدا عن الاعلام وبكثير من السرية والكتمان وبالتالي فان قيام عناصر من الملثمين والتابعين لمجموعة مولوي ـ منصور بهذه الاعمال الامنية ما هي الا لارباك الجيش وتشتيت تدابيره غطاء لتسهيل الخروج واشغال الجيش بمواجهة سلسلة العمليات الامنية لضمان وصول مولوي ـ منصور الى اماكن فرارهما.
وتشير المصادر الى ان خروج المذكورين بات في حكم المؤكد حيث انهما لم يشاهدا منذ حوالى 24 ساعة، خاصة في الليلة التي مضت والتي شن خلالها هجمات على مراكز الجيش ومعلومات تؤكد انهما لم يكونا ضمن المسلحين الذين شاركوا في الهجوم على الجيش، بينما هذه المجموعات تضم في صفوفها نازحين سوريين. ما يعني انهما اصبحا خارج التبانة ولم يبق فيها الا بعض العناصر التي كانت تأتمر لهما وهي غير فاعلة ولا تستطيع المواجهة وحدها..
بعد تلك الليلة عاشت طرابلس نهار امس يوما عاديا جدا حتى ان المساجد ظهر الجمعة شهدت حركة طبيعية جدا في محيطها ولم تخرج مظاهرة واحدة على غرار ما كان يحصل في الاسابيع التي مضت.
لكن برأي مصادر طرابلسية ان قضية المولوي ومنصور اخذت ضجة كبيرة في الاعلام بينما هناك مجموعات وخلايا تتغلغل في شوارع واحياء طرابلس وترتب اوضاعها تحت عناوين مختلفة، كمكاتب امنية خاصة وغيرها، وهذه الخلايا تعمل حتى الساعة بصمت وفي حال لم تعمل الاجهزة الامنية على كشف هويتها وكشف مخططاتها وافشالها فان سيناريو جديد ينتظر الطرابلسيين وكافة المناطق اللبنانية دون استثناء وليس بعيدا ان تسقط طرابلس حينها في ايدي هذه الخلايا النائمة خلال ساعات معدودة.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...