لم يكف طرابلس هشاشة وضعها الامني وتعرضها بين وقت واخر لاهتزازات نتيجة انتشار مجموعات مسلحة في ضواحي واحياء المدينة، حيث بدا واضحا السلاح في الشوارع بعد مضي ستة اشهر على تنفيذ الخطة الامنية مما تسبب بالذعر لدى المواطنين.
هذه الهشاشة في الوضع الامني، جاء الطقس العاصف يوم امس ليكشف ايضا هشاشة البنية التحتية والخدمات في المدينة التي بدت كأنها مدينة خارج خريطة الانماء والتنمية والتطور، بل خارج الخريطة اللبنانية برأي كثير من قيادات وفاعليات مدنية واجتماعية.
المواطنون الطرابلسيون باتوا امام تحديين، التحدي الاول هو السعي لتثبيت الامن والاستقرار وانهاء كل البؤر الامنية ووضع حد لتهديدات المجموعات المسلحة التي تستطيع ساعة تشاء ان تستولي على الشوارع والساحات، طالما هناك رعاية سياسية وطالما هناك نواب يؤمنون لهؤلاء كل مستلزمات الحماية حسب رأي هذه الفاعليات.
التحدي الثاني لا يقل اهمية وخطرا عن التحدي الامني، هو سوء الادارة المحلية الذي كشفته العاصفة التي ضربت الشمال وطرابلس ليل السبت ففضحت رداءة البنية التحتية وغياب كل اشكال الخدمات وهذا نتاج ما يشهده المجلس البلدي من ازمات وخلافات داخلية تعصف فيه وتعكس الانقسامات السياسية التي تشهدها الساحة الطرابلسية. حتى ان المصادر الطرابلسية تعتبر ان رئاسة المجلس البلدي التي استلمها من هبط بالبراشوت وهو ينتمي الى طرف سياسي بات يشكل العقبة الاولى امام مشاريع المجلس البلدي المعطل منذ اندلاع الخلافات وبسبب شخصية مجلس رئيس مجلس البلدية بالذات الذي تظلل بمظلة الرئيس الحريري وتوافق عليه النواب خشية اجراء انتخابات بلدية مبكرة تؤدي الى فضح بعض القوى السياسية شعبيا وقبل اجراء الانتخابات النيابية.
فقد شهدت طرابلس ازمة في كل مرافقها الخدماتية من رداءة الطرقات والشوارع ورداءة الارصفة لا سيما طرقات القبة وابي سمراء التي لا يعرفها حتى الان رئيس البلدية والتي تغيب خدمات البلدية عنها بالكامل.
حتى ان المواطن الطرابلسي اينما ذهبت تجده يعلن وبشكل واضح ان طرابلس تفتقد الى بلدية والاكثر من ذلك هو السؤال عن موازنة البلدية، حجم الموازنة واين تصرف؟ وكيف تصرف؟ طالما ان المدينة تكاد ان تتحول الى حزام بؤس وحرمان بل تحولت الى قرية نائية بغياب كل اشكال الخدمات والانماء.
ولا يحمل الطرابلسيون المجلس البلدي وحده غياب الخدمات ومشاريع التنمية بل يعتبرون ان نواب طرابلس بغالبيتهم هم المسؤولون عن حرمان المدينة. فما قرر من رصيد مالي فاق 100 مليون دولار صرفت حبرا على ورق ولم تشهد طرابلس منها شيئا.
ونواب طرابلس هاجسهم فقط السجالات السياسية حتى باتت الخلافات موضع لهو لهم دون الاهتمام بشؤون طرابلس والطرابلسيين.
ولعل البيان الذي صدر عن عضو المجلس البلدي فضيلة فتال يعبر عن حقيقة ما آل الوضع الذي وصل اليه المجلس البلدي بعد ان قرر مجموعة من الاعضاء المعارضين لرئيس البلدية مقاطعة الجلسات بعد ان وصلوا معه الى حائط مسدود لتسوية الاوضاع وبعد ان لمسوا من رئيس المجلس لامبالاة وتجاهلا لمشاريع انمائية عديدة.
وقد انضمت فتال الى مجموعة المعارضية المقاطعين والمطالبين اما باقالة رئيس المجلس البلدي او دفعه الى الاستقالة والا الاستقالة الجماعية لحل المجلس البلدي.
وطرابلس اليوم في ظل نكبتين، نكبة استمرار التواجد المسلح في احيائها ونكبة البنى التحتية الرديئة والحرمان المتفشي في كل انحاء المدينة، حيث من المستغرب جدا ان تكون العاصمة الثانية مدينة تعيش في الفوضى بكل اشكالها، فوضى الشوارع، فوضى الخدمات وفوضى المحسوبيات وغياب كل اشكال الامان الحقيقي الذي بات مطلبا اساسيا للجميع.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...