يُخفي عدد من قيادات وكوادر تيار «المستقبل» في طرابلس ابتساماتهم خلال تقييمهم زيارة أمينهم العام أحمد الحريري للمناطق والأحياء الشعبية على مدار يومين. فالزيارة تمّت من دون تحضير مسبق لها أو التنسيق معهم أو حتى إبلاغهم بموعدها، الأمر الذي أدى برأيهم الى عدم تفاعل المواطنين معها شعبياً.
لم يقتنع أحد في منسقية طرابلس ومن يدور في فلكها بأن حرص الحريري على عدم إبلاغهم بالزيارة كان بسبب ترتيبات أمنية، كما أبلغ بعض المقربين منه، إذ ان كل العائلات في تلك المناطق كانت على علم بمواعيد جولاته. وبالتالي كان الحريري قادرا على إبلاغ المعنيين من كوادره في طرابلس بالزيارة من دون الافصاح عنها.
وترى بعض «الكوادر الزرق» أن الزيارة جرى تنسيقها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا على خدمة «الواتسآب». ويكشف هؤلاء أن أحمد الحريري كشف قبل فترة عن رقمه الخلوي على عدد من مجموعات التواصل في طرابلس، وبدأ يشارك بالنقاشات التي تجري بين المشتركين، وبات بعضهم يتواصل معه على رقمه الخاص.
ويؤكدون أنّ اقتراح الزيارة جاء عبر إحدى مجموعات التواصل، حيث بدأ المشتركون فيها يتنافسون على دعوة الحريري الى زيارة مناطقهم للاطلاع على أوضاعها، خصوصا بعدما أهملها المنسقون والقيادات والكوادر في «المستقبل».
وقد لمعت الفكرة في رأس أحمد الحريري، بحسب كوادر «المستقبل»، ورأى أنه من خلال تلبية الدعوة يستطيع ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد لجهة:
ــ توجيه رسالة شديدة اللهجة الى قيادات «المستقبل» وتحميلها مسؤولية تراجع شعبية التيار في طرابلس، والتي ظن الحريري بناء على الوعود التي تلقاها من أصدقائه على «الواتسآب» أن زيارته ستساهم في رفع مستواها.
ــ التواصل المباشر بين الحريري والشريحة الشعبية في المدينة بمعزل عن أي من القيادات بما يمكنه من كسر الجليد المتراكم بين المستقبل وتلك المناطق على خلفية الاهمال وعدم الايفاء بالوعود.
ـ محاولة تقديم إنجاز شعبي الى الرئيس سعد الحريري من طرابلس، والتأكيد له أن تياره في العاصمة الثانية لا يزال على ما هو عليه من القوة والحضور. لكن الأمين العام فوجئ بأن الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي شيء، وواقع الأرض المستجد في «الفيحاء» شيء آخر.
وعلمت «السفير» بأن أحمد الحريري كان يتجه الى أن يبيت ليلته في طرابلس في منزل إحدى العائلات الداعية في إحدى المناطق الشعبية، لكن تدخلات من بعض الفاعلين حالت دون ذلك.
يبدو واضحا أن القيادة المركزية في «المستقبل» تعاني إرباكا كبيرا لجهة العلاقة مع طرابلس وكيفية العودة الى الشارع، وهذا ما دفع الأمين العام الى القيام بخطوة ارتجالية سواء مع قيادات وكوادر تياره في طرابلس، أو على صعيد عدم تنظيم وتنسيق الزيارة التي لم تنجح شعبيا، بالرغم من كل ما تم إعلانه على «المواقع الزرقاء» بأن الهدف من الزيارة ليس الحشد وإنما الاستماع الى مشاكل الأهالي. وهذا الكلام لم يقنع أبناء «البيت الأزرق» الذين وجدوا في زيارة الحريري رسالة الى منسقية طرابلس ومسؤوليها قبل أن تكون رسالة الى أي طرف سياسي آخر في المدينة.
في المحصلة، خلصت النقاشات التي دارت بين بعض الغيورين على «المستقبل» بعد اختتام زيارة أحمد الحريري، الى أن حماسة الأمين العام تجاه طرابلس قد تكون صادقة، لكنها لم تترجم بالشكل الصحيح وهي جاءت ارتجالية. وبالتالي قدمت خدمة مجانية الى الخصوم كونها كشفت الواقع الشعبي الصعب لتيار «المستقبل».
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...