في الوقت الذي كانت فيه مختلف الأوساط السياسية تعمل على تحليل نتائج عودة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، لا سيما بالنسبة إلى إستعادة تيار “المستقبل” زمام المبادرة على صعيد الساحة السنيّة، كانت بعض الأوساط في “التيار الوطني الحر” تعرب عن قلقها من أن تقضي على آخر آمال رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون بالوصول إلى رئاسة الجمهورية.
من حيث المبدأ، كانت بعض مصادر “الوطني الحر” تروّج، في الفترة الأخيرة، أن عودة “الشيخ” إلى لبنان ستكون من ضمن تسوية تتوّج الإتصالات القائمة بين الجانبين، وتؤدي إلى وصول العماد عون إلى القصر الجمهوري، وقد عبّر الأخير عن ذلك بكلّ وضوح خلال إحدى الإطلالات التلفزيونية، وإن جاءت في سياق زلّة لسان غير مقصودة، من خلال الحديث عن ضمانات يمكن أن يقدّمها له، لكنّ عودة الحريري المفاجئة إلى بيروت قلبت الكثير من الأوراق.
في هذا السياق، ترفض أوساط مطلعة في “الوطني الحر” الحديث عن مخاوف لديها من عودة رئيس الحكومة السابق إلى وطنه، وتشير إلى أنّ “الجنرال” دعاه أكثر من مرة في الفترة الأخيرة من أجل ذلك، خصوصاً أنه قادر على لعب دور إيجابي على صعيد حل بعض القضايا العالقة، لا سيما بالنسبة إلى موجة التطرف التي تعاظمت على الساحة السنّية في غيابه.
وتلفت هذه الأوساط، في حديث لـ”النشرة”، إلى أن التيار، كما أغلب القوى السياسية الأخرى، يرحب بهذه العودة، وينتظر أن يرى تداعياتها على الصعيد الداخلي سريعاً، خصوصاً بالنسبة إلى تأمين الحاضنة الداعمة للمؤسسة العسكرية بشكل واسع، الأمر الذي سيساعدها على القيام بواجباتها بشكل أفضل، وتضيف: “عودة الحريري ستؤمن الحديث مباشرة مع الأصيل، وستبعد الأصوات المتطرفة عن الساحة لفترة طويلة”.
على صعيد متصل، ترفض مصادر مطلعة الأجواء التفاؤلية التي تتحدث عنها أوساط “الوطني الحر”، وتلفت إلى أن الأحاديث التي كانت تتناقلها بعض القيادات فيه لا تعكس ذلك، بل تؤشر إلى أن هناك مخاوف حقيقية من القضاء على فرص وصول “الجنرال” إلى قصر بعبدا بشكل نهائي، إنطلاقاً من تسوية سياسية كبرى لم تتضح معالمها بعد، وهي ربما لا تزال تحتاج إلى المزيد من الوقت.
وتشدد هذه المصادر، في حديث لـ”النشرة”، على أنّ هذه العودة سحبت ورقة أساسية من يد “الوطني الحر”، بالرغم من تأكيدها أنه لا يزال يحتفظ بالورقة الأهم التي تتمثل بدعم الحلفاء المطلق، إلا أنها توضح أن ذلك قد لا يستمر طويلاً، وبالتالي قد يضطر “الجنرال” إلى الرضوخ لتسوية تؤمّن وصول شخصية أخرى، يوافق عليها هو بشكل أساسي، لتولي رئاسة البلاد، لا سيما أن الأوضاع الضاغطة على الصعيد الأمني قد تكون الناخب الأساسي.
في المحصلة، تؤكد المصادر أن مراقبة الأحاديث “العونية”، لم تكن مطمئنة، وتعكس أجواء غير إيجابية بالنسبة لعودة زعيم “المستقبل” شخصياً إلى الساحة، ولكن في بلد “العجائب” من الممكن أن تتبدل المعطيات بين ليلةٍ وضُحاها بشكلٍ دراماتيكي.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...