انشغلت الاوساط السياسية بالزيارتين التي خص بهما قائد الجيش العماد جان قهوجي رئيس تكتل الاصلاح والتغيير، في اقل من اربع وعشرين ساعة ، الاولى مطمئنا الى صحته في مستشفى سرحال، اثر الاصابة التي تعرضت لها يده بعد سقوطه في حديقة منزله، والتي لم تتجاوز الدقائق العشر بكثير، رغم ان الوسيط الذي “شجع ” على الزيارة والمحسوب على العماد عون، كان نقل اجواء مرحبة خلافا للبرودة التي قوبل بها الزائر، بعد الكلام الحاد الذي بلغ مسامع عون عن لسان قهوجي قبل ايام. اما الزيارة الثانية المزعومة فقد تبين ان مصادر مقربة من الرابية كانت وراء تسريب حصولها، لاسباب لا تزال غير واضحة حتى الساعة رغم تاكيد مصادر الرابية ان الرسالة من وراء ذلك وصلت الى المعنيين.
مصادر مطلعة على اجواء اللقاء اشارت الى ان العلاقة بين “القائدين” ما زالت حتى الساعة غير سوية، وغير قابلة للاصلاح على ما يبدو، نتيجة عمليات المد والجزر التي تسودها على خلفية ملف رئاسة الجمهورية، الذي وتّر العلاقة الى درجة دفعت بالعماد عون الى رفض التمديد لقائد الجيش وصولا الى ابداء رغبته بتعيين قائد جديد للجيش لم يمانع في فترة سابقة ان يكون العميد الركن مارون حتي، ما دفع بقهوجي الإستعانة بالنائب سعد الحريري، تارة بشكل مباشر عبر زيارته في باريس سرا وطورا عبر وساطة وزير سيادي سابق، بعد فشل لقاءات الخبز والملح المتعددة بين “العمادين” ورغم علاقة العمل التي تجمع بين كريمتيهما.
وفي تفاصيل الخلاف الاخير بحسب ما تروي المصادر ان بداية الاسبوع الماضي شهدت توترا شديدا دفع بقائد الجيش الى الطلب من مدير الافراد اعداد مذكرة خدمة تقضي بوضع قائد فوج المغاوير العميد الركن شامل روكز بالتصرف وتعيين احد قادة الافواج الخاصة السابقين مكانه، على خلفية استقبال روكز لسياسيين من التيار الوطني خلافا للتعليمات العسكرية، الا ان تدخل رئيس احد فروع المخابرات على الخط خفف من “ثورة ” القائد الذي تراجع عن قراره بعد توجيهه انذارا اخيرا لروكز.
مصادر مطلعة على الاتصالات الجارية اشارت الى سقوط طرح عملت بعض الجهات على تسويقه خلال الايام الماضية يقضي بتعيين العميد شامل روكز مديرا للمخابرات خلفا للعميد ادمون فاضل الذي تنتهي ولايته الممدة في الاسبوع الاول من ايلول مقابل تشريع التمديد لقائد الجيش بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية من خلال اقرار مشروع القانون الموجود في مجلس النواب والمتعلق برفع سن التقاعد للضباط واستحداث رتبة عميد اول. طرح رأى فيه العماد عون الخطة “ب” لوصول صهره الى اليرزة في موازاة الخطة “ب” الرئاسية، علما انه في حال نجاح خطة عون فستكون سابقة في تاريخ الجيش بأن يصبح مدير المخابرات قائدا للجيش لاحقا، مبديا ليونة تجاه الطرح، الا ان المصادر نفسها اكدت ان اطراف سياسية دخلت على الخط و “حرقت الطبخة”، خاصة ان هذا القرار يحتاج الى توقيع وزير الدفاع حصرا والذي يميل لمصلحة التمديد لفاضل.
عليه تؤكد المعلومات ان العلاقة بين الطرفين محكومة بالفشل خاصة في ظل الحملة المركزة لقياديي التيار بالخفاء والعلن، والتي توّجها النائب زياد اسود باطلالة تلفزيونية نارية ضد قهوجي على خلفية معركة عرسال وتقاعسه عن القيام بواجبه وتحميله مسؤولية ما آلت اليه الامور في مسألة اسر الجنود اللبنانيين، وعلنا عبر صفحات التواصل الاجتماعي من قبل ناشطي التيار الذين يوجهون اقذع الانتقادات بحق قهوجي، وصولا الى اتهام جهات امنية التيار الوطني الحر علنا بالوقوف وراء الحملة الاعلامية التي تطال قيادة الجيش ” بقبة باط” من حزب الله.