ثمة من يلوح بأن حزب الله، من ضمن رسائله المشفرة التي بعثها عبر عملية شبعا، أراد
الضغط على الجانب الإسرائيلي كي لا يسهل تسلل إرهابيي «داعش» و«النصرة» نحو شبعا
وقرى العرقوب بهدف تطويق الحزب وشل قدراته الموزعة أصلا بين القلمون السوري وبريتال
وعرسال والحدود جنوبا.
ويرى باحث سياسي قريب من حزب الله أن اللافت للانتباه بعد عملية مزارع شبعا أن
الإسرائيلي لم يقدم على أي ردة فعل غير محسوبة، «لا بل اكتفى بالاحتفاظ بحق الرد،
وهذا دليل تخوفه من مخاطر الدخول في مواجهة غير مضمونة النتائج مع المقاومة، وفي
الوقت نفسه، إبراز مصلحته في أن تبقى المعركة مذهبية الطابع بين حزب الله
والتكفيريين».
ويرى أن إسرائيل تسعى لاستنساخ معركة عرسال 2، لكن هذه المرة
مع المقاومة وبيئتها الشعبية في حاصبيا وشبعا، أي في البيت الداخلي للمقاومة، مشيرا
الى أن دخول العنصر التكفيري على خط المواجهة «سيؤدي حتما إلى جر الجيش وحزب الله
الى حرب استنزاف طويلة، في حين أن إسرائيل لا يضيرها في الأمر شيء».