طفت ظاهرة “قطع الرؤوس” على الطريقة الداعشية على سطح الأحداث في شبه جزيرة سيناء، خصوصاً بعدما بثّت جماعة “أنصار بيت المقدس” المتشددة في سيناء، فيديو يُظهر مسلحين يقطعون رؤوس 4 أفراد من بدو سيناء من قبيلتي “السواركة” و “الرميلات”، وهما أكبر قبيلتين في سيناء، بعدما أقرّوا بعملهم لمصلحة جهاز “الموساد” الإسرائيلي.
وأثار الفيديو سخطاً بالغاً لدى بدو سيناء، الذين توعدوا في مؤتمر للقبائل، بمواجهة الجماعات المسلحة، التي ردت ببيان وزعته على أهالي سيناء، سعت من خلاله إلى كسب ود القبائل، بعدما أكدت أنها تعمل لمصلحة أهالي سيناء والإسلام وأن هدفها تحكيم الشريعة.
وبعد حادث قتل الرجال الأربعة، وإلقاء جثثهم في مناطق متفرقة على طرق رئيسية، وكل واحد منهم مُقيد اليدين ورأسه على صدره، عثر أهالي سيناء على جثث 6 آخرين، قُتلوا بالطريقة نفسها.
وقال مصدر أمني إن من بين القتلى الذين وجدوا مذبوحين ورؤوسهم مفصولة عن أجسادهم، قبطياً وجدت في يده ورقة مكتوب عليها “تحذير للنصارى. أتركوا سيناء لأننا سنعلنها إمارة إسلامية”، وآخر وجدت في يده ورقة كُتب فيها: “قُتل لتعاونه مع الموساد الإسرائيلي”.
وأوضح المصدر أن غالبية الجثث توجد في مناطق صحراوية قريبة من الطريق الدولي الرابط بين رفح والشيخ زويد، وهي منطقة تستهدفها قوات الشرطة والجيش بحملات أمنية مكثفة.
ورغم أن النيابة العامة المصرية كانت كشفت عن أن واحداً من الذين يُحاكمون في قضايا إرهاب، سُجلت له مكالمة هاتفية يتحدث فيها مع شخص مجهول، عن الإعداد لعمليات إرهابية في مصر، ويطلب منه محدثه مبايعة “أبو بكر البغدادي”، قبل أن يُعلن الأخير الخلافة الإسلامية في الموصل، إلا أن المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية اللواء هاني عبد اللطيف أكد أنّ “لا وجود لما يسمى تنظيم داعش في الأراضي المصرية”.
وأضاف: “ما يحدث محاولة للإيحاء بأن للتنظيم أذرع في مصر في إطار الحرب الإعلامية التي لجأت لها الجماعات الإرهابية، وإن كان بعضُ الموقوفين على ذمة قضايا إرهاب أقروا باعتناقهم فكر داعش وتأييدهم لما يسمى دولة الخلافة، فهذا لا يعني وجود صلات تنظيمية مع تلك الجماعات، إنما فقط تلاقٍ فكري، لأن هؤلاء المغرَّر بهم، يطمحون في النهاية، حسب أفكارهم، إلى “الخلافة” التي أعلنها زعيم داعش“.
ومن اللافت أن ظاهرة قطع الرؤوس في سيناء طالت المتهمين بالعمالة من قبل التنظيم المتشدد، وأيضا الأقباط، إذ عُثر قبل أيام، حسب مصادر أمنية، على جثمان رجل يُدعى مجدي لمعي مذبوحاً، وجثمانه ملقى على طريق في شبه جزيرة سيناء. وأوضحت المصادر أن عدداً من الأقباط مخطوفون، ومنهم شنودة رياض وجمال شنودة ووديع رمسيس، لكن لم يتحدد مصير هؤلاء، حتى الآن.
وقال مؤسس ائتلاف أقباط مصر فادي يوسف إن نحو 600 أسرة ما زالت تعيش في أرق في مدن سيناء الرئيسية، العريش والشيخ زويد ورفح، فيما هجرتها مئات الأسر بعد انتشار عمليات استهداف الأقباط في ممتلكاتهم وأرواحهم، لافتاً إلى أن أكثر من 70 مسيحياً تم خطفهم خلال العامين الماضيين في سيناء، ودفعت أسرهم فديات مالية بلغت نحو 10 ملايين جنيه (الدولار يعادل نحو 7 جنيهات) لتحريرهم. وأضاف: “ذبحُ مجدي لمعي مؤخراً، سبّب قلقاً بالغاً لأقباط سيناء“.
وتابع يوسف: “لو أرادت السلطات تجفيف منابع الإرهاب ووقف الإمدادات المالية عن الإرهابيين، عليها أن توفر حماية للأقباط وممتلكاتهم، لأن الفديات المالية التي تحصّلها الجماعات الإرهابية جراء تحرير الأقباط المختطفين، تُستخدم في شراء أسلحة نُقتَل بها”، معتبراً أن الجماعات المتشددة تُريد “نقل صورة لما يحدث في العراق وسورية إلى مصر من خلال نشر فيديوهات قطع رؤوس المختطفين”.