عضو كتلة المستقبل النائب د.خضر حبيب أن معارك طرابلس أكدت أمرين أساسيين على
المشككين والمحرضين والنافخين في نار الفتن الاعتراف بهما، أولا: قدرة الجيش على
الحسم السريع وحماية لبنان واللبنانيين، ما يعني عمليا سقوط مقولة «لولا حزب الله
لكان داعش يقيم الحواجز في كل المناطق اللبنانية»، وثانيا والأهم، أن طرابلس وعكار
والمنية والضنية لم ولن تكون يوما مناطق حاضنة للإرهاب، بدليل أن أهالي تلك المدن
على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية، وتحديدا أهالي التبانة والأسواق
الداخلية منهم، برهنوا على أنهم متمسكون بمنطق الدولة والجيش والمؤسسات الأمنية من
خلال رفضهم التجاوب مع دعوات المسلحين، تارة للانشقاق عن الجيش وطورا لتقديم الدعم
لهم ومساندتهم.
ولفت حبيب في تصريح لـ «الأنباء» الى أن أكثر ما يدعو للأسف هو أن بعض الوسائل
الاعلامية الصفراء والمأجورة للأنظمة الإقليمية وأحلام الرئاسة، عملت طيلة المعارك
وعلى مدار الساعة، على دس السم في أذهان الناس من خلال نشر الشائعات وتلفيق
الروايات في محاولة للإيحاء بأن طرابلس ولادة للإرهاب ومركز للفتن المذهبية، مشيرا
الى أن تلك الوسائل الاعلامية المفتنة، قد فاتها أن أهالي طرابلس وعكار والمنية
والضنية يولدون منتسبين الى المؤسسة العسكرية ومعمّدين بالانتماء الى الدولة، بدليل
انهم يشكلون الخزان البشري للقوى المسلحة الشرعية، ناهيك عن تأييد الغالبية العظمى
منهم لصوت الاعتدال العابر للطوائف والمذاهب، والمتمثل بتيار المستقبل في الشمال
وكل لبنان.
وردا على سؤال حول وجود شريحة سنّية تشكو من عدم مساواتها بشريحة شيعية تجاهر
بفائض القوة، لفت النائب حبيب الى أن الشعور بعدم المساواة لا يُبرر إطلاقا التعدي
على الجيش والعبث بأمن واستقرار البلاد، علما أن الخلايا الإرهابية لم تتواجد في
لبنان إلا بعد أن تورط حزب الله في الوحول السورية، معتبرا أن أي كلام أو رأي مغاير
هدفه التضليل والتغطية وتعمية الرأي العام عن الحقيقة، لكن حبيب يعود ليثني على
كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق في الذكرى الثانية لاغتيال اللواء وسام الحسن
والذي رفض فيه وجود صيف وشتاء تحت سقف واحد، متسائلا في هذا السياق عما يسمى عملية
تهريب المطلوب للقضاء نوح زعيتر من أحد مستشفيات البقاع وهو في قبضة القوى الأمنية،
ناهيك عن حماية حزب الله لخمسة إرهابيين متهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق
الحريري، لذلك يدعو النائب حبيب الدولة اللبنانية الى خنق الشعور بالدونية لدى
البعض من خلال تعاملها بالميزانية مع كل الملفات الأمنية، وملاحقتها للإرهابيين في
كل المناطق اللبنانية.
وختم حبيب لافتا الى أن لبنان يمر بأخطر مرحلة عرفها منذ الاستقلال حتى اليوم،
وهو ما يتطلب إعلاء صوت الاعتدال الطائفي والمذهبي الذي لا بديل عنه لضمان عدم
انزلاق البلاد الى النفق الإقليمي وغرقه في وحوله الدموية، معتبرا أن الانتماء
للبنان لا يكمن فقط في الإعلان عن الوقوف إلى جانب الجيش، إنما أيضا والأهم بانتخاب
رئيس للجمهورية وعودة الانتظام العام الى المؤسسات الدستورية، داعيا بالتالي كلا من
حزب الله والتيار العوني إلى تغليب منطق قيام الدولة على تحقيق المصالح الحزبية
والشخصية المرتهنة لأجندات إقليمية.