“هل ينمو رضيعى بشكل سليم؟”
سؤال تسأله كل أم في مرحلة ما من عمر طفلها. سنعرِض لكِ بعض العلامات لمساعدتِك فى الإجابة على هذا السؤال. فالنمو السليم للطفل لا يعني فقط المقاسات الحسابية، بل هو العديد من الجوانب، فطفلِك – على صغره – كائن كامل. والنمو يكون جسدياً وعاطفياً وحركياً وإجتماعياً…إلخ.
1- يهدأ الرضيع مع لمستِك أو سماع صوتِك:
يبكى الرضّع كثيراً، وهو أمر طبيعى جداً لهم. سماع صوتك قد يهدئه لأنه الصوت الوحيد الذي كان مصاحب له دائماً أثناء تواجده في الرحم. ولكنه أحياناً لا يكون كافيا لإسكاته.
فمع حضنِك، وإحساسه بحرارة جسمِك، وضربات قلبِك، وسماعه لصوتِك، يبدأ فى الإطمئان والهدوء.
وتُعتبر هذه اللحظة من أولى مراحل نمو طفلك العاطفى.
2- القياس الشهرى للوزن والطول:
فلكل طفل معدل نموه الخاص. وبعض الرضّع يولَدون بأوزان أكثر أو أقل من المعدل المتعارف عليه، ومن يستطيع تحديد ما إذا كان وزن وطول الرضيع مناسبين هو طبيب الأطفال فقط.
3- “عيناه تتابعان شيئاً أو شخصاً ما”
فى بداية الأمر، يعيش الرضيع يومه على النحو التالي: نوم (ساعتين) ثم يصحو ليرضع ويستخرج وسريعاً ما يعود إلى النوم مرة أخرى. تقريباً بمعدل 16 ساعة نوم فى اليوم. مع مرور الوقت – غالباً بعد الشهر الأول – يمكنك التأكد أن رضيعك ينظر لكِ عيناً بعين.
ستلاحظين أنه ينظر إلى الأفق أو سقف الغرفة. يتابع شيئاً ما، قد يكون طبيعياً جداً لكِ ولعينيك حتى أنكِ توقفتى عن ملاحظته، مثل خط رفيع لضوء الشمس عبر الشباط المغلق، أو إنعكاس الضوء على المراية. استمتعى مع رضيعك بالتعرف على الدنيا من خلال عينيه، فهذه من أكثر جوانب الأمومة خصوصية… فأنتِ فقط من يستطيع أن يشاركه هذه اللحظات.
4- تُلفت الأصوات إنتباهه:
تعمل حاسة السمع منذ الولادة. ولكن يأخذ الرضيع بعض الوقت – بضعة أسابيع – حتى تتدرب أذناه على فلترة الأصوات بين ما هو ضوضاء خلفية فى البيئة المحيطة به وأصوات هامة كصوت الأم والأب والأخ.
ثم سرعان ما تلفت الموسيقى إنتباهه، سواء فى الأغانى أو الألعاب.
5- ملاحظة الألوان والأنماط والحركة:
قد تتعجبين من تحديق رضيعك على مروحة السقف ولا تصدقين أنها من علامات النمو، إلا أنها كذلك!
فالرضيع لا يولد بالرؤية كاملة وهو أمراً منطقياً، حيث أنه لا يتم إستثارة العيون إلا بعد الولادة. تولَد الرضيعة برؤية (660) ويكون مدى رؤيتها من 20 – 30 سم. وهى تقريباً المسافة بين عينيها وبين وجهِك أثناء الرضاعة.
مع الشهر الأول، تستطيع أن ترى حتى 45 سم. ومع الشهر الثانى يبدأ أغلب الرضّع فى التمكن من متابعة الأنماط، مثل ملاحقة لعبة تتحرك من اليمين إلى الشمال ببطأ وملاحظة الألوان البرّاقة.
ولا تتطور رؤية الرضيع بالكامل إلى بعد ال6 أشهر الأولى من حياته.
وهنا يُمكنك إمتاعه – وسراً إعطاء نفسك الفرصة للذهاب إلى الحمام أو عمل مكالمة تليفونية سريعة – بواحدة من أكثر الألعاب اللافتة للرضّع فى الشهور الأولى من حياهم وهى “لحاف الألعاب” حيت يرقد رضيعك على لحاف طرى مُثبت بزواياه أقواس يتدلّى منها ألعاب مختلفة بأحجام وألوان عديدة، وأيضاً بأصوات وملامس مختلفة.

6- إتصال العيون:
غالباً ما يأتى أول إتصال عيون بين رضيعِك وشخص آخر مع الشهر الأول، وتأتى أول إبتسامة مع الشهر الثانى، والهديل مع الشهر الثالث، والضحك مع الشهر الرابع. ومع الشهر الخامس يبدأ رضيعِك فى التفاعل مع الآخرين عن طريق الإبتسام والنظر إليهم.
كلها أمور تطمئنك أن رضيعِك مدرك لمحيطه ولأبعاد المكان والزمان والأشخاص. بل وإنه أيضاً يختبر عالمه الخاص بطريقته. فحين ينظر للناس ن
يبتسم لهم، وحين ينظر إلى ماما أضحك لها. ويُعتبر الهديل والضحك من أوائل إختبارات الرضيع لأحباله الصوتية وطريقته فى التواصل الصوتى مع الآخرين. لهذا فيُفضَّل أن تتجاوبى معه حين يبدأ فى إصدار هذه الأصوات، فهو يحاول أن يلفت نظرك ويتواصل معكِ.
7- مع الوقت، يقل البكاء ويكثر النوم بإنتظام:
تمر الثلاثة أشهر الأولى فى حياة الرضيع بمنتهى الصعوبة على الأم فيما يتعلق بنمط النوم ومدد البكاء. مع الوقت، ونمو الجهاز العصبى، يقل عدد مرات القيلولة، ويطول نوم الليل، ويقل البكاء.
عادةً ما يبدأ الهدوء النسبى مع الشهر الرابع من حياة الرضيع. ويبدأ نوم الليل فى الظهور مجدداً فى حياة الأم.
ومع الوقت، وإتزان حياة رضيعك فى الأكل والإستخراج واللعب والإستثارة المختلفة، تنتظم حياته وتبدأ بعض علامات الروتين اليومى فى الظهور.
8- القدرة على حمل وزنها:
مع الشهر الثالث تبدأ رضيعتِك فى حمل وزن رأسها، ومع الشهر الرابع يمكنها التقلب من وضع النوم على بطن إلى أحد جوانب جسمها. أو ستلاحظين محاولاتها أن تفعل ذلك.
ساعديها من خلال وضعها على بطنها على سطح آمن – المكان الأمثل هو الأرض – ففى هذا الوضع، ستتدرب على رفع رأسها بإستقلال وإتزان، والتدحرج على جانب جسمها، والتقلب.
ويُمكنك أن تضعيها على بطنها على لحاف الألعاب وتضعى بعض الألعاب على الأرض والبعض الآخر متدلى من أعلى حتى تحفزها الأصوات والألوان للإلتفات لها.
لا تعيرى الأرقام أى إنتباه فيما يتعلق برضيعِك. فالأمر ليس جدولاً زمنياً يجب أن يمشى رضيعِك عليه، ولا تسمحى أبداً بأى مقارنة مع الأخرين من دائرة الأقارب والمعارف. فكل طفل ينمو بالمعدل والطريقة المناسبين له. وطالما أن الطبيب المختص لا يُشير إلى أى مشاكل صحية، فاعلمى أن طفلك سليم ولا تضغطى على نفسِك أو عليه.