وصفت طهران مسار المفاوضات حول الملف النووي بالإيجابي، وأكدت في الوقت ذاته عدم تنازلها عن خطوطها الحمراء، في حين أكدت واشنطن قرب التوصل إلى اتفاق، وتحدثت عن استعداد طهران للتنازل عن قضايا رئيسية.
وأكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس الاثنين -في ندوة صحفية بطهران- أن من غير الممكن التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي قبل حل الملفات العالقة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل أساسي.
وتابع رئيسي أن بلاده أكدت خلال المحادثات النووية ضرورة رفع العقوبات بشكل عملي وحل المسائل المتبقية جوهريا.
وشدد على أن الأطراف التي انتهكت الاتفاق النووي يجب أن تعود إليه وأن ترفع العقوبات.
وتابع «حصلنا على التقنية النووية وليس بإمكان أحد أن يسلبنا هذا الحق على الإطلاق»، مضيفا أن بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، «وهذا النوع من الأسلحة لا مكان له في إستراتيجيتنا الدفاعية».
وكشف رئيسي عن أنه لن يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في أيلول المقبل.
كما قال إن التهديدات الإسرائيلية لإيقاف برنامج إيران النووي السلمي «لم تنجح ولن تنجح في المستقبل»، موضحا أن «الكيان الصهيوني يعرف جيدا أنه ليس بإمكانه مهاجمة إيران».
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن المفاوضات النووية تسير ضمن مسار إيجابي، وأن القضايا المتبقية تتعلق برفع العقوبات، وهي قليلة، لكنها جوهرية وحساسة.
وأضاف -في لقاء مع وكالة الأنباء الإيرانية- أن طهران ستجيب على الرد الأميركي لإحياء الاتفاق النووي في أول فرصة ممكنة، وذلك بعد انتهاء دراسة الخبراء له.
وقال المتحدث إن الإعلان عن تفاصيل المفاوضات لا يخدم تحقيق النتائج المرجوة منها.
في السياق ذاته، أكد منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن الدبلوماسية والعودة للاتفاق النووي مع إيران أفضل حل ممكن.
وشدد -في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»- على أن بلاده ستواصل العمل من أجل العودة إلى الاتفاق، مشيرا إلى صعوبة حل أي مشكلة في الشرق الأوسط في حال امتلاك إيران سلاحا نوويا.
كما قال مسؤول أميركي لرويترز إن إيران قالت إنها لن تنفذ الاتفاق النووي ما لم يتم إغلاق تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 3 مواقع، موضحا أن واشنطن وشركاءها رفضوا هذا الطلب الإيراني.
بدوره، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد إن بلاده تدير منذ عام تقريبا مواجهة سياسية متعددة المنظومات هدفها منع التوقيع على الاتفاق النووي الجديد مع إيران.
وأضاف لبيد أن إسرائيل لا تعارض الاتفاق مع إيران، لكن بالإمكان إجبارها على توقيع اتفاق أفضل بكثير، وفق تعبيره.