تعيش المنطقة حالة متغيرات كبرى يشهدها الجميع، من خطة الشرق الاوسط الجديد التي تقوم بالدليل القاطع على «الربيع العربي»، الذي تحوّل الى ربيع تكفيري بمواصفات الجودة التكفيرية العالية على حد قول مصادر في 8 اذار، لذلك الاسهاب بما يحيط في المنطقة بات امرا ممجوجاً، والاهم ان المتغيرات في السياق الاقليمي والدولي متغيرات متسارعة يومية، لكن الايقاع الاميركي الغربي واضح في كل الحركة الجارية اقليميا ودوليا، ولا شك ان لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين وعواصم اخرى في عين العاصفة، الا ان لبنان تفصيل صغير في الصورة الكبيرة
واشارت المصادر الى ان الامن على الحدود مع اسرائيل، لا احد ينظر اليها بعين الاهتمام الا عندما يحين الوقت الاقليمي والدولي للعمل على حلحلة بعض الامور، وبناء عليه فأن التأثير اللبناني في الاستحقاقات اللبنانية نسبي ولم يعد هو الفعل او مبادرة الفعل، واكدت ان المستجد بالنسبة للساحة اللبنانية هو الاجواء التي جرى تشييعها بين فريق 14 اذار او من هم على محاذاة هذا الفريق ممن يصفون انفسهم بالوسطيين، ومنهم رئيس الحزب التقدمي النائب وليد جنبلاط، المعروف بأن لديه مصادر معلومات «او انتينات» تفتح امامه افق المرحلة المقبلة، ومن هنا اعتبرت المصادر ان كلام جنبلاط، حول «النصرة» و«الجيش الحر» لم يكن مجرد تمرير اجواء سياسية،
بل هي اجواء لو جرى ربطها لتبين ان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اعاد كسر الجرة مع ايران ثم كانت تصريحات الرئيس سعد الحريري، في ايطاليا وغير مكان مواقف تصعيدية ضدّ حزب الله ومشاركته في القتال ضد سوريا، الا ان الاهم في كلام الحريري، توجيهه النقد والهجوم على «داعش» وليس «النصرة»، تماما كما فعل رئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط،
واكدت المصادر ان هناك معلومات شبه مؤكدة ان السعودية عندما وافقت على تدريب المعارضة السورية اشترطت على هؤلاء مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش»، كل هذا الكلام ترافق مع وجهة نظر اسرائيلية تقول ان «جبهة النصرة« جبهة معتدلة يجري مساعدتها في مختلف الشؤون وايضا بشروط عدم السماح لامتداد المتطرفين، الى الجولان السوري المحتل كما قال يعالون.
بالطبع فريق 8 اذار لا يقارن بين كلام بعض اللبنايين وغيرهم حول النصرة، لكنه يتوقف عند هذه الاجواء الاقليمية والدولية التي تريد ان تجعل من«جبهة النصرة» بقيادة ابو محمد الجولاني، وهي احدى اذرع «القاعدة» بتأكيد الجولاني والظواهري، وتأكيد مواقع النصرة التي هي بالمناسبة على لائحة الارهاب الدولي الصادرة عن مجلس الامن .
القراءة المنطقية تقول المصادر في 8 اذار ان جنبلاط يغازل «النصرة» نظرا لانتشارها في الجولان على مقربة من القرى الدرزية السورية واللبنانية، وكذلك في البقاع الغربي ويريد تحييد نفسه عن الصراع الدائر في المنطقة .
والسبب الثاني في رأي المصادر ان ابو تيمور لا يريد ازعاج السعودية كثيرا ووجه رساله سياسية لها كونها تترقب حركته السياسية الداخلية الى اين ستؤدي بنتائجها، لأن البعض من فريق 14 اذار اعتقد ان التقدمي غادر الاهداف التي يعمل من اجلها، لكن جنبلاط، يرى بالوسطية مغازلة الجميع لحماية الدروز. وابعادهم عن الصراع الذي يراه سنيا – شيعيا في المنطقة العربية والاسلامية يتمظهر في سوريا والعراق واليمن والبحرين ولبنان.
المنطق، تضيف المصادر، يقود الى التفكير على المستوى المحلي كان نافعا في السابق اليوم المعادلات كلها تتغير، ولم تعدّ المواقف السياسية المخففة باتجاه اي تنظيم من تنظيمات المتشددين الاسلاميين تنفع اصحابها، بدليل ان الاكراد حيدوا انفسهم عن الازمة السورية وتعاونوا مع النظام في سوريا كما تعاونوا مع المعارضة السورية والتكفيريين، ومع ذلك حاولت «داعش» التقدم باتجاه اربيل واليوم تهاجم بشكل متواصل كوباني وهجرت من العراق الاكراد واليزيديين على حد سواء. بغض النظر لمصلحة اي مشروع، لكن من بقي من ازيديين اجبروا على اشهار اسلامهم والا يقام عليهم حد القتل، فيما منع المسيحيون في الرقة من قرع اجراس الكنائس واقامة القداديس فيها، بل جرى تحويل بعضها الى مقرات ومدارس لـ «داعش» و«النصرة».
تلك «النصرة» التي هاجمت الدروز مرارا وتكرارا في السويد تضيف المصادر، وسقط منهم شهداء دفاعا عن قراهم واعراضهم، والاميركي في حقيقة الموضوع لا يفرق بين «النصرة» و«داعش» الا انه حاليا يراعي بعض العرب الذين يدفعون مئات المليارات الى الحرب ضدّ الخليفة البغدادي، واشارت المصادر الى انه اذا كان من مهادنة اعلامية لـ «النصرة» وتركيز على «داعش» فالطائرات الاميركية ضربت مرارا النصرة، التي يجب ان لا ننسى انها اول من عمدت الى الذبح والقتل ورمي المدنيين عن الشرفات على الظن دون محاكمات عادلة، حتى بما يسمى المحاكمات الثورية الاسلامية او ما يعادلها في فكرهم الفقهي.
واكدت المصادر في 8 آذار ان لا احدا بمقدوره ان يرسم خطوطا جغرافية ما او سياسية او مذهبية ليحيّد نفسه عن مجرى الحرب العالمية الجارية على ارهاب «داعش» و«النصرة»، حتى الاسرائيليون يعلمون هذا الامر ونرى اليوم ان الطائرات السورية تقصف في الجولان السوري مواقع للنصرة هنا وهناك، وهذا العمل لا يأتي من فراغ رغم المساعدة الاسرائيلية العلنية لـ «النصرة» في مناطق الجولان .
وقالت المصادر: لا احد يرفض ان المنطقة العربية من اليمن الى العراق الى سوريا وليبيا ودول اخرى مهددة بالتقسيم مستقبلاً، لكن الجميع يعتقد ان دون هذا التوجه اميالا من الحروب والدماء قد لا يستطيع البعض النأي بنفسه عنها كل الوقت، خصوصا ان العالم يتعامل مع جماعات لها تفكيرها الخاص في التوجهات بما لا يتفق احيانا مع المنطق، كما لا ينسى احد ان في مناطق «داعش» و«النصرة» لا يكفي ان تكون مسلما سنيا، بل يجب ان تكون من ضمن منظمة «النصرة» و«داعش» في السياسة والامن والاقتصاد والعسكر، والا اعتبروك مرتدا تماما كما يحصل مع المواطنين في المناطق التي يسيطر عليها احد هذين التنظيمين .
من هنا تؤكد المصادر ان لا احداً في لبنان قادر بعد هذه المرحلة التي بدأت ان يصنع شيئا في تغيير المعادلات او ان يعتقد انه يحمي نفسه وجغرافيته، اذا ما اعلن موقفا ما هنا او موقفا هناك والا يكون ساذجا، لأن لا ضمانات مع هذه الجماعات الارهابية والادلة اكثر من ان تحصى.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...