تعيش اسرائيل هذه الايام سلسلة من الخيبات المتتالية، وسط تزايد التهديدات المحيطة بها . فمن اكتشاف جواسيسها الى فشل تجاربها المرتبطة بالدفاع الصاروخي، «عدو» واحد يمتد من بيروت الى طهران مرورا بدمشق، في مقابل زحف «فارسي»، «غزير» الانتاج الحربي يحكمه «دعم إلهي» مقابل لعنة لاحقة باسرائيل بحسب كبير حاخاماتها.
قلق مبرر، تبرره الترسانة الصاروخية المتنامية من الصواريخ والقذائف الصاروخية، بمختلف عياراتها، ستكون حاضرة في اي حرب مقبلة، قادرة على اصابة اي بقعة او هدف على الاراضي الاسرائيلية، في سابقة هي الاولى من نوعها منذ نشأة اسرائيل عام 1948، ما حتم على القيادة الاسرائيلية المباشرة مع وصول رئيس الاركان الجديد الجنرال «غادي كوخافي» الى وضع خطة خمسية لمواجهة التهديدات، تأتي في طليعة اولوياتها تحصين الدرع الصاروخية.
فبعد خمس سنوات من انطلاق المشروع الاكثر كلفة في تاريخ الدولة العبرية،شهد نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المتكامل،المعروف باسم «القبة الحديدية»، الذي بني بدعم اميركي، للتصدي لأي هجمات صاروخية تشنها إيران أو سوريا أو الجماعات المتحالفة معهما في لبنان وغزة، انتكاسة جديدة مع فشل نظام الدفاع الصاروخي البالِستي الاعتراضي «أرو 3» – المصمم لاختراق الغلاف الجوي للأرض حيث يمكن لرؤوسها الحربية أن تنفصل لتصبح وسيلة تعقب وضرب للاهداف التي تصل لارتفاعات عالية من صواريخ نووية أو بيولوجية أو كيميائية- المطور بشكل مشترك بين شركة الصناعات الجويّة الإسرائيلية المملوكة للدولة وشركة بوينغ الأميركية، في أول اختبار حي لاعتراض الصواريخ، بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، مضيفة أن مشغلي بطارية الصواريخ «أرو 3» في قاعدة بلماحيم الجويّة على ساحل البحر المتوسط ألغوا إطلاق صاروخ الاعتراض بعد فشله في اكتشاف صاروخ آخر من نوع «انكور ازرق» أطلقته طائرة اف-15 بعمق مئات الكيلومترات فوق المتوسط .
غير ان الفشل الاخير، جاء ليعزز المخاوف التي اظهرها عجز «القبة الحديدية»، التي فشلت في حماية اسرائيل خلال حرب الجرف الصامد الاخيرة، بحسب ما اكدت الاحصاءات التي اشارت الى ان المنظومة لم تنجح الا في اعتراض ما نسبته 20% من الصواريخ الفلسطينية، مضيفا ملفا جديدا الى شد الحبال القائم حول موازنة الدفاع بعد الخفيضات الكبيرة التي لحقت ببنودها .
فبعيد فشل التجربة المشتركة بين وزارة الدفاع الاسرائيلية ووكالة الدفاع الأميركية لاطلاق صاروخ «حيتس 2» من قاعدة «بلماحيم» جنوب اسرائيل، والضربة الموجعة التي تلقتها سياسة الاستقلال العسكري والتكنولوجي الاسرائيلية،اشارت صحيفة «هآرتس» اتصالات سرية مع شركة «لوكهيد مارتن» الاميركية لشراء منظومة «ثاد» THAAD المضادة للصواريخ التي تتضمن عناصر تكنولوجية متطورة، مراعاة للجوانب المالية والكلفة الباهظة للاستمرار في تطوير منظومة «حيتس»، اذ يمكن شراء الصواريخ الاميركية، علماً بأن منظومة «حيتس» نفسها قد مرت في تجارب فاشلة في السنوات الماضية، على الرغم من محاولة التكتم والدعاية غير المسبوقة عن تحقيق انجازات لم تقدم اسرائيل دليلاً حسياً عليها.
يشار الى ان الولايات المتحدة الاميركية نشرت بطاريات صواريخ «باتريوت» متطورة في اسرائيل «ربطت عملياتيا» بأنظمة الدفاع الاسرائيلية الصاروخية المضادة للطائرات، والمضادة للصواريخ أرض-أرض،كما طلب الجيش ربط الرادارات في السفن التي تحمل صواريخ «ايجيس» بمنظومة الدفاع الاسرائيلية في حالات الطوارئ، علماً ان طاقم ايجيس البحري مؤلف من 95 فرداً، ومجموعة رادارات/هوائيات، وعلى نحو وثيق الصلة، وتتضمن رزمة الرادارات راداراً متوافق الطور من الجيل الجديد. وتضم السفينة «دي دي-12» أيضاً مدافع من عيار 155 ملم، وأنظمة مدمجة وانظمة مدمجة كلياً مضادة للغواصات ومضادة للالغام، واحدث انظمة C4I مدمجة و«آمنة»، ومكونات حرب ومعلومات مدمجة بنوعيها السلبي والايجابي.
ويعتبر الخبراء ان الاستعجال الاسرائيلي تولد من الحاجة الملحة الى «تحصين» منظومة مضادة للصواريخ بعد التطورات التي تشهدها الدول المحيطة والتي يمكن تلخيصها بالتالي:
-استمرار تطور القوة الصاروخية الايرانية بشكل كبير والحديث عن قدرة «شهاب 4».
-ابداء سوريا استعدادها لاستقبال منظومة صواريخ «الاسكندر» الروسية على اراضيها.
-اعلان سوريا على لسان وزير خارجيتها عن قرب تسليم نظام صواريخ S.S300 الروسية، رغم تسريب بعض المعلومات عن وصول اجزاء من تلك المنظومة الى سوريا .
-كشف روسيا عن شراء مصر لنفس المنظومة
-كشف المملكة العربية السعودية عن امتلاكها لصواريخ «DongFeng 3 » الصينية التي يبلغ مداها 3300كلم.
-فشل «القبة الحديدية» في تحقيق هدفها خلال حرب غزة الثالثة.
على ما يبدو،القلق الاسرائيلي مبرر، مع تاكيد نائب قائد الحرس الثوري الايراني منذ ايام عن نجاح طهران في تطوير صواريخ»فوق صوتية»، في خطوة لافتة ومحيرة، اذ جاء اعلانه بعد ستة اشهر من كشف شركة الصواريخ التكتيكية الروسية، ايار الماضي، عن عملها على تطوير اول نموذج لصاروخ «كروز» تفوق سرعته سرعة الصوت بين خمس الى سبع مرات، بمعاونة 11 مجموعة عمل ومشاركة عشرات المعاهد والشركات، «لان العملية تتطلب تطويرا علميا وتقنيا واختبارات جدية وتدريب موظفين «بحسب مسؤول روسي، على ان يدخل الخدمة الفعلية عام 2020 .
فهل استطاعت ايران ان تملك ما عجز عنه الآخرون، فيما تواصل واشنطن وبكين ونيودلهي وباريس ابحاثها؟ والى اين سيقود السباق القائم ؟
سي أن أن: تحذير بايدن من النووي الروسي لم يبن على معلومات استخبارية
قال العديد من المسؤولين الأميركيين لشبكة CNN إنّ "تحذير الرئيس جو بايدن ليلة الخميس من أن العالم يواجه أعلى احتمال...