مراثٍ مُبكِرةٌ
من ديوان: يوماً ما سأُكمِلُ هذا النشيد
تُرَى ما الّذي يُجاوِرُ المكانَ سوى المكانْ؟؟
قالَهَا أبي بِعَتَبِ نَاسِكٍ
انحنَى ليُقَصِّفَ ذؤابةَ الأيّامِ
إذْ لم يَحْصُدْ طوالَ ستّينَ عامًا وأمنيه
إلاّ ملامِحَ لي
علَّقتُهَا كمصابيحَ محدودِبَةٍ
ومَضَيْتُ أقتَفي أثري…
لم يَشَأْ أنْ أُشْبِهَهُ
وأنَا أَنْبُشُ في تُربَةِ أحزانِهِ
بحثًا عن شاعري
جُلَّ ما كانَ يتمنَّاهُ أن أكونَهُ
فَهلْ ضَلَلْتُ الطَّريقَ
وأنا أعودُ اليومَ
يدايَ ضيّقتانِ
بحدودِ أمنيتي
وعينايَ ذابِلتانِ
كمدىً مُنْطَفِئٍ
تَشْرُدُ عن امتِدادِهِ
شَمسٌ مُضْمَرَه
لم يُكُنِ الموتُ يومًا
سوى سردابٍ يقودُهُ إليَّ
وهو يُمعِنُ في حضورِهِ
كيما أتلبَّسُ آخِرَ أشكالِهِ
وأعدُّ لهُ كفنًا يليقُ بي
فأبي يُشارِعُ جَسَدَهُ بعُنْفٍ
ليَمْنَحَني قسطَهُ من الطّمأنينَةِ
وأنا أُهَدْهِدُ مفاصلي
لتَعَبٍ مُرْتَقَبٍ
عبثًا يُهَادِنُ موتَهُ
لكي يتَّسِعَ ولو قليلاً
لبَائَيْنِ
وهو يحوكُ حكايَتَهُ
عن وصَايَا قادِمَه
يستَمْهِلُ الوَقْتَ ليبْلُغَهَا
وهو يقفِزُ من هاويةٍ إلى هاويَةٍ
لتَستَويَ الأرضُ
بلونِ يقينِهِ السّماويِّ
ويُطَمْئِنَ روحًا شاردَةً
بأنّي مُحصَّنٌ بأبوّةٍ مُفْرِطَةٍ
لكي لا أَقَعَ…
أغلبُ الظَّنِّ
أنَّهُ يعدُّ الآنَ
تسويةً مُبهَمَةً
مع مصائرَ معدّةٍ لي
عسَى أن يُحْسِنَ ولو لمرَّةٍ واحِدَةٍ
أن يخُطَّ نهايَتَيْنِ
لسيرةٍ واحدةٍ
(2)
لكلِّ بداهةٍ قسطُهَا الموفورُ من الظَّنِّ
كأنْ تغدُوَ سرابًا
يَتَّخِذُ شكلاً مُرائيَّا في المَكَانِ
أو لحظَةً طائِشَةً
تُصَوَّبُ دائمًا
عَكْسَ الزَّمَانِ
وَلِمَ لا تَضْمَحِلُ القبورُ
ولا نعودُ لنتهجّأَ
كَعَادَتِنَا
ذاتَ كلِّ ارتِكَاسَةٍ
ألفَ باءَ الألوهَةِ
ليسَ ثمّةُ صياغةٌ نهائيّةٌ
سوى للموَتِ
الحقيقةُ الوحيدةُ الّتي نَمْلِكُهَا
قَبلَ أنْ نَبْلُغَهَا
للتواصل مع الكاتب عبر الفايسبوك: https://www.facebook.com/bassel.b.elzein