في الوقت الذي تتعاون فرنسا مع السعودية لصرف هبة 3 مليارات دولار المقدمة من الملك عبدالله بن عبد العزيز الى لبنان لتسليح الجيش، ووضعها موقع التنفيذ بتوقيع الاتفاق بين الدولتين، فان حراكاً فرنسياً باتجاه ايران لكن طابعه سياسياً، وهو تحريك ملف رئاسة الجمهورية في لبنان، وملء الشغور فيها بعد ستة اشهر على انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، والدوران في حلقة مفرغة لجهة عدم اكتمال النصاب القانوني لجلسة الانتخاب وارجائها للمرة 14، وعدم الوصول الى مرشح من غير الأسماء المطروحة وهي العماد ميشال عون وسمير جعجع وهنري حلو، اذ ان الأصوات لكل منهم لا تزيد ولا تنقص، ويضاف الى ذلك عدم الوصول الى توافق حول مرشح اصطفافات 8 و14 اذار والوسطيين.
وفي هذا الاطار، فان فرنسا وحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، تجري اتصالات مع مسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي سترسل وللمرة الرابعة مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا جيرو الى طهران لمواصلة البحث فيها حول حلّ لازمة الشغور الرئاسي، وان يتم تسهيل اجراء الانتخابات واقتناع حلفاء ايران بحضور الجلسة وانتخاب مرشح من المرشحين، دون ان يدخل الدبلوماسي الفرنسي في الزيارات السابقة بلعبة الأسماء.
وتحاول فرنسا العودة الى الساحة اللبنانية من بوابة ايران على حدّ قول المصادر، وتفعيل دورها السابق في لبنان، عبر الاستحقاق اللبناني، وهي التي اقصيت عنه في مفاصل مهمة كاتفاقي الطائف والدوحة تقول المصادر، وحلت محلها اميركا، وقد سبق لباريس وعبر طهران ان رعت اجتماعاً في سان كلو للاطراف اللبنانية بعد اتفاق الدوحة، علّها تجدد حضورها السياسي في هذا البلد الذي انتدبته لحوالى اكثر من عقدين، واستمر نفوذها فيه حتى السبعينات من القرن الماضي، وكان لها بعض التأثير فيه، لكن القرار الاميركي كان افعل.
فالملف الرئاسي اللبناني لم تفلح الدبلوماسية الفرنسية في فتحه من ايران التي اكدت على دور حلفائها في لبنان فيه وهم معنيون مباشرة به، وهذا ما أكده الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في كلمته بذكرى عاشوراء، وسمى العماد ميشال عون كمرشح يحظى بتأييد الحزب والفريق السياسي الذي ينتمي اليه، وان بوابة العبور لرئاسة الجمهورية هي في لبنان ولا تضيع فرنسا الوقت في التفتيش عن ما يملك مفتاح هذه البوابة.
وتحاول فرنسا عبر دبلوماسيتها والتي تعرف الدور الإيراني في لبنان والمنطقة، ان تسابق التحرك الأميركي في ملف رئاسة الجمهورية الذي يديره السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل، وكان له زيارات الى السعودية في هذا الاتجاه وهو شجع على الحوار بين الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون، كما تشير المصادر، لكن مسؤولين في المملكة قطعوا الأمل من استمرار الحوار، برفض قبول تأييد ترشيح العماد عون لأنه حليف «حزب الله» وايران ومؤيد للنظام السوري، وقد ابلغوا الحريري ان يؤكد ان جعجع هو مرشح 14 آذار، وتركوه يرمي الكرة في ملعب التوافق المسيحي على مرشح.
فهل تنجح الدبلوماسية الفرنسية في قطف ثمار انتخابات رئاسة الجمهورية بأن تعود لاعباً أساسيا فيها، وتدخل من خلال حوارها مع ايران وعلاقتها الايجابية والممتازة مع السعودية، في الوصول الى لغة مشتركة بين الدولتين حول اسم رئيس للجمهورية تسوّقه فرنسا، وتعود لاعباً في لبنان ومنه في المنطقة، كما تقول المصادر التي ترى ان ايران ستدفع بفرنسا اضافة الى بحث الاستحقاق الرئاسي مع حلفائها في لبنان، وقد التقى دبلوماسيون منها مسؤولون في «حزب الله» الى ان تفتح نافذة مع سوريا التي لا يمكن تغييبها عن لبنان وانتخابات الرئاسة فيه، وان كان الرئيس السوري اكد على تأييده لمرشح في خط المقاومة وليس معادياً لسوريا، وهو ينطبق على من يبدأ اول حرف من اسمه بميشال عون الذي ذكاه السيد نصرالله، فهل تقتنع به فرنسا؟
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...