اكد مصدر في 8 آذار متابع للتطورات في لبنان والمنطقة ان الصراع في المنطقة بدأ يتحول الى صراع سني – سني، تقوده السعودية ومصر من جهة، وتركيا وقطر من جهة اخرى، والمنتصر في هذه المواجهة التي ستتحول الى دموية سيقود الضلع السني في المنطقة الذي يعاني من غياب القيادة منذ سنوات حتى اليوم، واشار الى ان بعض المناطق في سوريا كانت مسرحا لهذه المواجهة، والتي ترجمتها الجماعات الارهابية بتصفية بعضها البعض، واجبار بعض الجماعات مبايعة جماعات اخرى، وبعد تشكيل الولايات المتحدة الاميركية الائتلاف الدولي لضرب الارهاب في سوريا والعراق دون الحصول على موافقة مجلس الامن الدولي، كي لا تصطدم الادارة الاميركية التي تقود هذا الائتلاف بالفيتو الروسي والصيني.
واكد المصدر ان الائتلاف لم يأخذ بعين الاعتبار الرغبات التركية بتوجيه الضربات للمسلحين التكفيريين في سوريا ولمؤسسات الدولة السورية وبناها التحتية، واشار الى ان الشروط التركية تأتي في سياق المزايدات التركية على منافسيها في قيادة الضلع السني الذي يتأرجح بين خيارات كلها ضعيفة.
ولفت المصدر الى ان السعودية تسعى للامساك بأوراق متعددة في المنطقة لكي تبقيها في حلبة المنافسة على قيادة السنة، لكنها سرعان ما تخسر هذه الاوراق فالتسوية التي فرضتها في اليمن، سقطت بالضربة القاضية التي وجهها الحوثيون والزام الرئيس اليمني بالقبول بالمشاركة في السلطة ولا يزال المدّ الحوثي يتقدم حتى وصل الى المعابر المؤدية الى السعودية يضيف المصدر، ومن ناحية اخرى تلقت الجماعات المسلحة في ريف دمشق، والتي تقودها السعودية ضربة قوية، انهارت معها كل حصون المسلحين وانفاقهم في جوبر والمليحة وعين ترما والقلمون وفي لبنان، ويؤكد المصدر في 8 اذار انه وبالرغم من كل الهبات السعودية المزعومة للجيش اللبناني، لم تستطع دفع الاطراف اللبنانية القبول بخياراتها ومواصفاتها للرئيس اللبناني الذي سيملأ الشغور في القصر الجمهوري، واشار المصدر الى ان الانتكاسات والسياسات السعودية في المنطقة، ستؤدي الى خسارتها المنافسة الجارية على قيادة السنة في المنطقة.
اما تركيا يقول المصدر، فقدمت كل اشكال الدعم للمسلحين التكفيريين في سوريا لدرجة باتت تركيا القاعدة الاساسية لـ«داعش» ووفر لها حزب العدالة والتنمية بشخص الرئيس التركي اردوغان كل الامكانيات للوصول الى اهدافه بالقضاء على ضرب العمال الكردستاني في سوريا وتركيا، لكن المصدر يوضح ان تركيا وصلت الى حافة الفشل الحقيقي في كل استراتيجياتها، فمدينة عين عرب ما زالت صامدة، وصمودها قد يستدعي استهداف حزب العمال الكردستاني في مناطق تواجده داخل المدن التركية من المسلحين التكفيريين الموجودين بكثافة في تركيا.
واشار المصدر في 8 اذار الى ان تركيا سعت بالامس الى تحقيق انتصار ديبلوماسي في مجلس الامن لكن تحول هذا المسعى الى فضيحة بعدما انخفض عدد الدول التي تؤيدها بالحصول على مقعد غير دائم في مجلس الامن لسنتين الى 60 دولة فيها اسبانيا التي فازت بالمقعد بعد تأييد 120 دولة لها، هذه النتيجة، يقول المصدر يدل على الافلاس السياسي التي تعانيه تركيا جراء سلوكها الحاقد في سوريا والمخالف للقانون الدولي ولحسن الجوار، كما سجل المراقبون تراجعاً كبيراً في تصريحات المسؤولين الأتراك.
وتمنى المصدر على الحكومة التركية ان تعيد النظر في كل سياساتها التي حصدت الخيبة عندما وقفت الولايات المتحدة الاميركية سداً منيعاً بوجه دخولها الى الاتحاد الاوروبي بالرغم من كل الاجراءات التي اتخذتها كل الحكومات المتعاقبة في تركيا، من اجل قبولها في ذلك الاتحاد المهترىء.
وختم المصدر في 8 آذار بانتظار خروج منتصر من حلبة المنافسة السنية ـ السنية، فان المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات الدراماتيكية.
عبد السلام: دول العدوان تتحمل مسؤولية إفشال الهدنة باليمن وتفاقم المعاناة
كشف رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، اليوم الإثنين، عن آخر مستجدات الهدنة أثناء التواصل مع الاتحاد الأوروبي للشؤون...