الثّلاثونَ
من ديوان: يوماً ما سأُكمِل هذا النشيد
ضَجِرٌ
أُقلِّمُ أظافرَ الوقتِ
بقلاَّمَةِ ضوءٍ مُستعارَةٍ
من نسيجِ المرايا المُهذَّبَةِ
وهي تتأبَّطُ ذراعَ الأشكَالِ
وتغيبُ في تفاصيلِ الضّبابِ الرَّفيعِ
في الثّلاثين
يغدو الحبُّ أقلَّ قابليّةً للتّأويلِ
وأنْتَ تمتَحِنُ هشاشةَ العُمْرِ
بعينيِّ رجُلٍ
وقلبِ مُرَاهِقٍ
أنتَ الآنَ
أقْرَبُ إلى حكمَتِكَ
لكي لا تغترِبَ
أو تَكْتُبَ مرثيّةً عن انكسارِكَ الأخيرِ
فهلْ لا بُدَّ لكي يكتَمِلَ النَّشيدُ
أن تخونَ القلبَ
وتصيحَ بكَ
كيفَ لي أنْ أخْتَبِرَ ميتَةً واحدةً مرّتينِ؟؟
وهَبْ أنَّ في غابةِ الأسماءِ
ما يكفي من شجرِ العزلةِ
لكي تَتَفَيّءَ ظلالَ نَفْسِكَ
فهل في موقِدِكَ
سوى جمرٍ يلفظُ أنفَاسَهُ
على سريرِ الرّمادْ؟؟
في الثّلاثين
قدْ لا تؤاتيكَ الفُرْصَةُ
لتكتُبَ عن الحبِّ ثانيةً
بدبلوماسيّةِ عاشقٍ
ولسانِ شاعرٍ
وهَبْ أنَّ النّشيدَ قدِ اكْتَمَلَ
فلنْ تجدَ أذُنًا صاغيةً إلاّكَ
إذْ أغلب الظَّنِّ
أنَّ أنثاكَ ستكونُ منهمكةً
في ترتيبِ تفاصيلِهَا
في فضاءٍ آخرَ
في الثّلاثين
تكنُّ لكَ أُنثاكَ احترامًا
بقدرِ ما تكنُّ لها حبًّا
يُعجِبُهَا عالمُكَ الكبيرُ
لكنّهَا لا تدخُلُهُ
وربّما افتُتِنَتْ
بحِكْمَتِكَ البيضاءِ
لكنّها لا تطيقُ أن تجاوِرَهَا
في الثّلاثين
لن تغدوَ آخرَ
لا لشيءٍ
إلاّ لأنَّكَ مُذْ
وَلَدَتْكَ أُمُّكَ القصيدةُ
وأنتَ تعدُّ حضورَكَ
لعمرٍ أقلّْ
للتواصل مع الكاتب عبر الفايسبوك: https://www.facebook.com/bassel.b.elzein