يلاحظ ان التباينات بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والرئيس سعد الحريري قائمة وخصوصا على المستوى السياسي من رئاسة الجمهورية الى العلاقة الشخصية التي لم تستعد عافيتها كما كانت سابقا، وهنا تقول الاوساط التي تواكب هذه الاجواء ان جمهور الحريري لم يزل غاضبا من جنبلاط الذي لعب دورا اساسيا في وصول الرئيس نجيب ميقاتي الى رئاسة الحكومة، الى الانتقادات التي لا ينفك جنبلاط عن اطلاقها على بعض نواب تيار «المستقبل» وايضا حملته الاخيرة على الوزير اشرف ريفي على خلفية المحاكمات بحق الاسلاميين في سجن رومية، وعليه فان قادة الجمهور الرئيس الحريري عبروا مؤخرا عن استيائهم في اجتماع موسع للتيار الازرق عما صدر عن النائب غازي العريضي الذي ساوى بين تدخل «حزب الله» وتيار «المستقبل» في سوريا، وقال احد نواب «المستقبل»: «هل ينعتنا العريضي بالميليشيا»؟ وصولا الى انتقاد العريضي للحلف الدولي الذي يحارب «داعش»، وايضا دون ان ينسى ان السعودية مشاركة بفاعلية في هذا الملف.
ومن هذا المنطلق ترى الاوساط ان العريضي يقصف بطريقة او اخرى على السعودية في ظل الفتور في العلاقة بين المملكة والنائب جنبلاط وكان اشار الى ذلك في حديثه الصحفي وأنه خارج اطار هذه العلاقة التي اصبحت في عهدة الوزير وائل ابو فاعور ونجل جنبلاط تيمور.
ومن هنا، تبدو هذه العلاقة المشوبة بالالغام، والتباينات حيال ملفات كثيرة، بحسب المصادر في توقيت تحفل فيه الساحة الداخلية بملفات ساخنة وعديدة، والتوافق الوحيد الجامع بينهما في هذه المرحلة قد يكون حول سلسلة الرتب والرواتب بعد التنسيق المتواصل بين الرباعي الوزيرين علي حسن خليل ووائل ابو فاعور والنائب جورج عدوان والسيد نادر الحريري، وعليه تقر اكثر من جهة سياسية بان زعيم المختارة تمكن من تنفيس الاحتقان الحاصل على الخط السني – الدرزي في مناطق البقاع وحاصبيا وشبعا على خلفية تداعيات سياسية وامنية جراء الحرب السورية والتعديات التي ترتكب بحق العمال السوريين، وان مشاركة «تيار المستقبل» بكثافة في لقاءات وجولات رئيس «اللقاء الديموقراطي» وخصوصا في البقاع الغربي وشبـعا، كان له الاثر الايجابي في تهدئة النفوس والتنسيق بين الحزب التقدمي الاشتراكي و«تيار المستقبل».
اما على المستوى العام، فان امورا اساسية تتحكم بمسار هذه العلاقة تقول المصادر، اذ بداية تبدو التباينات كثيرة حول الاستحقاق الرئاسي، اضافة الى مواقف جنبلاط والتي تحمل احيانا مواقف فيها الكثير من الانتقادات والغمزات لـ «لتيار المستقبل» وصولا الى ما حصل في الفترة الاخيرة في منطقة اقليم الخروب، وتمثل في اقامة «الملتقى الاقتصادي» وكان قد حضره ممثلون لجنبلاط، انما هذا المؤتمر كان حريريا على كافة الصعد، حيث بات الحضور الجنبلاطي في الاقليم مغايرا عن المراحل السابقة، ولم يعد سيد المختارة يزوره اسبوعيا او شهريا كما درج على ذلك، في وقت ان الاستياء الابرز لرئيس الحزب التقدمي تقول المصادر اتى جراء عدم تجاوب التيار الازرق لتمنياته بفتح صفحة جديدة مع «حزب الله». وعدم القيام باي دور في اطار ترتيب العلاقة بين المختارة والمملكة، والتي هي في مراحل فاترة جدا نتيجة المواقف الجنبلاطية وصولا الى ما نقل عن قيادي بارز في «تيارالمستقبل» ووزير بارز فيه عن معلومات مغلوطة ساقها الوزير العريضي، بحق الرئيس سعد الحريري عندما كان رئيسا للحكومة على خلفية عدم ترخيص وزير الاشغال السابق لشركة خاصة تعمل في المطار، وتتحدى اوساط الحريري بفتح كل الملفات على الطاولة بعيدا عن الاساليب الاعلامية الاستعراضية.
وتختم الاوساط نفسها، مشيرة الى انه من المبكر الحلم على مسار هذه العلاقة، اذ قد تتغير المعطيات والاجواء، انما اوساط «المستقبل» لا تقبل بالطعن في الظهر مجددا، ولا ايضا تقبل تحت اي مسوّغ وسبب بان يفرض على الحريري وتياره وجمهوره اي مرشح اكان في بيروت او سواها حيث للتيار الازرق ثقله الانتخابي، لان ما جرى في السنوات الاخيرة بات بحاجة الى اعادة تقييم شاملة لكل التحالفات والاصطفافات السياسية من منطلق عدم الوقوع في شركها.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...