التزم الموقوف عبد الرحمن الشنيفي أصول الاسلام مع بدء شهر رمضان، وصام في أول أيام الشهر الفضيل، علماً أنه كان يعاني وضعاً صحياً سيئاً. لم يمنع الصيام عن الطعام الشنيفي من التعاون مع الأجهزة الأمنية في إعادة شريط أحداث يوم الـ “دو روي” وما سبقه من تطورات وزيارات قام بها مع زميله في الارهاب عبد الرحمن الثواني.
وأقرّ الشنيفي الموجود لدى الأمن العام بأنّ تفجير مطعم “الساحة” كان سيتم على مرحلتين، الأولى بحزام ناسف والثانية تليها مباشرة بسيارة مفخخة بعد أن تكون الناس قد تجمعت وحضرت فرق الاسعاف. ولم يكن لدى الشنيفي أي مخطط كما ذُكر باطلاق الرصاص على رواد “الساحة” بل تفجير نفسه بحزام ناسف. ويعاني المحققون مع الشنيفي في مسألة الرؤوس المدبرة، فهو لا يعرف من يديره، ومن هم زملاء المهنة، وليست لديه أدنى فكرة عن الشبكة العنكبوتية التي توصل المنفذين بالمخططين، ومعلوماته تنحصر في الثواني الذي فجّر نفسه.
وأمّا المنذر الحسن المتواري عن الأنظار والذي كانت مهمته تأمين الأحزمة الناسفة والسيارة المفخخة، وعن جديد التحقيقات في عملية ضهر البيدر الانتحارية، فقد بات واضحاً أنّ حاجز قوى الامن لم يكن مستهدفا، وتبيّن أنّه كان هناك سيارة أخرى إلى جانب سيارة “المورانو” التي انفجرت بانتظار الاشارة الاخيرة. وبحسب مصادر الجديد، انه حين أنطلقت المواكب المموهة للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم باتجاه البقاع، تمّ الانتباه لدراجة نارية بالقرب من المواكب، وان سائق الدراجة قام بإجراء اتصال بمجرد ابتعاد الموكب عنه، اتصالاتُ هذا الشخص كانت مرصودة بحيث تم التأكد من أنه أعطى إشارة الى احدى السيارتين المفخختين بأن الموكب قد تحرك، وعلى الأثر تحرك “المورانو” باتجاه صوفر لتعقب الموكب، فيما بقيت السيارة المفخخة الثانية بالقرب من المطعم الذي كان سيتوجه إليه اللواء تلبية لدعوة البطريرك الى الغداء. وبحسب خطة المفجرين، تركن إحدى السيارات المفخخة بالقرب من المطعم، حين يصل موكب اللواء ابراهيم وتجتمع مختلف الفعاليات وقبل آذان الضهر تنفجر السيارة الاولى، وبعد تجمع الحشود ويخرجون من المطعم تتقدم السيارة المفخخة الثانية ويتم الاغتيال على غرار ما خطط لمطعم الساحة، مع الإشارة إلى أن السيارة المفخخة الثانية لايزال البحث جارياً عنها.