عرسال في عين العاصفة مرة اخرى، الجيش اللبناني في حالة استنفار قصوى، والمسلحون
السوريون من داعش والنصرة يتدفقون من «الرقة» التي تم إخراجها عن سيطرة النظام
باتجاه جرود القلمون وجرود عرسال، ورئيس بلدية عرسال علي الحجيري يتهم طرفا ثالثا
لم يسمه بتوريط الجيش في عرسال، والنزوح قد يكون القاسم المشترك بين أهالي عرسال،
كما أهالي القرى الشيعية المجاورة، حيث يتمركز حزب الله، فيما يتولى الطيران الحربي
السوري تأكيد حضور نظام الأسد في هذه المعمعة.
القلق الرسمي عارم، لقد فشلت الجهود الحكومية غير المباشرة في التوصل الى تحرير
العسكريين والأمنيين الذين خطفتهم داعش والنصرة، لقد تم التوصل الى شروط مقبلة، فلا
الدولة قادرة على إطلاق السجناء الإسلاميين المتهمين بالإرهاب ولا المسلحون
السوريون يظهرون مرونة او المزيد من حسن نية، لا بل ان بعضهم ارسل صورة لرقيب في
الجيش من أهالي بلدة «فنيدق» العكارية التي كل أهلها من أهل السنة، على مواقع
التواصل، وقد جرى ذبحه.
قيادة الجيش سارعت الى تشكيل لجنة خبراء لتبيان صحة الخبر والصورة، لكن أهالي
فنيدق وعكار عموما الذين لهم 6 عسكريين وأمنيين بين المخطوفين الستة والثلاثين
خرجوا في تظاهرات وقطعوا الطرق بإطارات المطاط.
وتزامن ذلك مع مداهمات للمخابرات اللبنانية للمخيمات السورية بحثا عمن بدأت
بيانات الجيش تصفهم بالإرهابيين مباشرة، دون إشارة الى داعش والنصرة، حيث جرى
اعتقال توفيق بركات صالح مع 5 آخرين في بلدة الصويري (البقاع) نسب إليهم الانتماء
الى النصرة.
وكانت الشرارة انطلقت عندما أطلق مسلحون في الجرود النار على آلية للجيش، يبدو
انها أخطأت الطريق في وادي الرهوة ـ عرسال فوقعت في مكان. وتقول المصادر ان «مسلحين
لم تحدد هويتهم» اتصلوا بالجيش وأبلغوا عن تحويل سير السيارة وانها وقعت في مكان،
فسارع الجيش الى التصدي، ودمر آلية تحمل مدفعا مضادا للمسلحين الإرهابيين، حسب
توصيفهم اللبناني الجديد، وانقذت اربعة من الجنود الخمسة الذين كانوا في السيارة
واعتبر الخامس مفقودا. هذه التطورات شغلت مجلس الوزراء طوال يومي الخميس والجمعة،
وقد تخلله تواصل مع قيادة الجيش التي ارسلت تعزيزات كثيفة الى اللواء الثامن
المنتشر هناك تحسبا للمفاجآت.
وتقول مصادر متابعة ان ما يقلق في موضوع عرسال ان هذ البلدة من
اوسع البلدات اللبنانية من الناحية الجغرافية، حيث ان مساحتها تزيد على 314
كيلومترا مربعا، اي ما يزيد على مساحة غزة ببضعة كيلومترات، كما ان حجم المسلحين
السوريين وحلفائهم ما بين جرود عرسال اللبنانية والقلمون السورية نحو 10 آلاف رجل.
واعلن سلام انه سيدعو الى اجتماع مجلس الامن المركزي الداخلي، كما ستعقد جلسات
لمجلس الوزراء الثلاثاء والخميس المقبلين، واعلن عن زيارتين يقوم بهما الى كل من
الامارات العربية المتحدة وقطر في اطار استكمال جولته العربية.