لا تزال غزة سابحة في بحر دماء ابنائها الشهداء، ولا تزال صامدة في وجه وحشية العدوان الاسرائيلي ولا تزال تقاوم باللحم الحيّ ارهاب اسرائىل الذي لم تشبع دماء ودماراً.
استشهد 10 فلسطينيين في غارة اسرائيلية جديدة على مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في رفح جنوب غزة، فدان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هذا العمل ووصفه بـ «العمل الاجرامي»، في حين اعلنت واشنطن انها «روعت» لهذا القصف.
وفي اليوم الـ 28 للعدوان الإسرائيلي الممنهج على قطاع غزة، استشهد 71 فلسطينياً على الاقل في قطاع رفح وحده، الذي لا يزال يتعرض لاعنف قصف منذ الجمعة، حسب مصدر طبي فلسطيني.
وهي المرة الثالثة في غضون 10 ايام التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية بقصف مدرسة تابعة للاونروا تأوي مئات النازحين الفلسطينيين الذين فروا بسبب القصف الاسرائيلي المتواصل على القطاع.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية اشرف القدرة ان 10 فلسطينيين استشهدوا في القصف الاسرائيلي على مدرسة تابعة للاونروا فيها مئات النازحين في رفح.
ومن جهته، كتب المتحدث باسم الاونروا كريس غونيس في تغريدة على موقع تويتر «التقارير الاولية تفيد ان هناك عددا من القتلى والجرحى في مدرسة للاونروا في رفح»، مشيرا الى ان المدرسة تأوي نحو 3 آلاف نازح.
واشار مراسل وكالة «فرانس برس» الى مشاهد فوضى عمت المكان ينما كان رجال الانقاذ يجلون الجرحى ويخرج اشخاص حاملين اولادهم وسط الدماء.
ومساء امس، اقر الجيش الاسرائيلي انه قام بقصف هدف في محيط المدرسة، زاعماً أنه استهدف 3 مقاومين من حركة الجهاد الاسلامي، وقال الجيش في بيان «استهدف الجيش 3 ارهابيين من الجهاد الاسلامي على متن دراجة نارية في محيط مدرسة تابعة للاونروا في رفح»، مضيفا ان «الجيش الاسرائيلي ينظر في عواقب هذه الضربة». وقالت الولايات المتحدة انها «روعت للقصف المشين لمدرسة تابعة للاونروا في رفح»، مضيفة «نشدد من جديد على ضرورة ان تفعل اسرائيل اكثر لاحترام المعايير التي وضعتها هي، وتجنب سقوط ضحايا ابرياء».
ومن جهته، دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشدة القصف ووصفه بـ «العمل الاجرامي»، في حين قال بان كي مون في بيان تلاه المتحدث باسمه ان هذا القصف «الذي يشكل انتهاكا فاضحا جديدا للقانون الانساني الدولي، هو فضيحة من الناحية الاخلاقية وعمل اجرامي». وقبل ذلك اتهمت حركة حماس الامين العام بانه شريك اسرائيل في «المجزرة»، وقال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري في بيان ان «استهداف مدرسة الوكالة في رفح هو جريمة حرب واستخفاف بالراي العالمي وبان كي مون شريك في المجزرة بسبب صمته على الجريمة وتباكيه على الجنود الاسرائيليين القتلة وتجاهله لدماء المدنيين الابرياء».
وارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى نحو 1848، والجرحى إلى 9390.
واستشهد 7 فلسطينيين وأصيب 30 آخرين اثر قصف صهيوني طال منزل عائلة نجم شمال قطاع غزة، بحسب ما أعلن المتحدث بإسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة.
وأوضح أشرف القدرة أن عدد الشهداء حسب المناطق الجغرافية بلغ 227 شمال القطاع، غزة 396، المحافظة الوسطى 236، خان يونس 521، رفح 373، وذلك في حصيلة سابقة تحدثت عن 1803 شهداء. وبالنسبة إلى الجرحى، أوضح القدرة أن العدد الإجمالي شمال القطاع بلغ 2863، غزة 2502، المحافظة الوسطى 1563، خان يونس 1512، رفح 884، وذلك على صفحة القدرة على «تويتر».
واستشهد ستة فلسطينيين في استهداف لمنزلي عائلتي عوكل والشرافي في شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة وجباليا شمال القطاع كما استشهد فلسطينيان اثنان من عائلة جبارة باستهداف تجمع للفلسطينيين في حي الجنينة شرق رفح إضافة إلى استشهاد الفتى أيمن الشاعر 17 عاما من مدينة رفح وإصابة آخر بينما تم انتشال جثماني شهيدين من عائلة خطاب لترتفع حصيلة ضحايا العائلة إلى 8 شهداء و40 جريحا.
كما تم انتشال جثمان الشهيد أحمد قشطة من شارع جورج شرق مدينة رفح ليضاف إلى الشهيدين محمد وابراهيم قشطة اللذين تم استهدافهما بقصف مدفعي في الشارع ذاته.
واستهدفت طائرات الاحتلال الحربية منزلا لعائلة أبو شلوف في منطقة المواصي غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين أحدهما مسن وإصابة 3 آخرين بينهم واحد إصابته خطرة. كما استشهد فلسطيني وأصيب 10 آخرون بجروح في قصف مدفعي استهدف منزل عائلة نصير بمشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بشعة أخرى بحق عائلة الغول حيث استشهد عشرة فلسطينيين بينهم أطفال وأصيب العشرات بجروح في قصف إسرائيلي على منزلهم في مدينة رفح جنوب القطاع.
كما استشهد خمسة فلسطينيين بينهم طفلان وأصيب العشرات بجروح مختلفة في قصف إسرائيلي فجرا على منزلي عائلتي أبو جزر والشاعر في مدينة رفح وأصيب ستة فلسطينيين أحدهم بجروح خطيرة فى غارة جديدة شنتها طائرات الاحتلال على منزل في دير البلح وسط قطاع غزة.
واستشهد فلسطينيان وأصيب 11 آخرون بجروح بعضها خطيرة في غارة استهدفت منزلي أحدهما بين بلدتي جباليا وبيت لاهيا والثاني في مخيم جباليا شمال قطاع غزة كما استشهد فلسطيني وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة جراء استهداف سيارة مدنية قرب صالة حمدان شرق رفح.
وانتشلت الطواقم الطبية ظهر أمس جثامين أربعة شهداء من تحت أنقاض منازل في بلدتي خزاعة وعبسان شرق خان يونس. واستشهد فلسطيني وأصيب عدد آخر بجروح من عائلة حجازي، في قصف مدفعي استهدف منزلهم شرق جباليا.
كما استشهد 5 فلسطينيين في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي استهدف مناطق أخرى في القطاع.
المقاومة الفلسطينية
من جهة أخرى واصلت المقاومة الفلسطينية عملياتها النوعية ردا على العدوان الوحشي الاسرائيلي المتواصل لليوم الثامن والعشرين على التوالي على قطاع غزة وقصفت عدة مواقع ومستوطنات للاحتلال الاسرائيلي في فلسطين المحتلة. وأعلنت المقاومة الفلسطينية وفق ما ذكرت وكالة معا الإخبارية الفلسطينية قصف تل ابيب وبئر السبع وهنيغف، ومناطق غلاف غزة بعشرات الصواريخ. كما أعلنت المقاومة الفلسطينية استهداف برج الإرسال في موقع «ناحل عوز» بـ 4 صواريخ «107» و3 قذائف هاون عيار 120. وتمكنت المقاومة الفلسطينية من قصف مستوطنتي «بئيري» و«علوميم» بـ 5 صواريخ 107 وقصف الآليات المتوغلة شرق «جحر الديك» بـ 4 قذائف هاون.
كما تبنت المقاومة قنص جندي إسرائيلي شرق غزة.
وكانت المقاومة الفلسطينية استهدفت أمس موقع «الكاميرا» العسكري التابع للاحتلال الاسرائيلي شرق جحر الديك جنوب قطاع غزة0 وأوضح بيان لكتائب الشهيد جهاد جبريل تلقت سانا نسخة منه ان مجموعة الشهيد خالد اكر اطلقت ثلاث قذائف هاون على موقع الاحتلال العسكري المسمى «الكاميرا»0
كما استهدفت مواقع للاحتلال الاسرائيلي في مدينة أسدود المحتلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 بصاروخي غراد ومستوطنة «نتيفوت» بأربعة صواريخ غراد.
ونشرت المقاومة الفلسطينية تفاصيل عملية مشتركة لفصائلها نفذتها بتاريخ 24 من الشهر الماضي ضد قوة خاصة للاحتلال الإسرائيلي تحصنت في منزل بمنطقة خزاعة حيث تم ايقاع افرادها بين قتيل ومصاب . واعلنت «كتائب القسام» عن اطلاق تسعة صواريخ من طراز غراد على بئر السبع وكريات ملافي».
اسرائيل تعترف
وجاء التصعيد الاخير بعدما اعلن الجيش الاسرائيلي ان الملازم الثاني هادار غولدين الذي كان الاسرائيليون يخشون انه قد اسر من قبل الفلسطينيين قد قتل. وكان غولدين قد فقد يوم الجمعة قرب رفح. وتبين في وقت لاحق ان غولدين يمت بصلة قرابة لوزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعلون، ولكن هذه المعلومة لم تعلن «خشية ان تستغلها حماس في حال اسره.
وهكذا يصبح عدد الاسرائيليين الذين قتلوا منذ انطلاق العملية العسكرية الحالية 66 شخصا كلهم من العسكريين عدا قتيلين اثنين، بينما تقول وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد القتلى في الجانب الفلسطيني بلغ 1740 قتيلا وبلغ عدد الجرحى 9080.
وحذرت الامم المتحدة بأن «كارثة انسانية كبيرة» تعتمل في غزة، فيما تواجه الخدمات الصحية خطر الانهيار.
مفاوضات
في غضون ذلك، بدأت في القاهرة مشاورات بين اعضاء الوفد الفلسطيني الذي يزور القاهرة لمناقشة بنود تهدئة في قطاع غزة وممثلين عن الجانب المصري.
ولم يصل وفد اسرائيلي للقاهرة للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة التي تقودها مصر بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي نحو تلك التهدئة. وقال اسامة حمدان منسق العلاقات الخارجية لحركة حماس لبي بي سي إن مدة مشاورات وفد التفاوض الفلسطيني بالقاهرة ستتوقف على مدى تعاطي الوسيط المصري وتجاوب الطرف الاسرائيلي مع المطالب الفلسطينية.
وكان وفد حماس برئاسة عزت الرشق عضو المكتب السياسي للحركة وصل القاهرة صباح أمس بعد ساعات من وصول وفد منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة عزام الاحمد.
وتحيط السرية مباحثات الوفد الفلسطيني في القاهرة التي اعلنت في مناسبات مختلفة ان المبادرة المصرية للتهدئة في غزة تظل الاطار الوحيد المطروح حاليا للتهدئة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع.
«وضع لا يطاق»
وفي العاصمة البريطانية لندن، وصف وزير الخارجية البريطاني فليب هاموند الوضع الراهن في قطاع غزة بأنه «لا يطاق وينبغي تداركه». وقال الوزير البريطاني في حديث خص به صحيفة الصنداي تلغراف اللندنية إن الازمة المعتملة حاليا في غزة قد تتحول الى «دائرة متواصلة من العنف.»
وقال «إن طيفا واسعا من الرأي العام البريطاني منزعج جدا من المناظر التي يشاهدها عبر شاشات التلفزيون من غزة. يشعر الجمهور البريطاني بقوة بأن الاوضاع الراهنة في غزة لا تطاق ويجب تداركها ونحن نتفق مع هذا الرأي.»
واضاف هاموند «يجب التقيد بوقف انساني لاطلاق النار دون قيد او شرط. يجب علينا وقف عمليات القتل».
ايران
اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الجهود الدولية المبذولة لمواجهة «جرائم الحرب» التي ترتكبها إسرائيل في غزة، غير كافية، داعيا للبت بشأنها في المحكمة الجنائية الدولية.
وشدد ظريف في تصريح صحفي الأحد 3 آب، على ضرورة متابعة «الجرائم» التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، معتبرا أن ما يجري في غزة هو «إبادة جماعية». وأشار ظريف الى أن الإجراءات التي اتخذت في نيويورك وجنيف ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان لم تكن كافية، وأن حركة «عدم الانحياز» التي تترأسها حاليا إيران استطاعت أن تتخذ بعض الإجراءات بهذا الخصوص.
وأعلن عن عقد اجتماع «لجنة فلسطين التابعة لحركة عدم الانحياز على مستوى وزراء الخارجية غدا الاثنين في طهران»، مبينا أنه «إضافة إلى استضافة هذا الاجتماع فإن إيران استطاعت أن تجري بعض المشاورات بشأن غزة مع بعض الدول العربية والإسلامية وكذلك الغربية».