يومًا ما سأُكْمِلُ هذا النّشيد
من ديوان: يوماً ما سأُكمِلُ هذا النشيد
(1)
هيَ الرّيحُ ربّما
في أوَّلِ عهدِهَا بالشَّجَرِ
أو غمامَةٌ تعتَصِرُ نهدَيْهَا
في شتاءٍ مُخمَليٍّ
فتقرَعُ نافذةَ الضَّوءِ
بحبّاتِ المَطَرِ
فتتلفَّتُ الظّلالُ
كبدَاهةٍ إلى المُندَّسِّ هناكَ
بينَ كُوَمِ الضّبابِ
يُقلِّبُ دفاترَ الذّاكرَةِ
بحثًا عن ذكرىً شَرَدَتْ
من طُقُوسِ الوقتِ
ويقودُ أيَّامَهُ
كقطعانِ اللّغَةِ
إلى مراعي القصيدَةِ
وفي اللّيلِ يَنْحرُ نَفْسَهُ!!!
(2)
سَمْرَاءُ لهَا رائِحَةُ الطَّلَلِ
أَصْغَرُ من جَرْحِهِ
باثنتي عشرةَ سُنبُلَةً
فهَل تُراهُ تأخَّرَ
عن موعِدِ الحِصَادْ؟؟
(3)
اللّيلُ أشدُّ حنْكَةً منَ السَّوادِ
إذْ يَمْنَحُ القمرَ
فُرصَتَهُ دائمًا في السّطوعِ!!!
(4)
ما بينَ بينَ
مسافَةُ سَحَابَةٍ
لا تليقُ أحيانًا
بسماء لا تتَّسِعُ إلاّ لنِداءْ
(5)
ما نفعُ الموتِ صغيرتي
إذا كانَتْ حياتي دائمًا
مشروعًا مؤجَّلاً؟؟؟
(6)
أجملُ ما في الخَسَاراتِ
أنّها تبقيكَ دومًا
على قيدِ الكتابَةِ
(7)
للعَابِرِ سجلٌّ
حَافِلٌ
بالهزائِمِ
وبنَشيدٍ واحدٍ لم يَكْتَمِلْ!!
(8)
يومًا ما سأُكْمِلُ هذا النّشيدَ
حينما تلوحُ ليَ الجهاتُ
كخَاصِرَةٍ مُثْخَنَةٍ بالطَّعَنَاتِ
ووجهُكِ
رماديُّ القَسَمَاتِ
أُكْمِلُهُ بجرعةِ العُمرِ الزّائدةِ
“ترانيمْ مُتأخِّره
للآنسة ميمْ”
للتواصل مع الكاتب عبر الفايسبوك: https://www.facebook.com/bassel.b.elzein