خرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين غالبيتهم من أنصار وعناصر حركة “حماس”، مساء الثلاثاء، بمسيرات احتفالية عفوية، في غالبية مدن الضفة الغربية والقدس، تعبيراً عن فرحهم بتوقيع اتفاق وقف النار وانتصار المقاومة في قطاع غزة.
وعلى وقع الأغاني والهتافات المؤيدة للمقاومة، خرج نحو خمسة آلاف من أنصار حركة “حماس” وكوادرها، بمسيرة جابت شوارع مدينة رام الله، رافعين صور القائد العام لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة “حماس” محمد ضيف، وهم يهتفون “حط السيف قبال السيف، واحنا شعب محمد ضيف”.
وقال القيادي في حركة “حماس” سائد أبو البهاء إن “هذه المسيرات التي خرجت في الضفة والقدس تؤكد التفاف الشعب الفلسطيني حول خياره المقاوم والرافض للاحتلال، وتعبيراً عن الفرحة بانتصار المقاومة في قطاع غزة”.
وحذر أبو البهاء، من “إقدام الاحتلال على حملة انتقامية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس، في محاولة منه للملمة أوراقه وفشله أمام المقاومة في قطاع غزة”.
كما خرج المئات في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، بمسيرة احتفالية جابت شوارع المدينة، مرددين تكبيرات العيد وأهازيج الاحتفالات، وأطلقوا الألعاب النارية وأبواق المركبات ابتهاجاً بانتصار غزة.
وصدح المشاركون بهتافات مؤيدة لقائد كتائب القسام محمد ضيف، والناطق باسمها أبو عبيدة، وحركة “حماس” وفصائل المقاومة الفلسطينية، ووزعوا الحلويات على المارة احتفالاً بالانتصار. وتوجهت المسيرة إلى منازل المطاردين من حركة “حماس” عامر أبو عيشة، ومروان القواسمي، الذين يتهمهما الاحتلال، بالمسؤولية عن عملية قتل المستوطنين الثلاثة المختفية آثارهم، منذ منتصف حزيران/ يونيو الماضي.
وفي السياق، شهدت عدة قرى وبلدات بمحافظة الخليل، مسيرات عفوية جابت الشوارع والأحيا، وتوزيع الحلويات، احتفالاً بإعلان الانتصار والتوصل إلى وقف لإطلاق النار والحرب في غزة.
واستهدفت قوات الاحتلال مسيرة احتفالية بانتصار غزة، خرجت بيت أمر، شمالي الخليل، بالرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة شابين بجروح والعشرات بحالات اختناق، فيما حاصرت عدداً من المنازل في منطقة عصيدة في البلدة.
وقالت مصادر محلية إن “قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين، ما دفع أهالي البلدة إلى نقل أحد المصابين عبر شارع التفافي آخر”.
وفي بيت لحم? وزع أهالي المدينة الحلوى ابتهاجاً بالنصر، في حين خرجت مسيرات عفوية بشوارع المدينة وأحيائها والقرى التابعة لها، وأطلقت الألعاب النارية.
وإلى الشمال من الضفة الغربية، خرج نحو ثلاثة آلاف أهالي جنين، بمسيرتين انطلقتا من مسجد جنين الكبير ومسجد مخيم جنين الكبير، وجابتا شوارع المدينة على وقع الهتافات والأغاني الوطنية المبايعة للمقاومة، وانتهت بمهرجان خطابي، أكد المتحدثون فيه على دعم المقاومة.
كما جابت مئات المركبات، بمسيرات عفوية شوارع مدن نابلس وطولكرم، فرحاً بانتصار المقاومة على وقع الألعاب النارية والأغاني الوطنية.
وفي القدس، خرج الأهالي بمسيرات عفوية، وسط مواجهات مع قوات الاحتلال في عدد من المناطق، حيث طوق الجنود بوابات المسجد الأقصى، حين كانت حشود كبيرة من المواطنين، وعقب صلاة العشاء تكبر وتهتف للمقاومة. وألقى شبان مقدسيون الحجارة على الجنود.
وأضاءت الألعاب النارية سماء الأحياء المقدسية، بينما انهمرت تلك الألعاب بغزارة على القطار الخفيف في بلدة شعفاط، شمالي المدينة المقدسة، ما استدعى وجود قوات كبيرة من شرطة الاحتلال، التي عادت إلى البلدة لتلاحق الشبان والفتية.
وشهد مخيم شعفاط، مسيرة حاشدة، انطلقت من وسط المخيم، وهي ترفع الأعلام الفلسطينية وتنشد للمقاومة، حتى وصلت إلى الحاجز العسكري المقام على مدخل المخيم، في وقت أطلق فيه، شبان الرصاص الحي في الهواء احتفالاً بانتصار المقاومة.
واندلعت مواجهات ضد جنود حاجز مخيم شعفاط، الذين أطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة على منازل المواطنين المتاخمة للحاجز، ما تسبب بعشرات حالات الاختناق.
كما شهدت بلدات العيسوية والعيزرية وأبو ديس في القدس المحتلة، مسيرات حاشدة احتفاء بانتصار المقاومة، تخللها إطلاق كثيف للألعاب النارية، فيما اندلعت مواجهات مع جنود الاحتلال وألقى شبان الحجارة على مركبات المستوطنين والدوريات العسكرية.
وامتدت الاحتفالات إلى بلدة الرام شمالي القدس، وفي محيط حاجز قلنديا العسكري، حيث اندفع المواطنين يهللون لانتصار المقاومة، وأطلقوا الألعاب النارية، قبل توجه الشبان إلى حاجز قلنديا ورشق الجنود بالحجارة.